عدد الزوار 12 التاريخ Monday, July 14, 2025 8:09 PM
فَأَجَابَ: الأَصْلُ فِي أَذْكَارِ الصَّلَاةِ وَأَدْعِيَتِهَا أَنَّهَا تَوْقِيفِيَّةٌ؛ لِحَدِيثِ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَحَسَّنَهُ النَّوَوِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي" رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ،
وَلِابْنِ مَاجَهْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْزُقْنِي، وَارْفَعْنِي».
قَالَ المُبَارَكْفُورِيُّ: وَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي" ...، قَالَ الحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ: وَجَمَعَ بَيْنَهَا الْحَاكِمُ كُلِّهَا، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: وَعَافِنِي انْتَهَى ... وَفِي الْبَابِ عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي" رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مُطَوَّلًا. انْتَهَى.
وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
قَالَ النَّوَوِيُّ: "فَالاحْتِيَاطُ وَالاخْتِيَارُ: أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ وَيَأْتِيَ بِجَمِيعِ أَلْفَاظِهَا وَهِيَ سَبْعَةٌ". انْتَهَى.
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ: "وَحُكْمُ هَذَا الذِّكْرِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَصْحَابِ أَحْمَدَ حُكْمُ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَأَنَّهُ وَاجِبٌ تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِتَرْكِهِ عَمْدًا، وَيَسْجُدُ لِسَهْوِهِ.
وَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ.
قَالَ حَرْبٌ: مَذْهَبُ أَحْمَدَ أَنَّهُ إِنْ قَالَ جَازَ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْ جَازَ، وَالأَمْرُ عِنْدَهُ وَاسِعٌ.
وَكَذَا ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الخَلَّالُ، أَنَّ هَذَا مَذْهَبُ أَحْمَدَ، وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ العُلَمَاءِ". انْتَهَى.
وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا؛ فَيَنْبَغِي التَّقَيُّدُ بِالوَارِدِ، فَلَا يُسْتَبْدَلُ وَلَا يُزَادُ فِيهِ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُ، وَمَا حَصَلَ مِنْ زِيَادَةٍ أَحْيَانًا فَلَا بَأْسَ، وَقَدْ أَطَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ كَمَا فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ.
وَعَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: "كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
قَالَ شَيْخُنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ بَازٍ - رَحِمَهُ اللهُ -: "وَإِذَا قَالَ زِيَادَةً فَلَا بَأْسَ، كَأَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ، اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي الجَنَّةَ، وَأَنْجِنِي مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ قَلْبِي وَعَمَلِي، وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ يُكْثِرُ مِنَ الدُّعَاءِ بِالمَغْفِرَةِ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، كَمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" انْتَهَى