عدد الزوار 10 التاريخ Monday, July 14, 2025 8:04 PM
فَأَجَابَ: أَمَّا العَمَلُ الشَّامِلُ لِعَمَلِ القَلْبِ وَهُوَ الإِيمَانُ، وَعَمَلِ اللِّسَانِ وَهُوَ الشَّهَادَتَانِ، وَعَمَلِ الجَوَارِحِ؛ فَلَا يُحْبِطُهُ إِلَّا الشِّرْكُ وَالكُفْرُ، وَهَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَأَمَّا حُبُوطُ شَيْءٍ مِنَ العَمَلِ سِوَى الإِيمَانِ بِالكَبِيرَةِ؛ فَقَالَ بِهِ بَعْضُ السَّلَفِ الصَّالِحِ.
قَالَ البُخَارِيُّ: (بَابُ خَوْفِ المَؤْمِنِ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ).
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ: وَتَبْوِيبُ البُخَارِيِّ لِهَذَا البَابِ يُنَاسِبُ أَنْ يَذْكُرَ فِيهِ حُبُوطَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بِبَعْضِ الذُّنُوبِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ) [الحجرات: ٢] قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: مَا يَرَى هَؤُلَاءِ أَنَّ أَعْمَالًا تُحْبِطُ أَعْمَالًا، وَاللهُ - عَزَّ وَجَلَّ – يَقُولُ: (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ) إِلَى قَوْلِهِ: (أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ).
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا – أَيْضًا – قَوْلُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ...) الآية [البقرة: ٢٦٤]، وَقَالَ: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ...) الآية [البقرة: ٢٦٦].
وَفِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ: "أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّاسَ عَنْهَا، فَقَالُوا: اللهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: لِأَيِّ عَمَلٍ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِ الشَّيْطَانَ فَيَعْمَلُ بِالمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ.
وَقَالَ عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ: هُوَ الرَّجُلُ يُخْتَمُ لَهُ بِشِرْكٍ أَوْ عَمَلِ كَبِيرَةٍ فَيَحْبَطُ عَمَلُهُ كُلُّهُ.
وَصَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ).
وَفِي "الصَّحِيحِ" – أَيْضًا –: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، فَقَالَ اللهُ: "مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ".
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَبْلِغِي زَيْدًا أَنَّهُ أَحْبَطَ جِهَادَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا أَنْ يَتُوبَ.
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ بَعْضَ السَّيِّئَاتِ تُحْبِطُ بَعْضَ الحَسَنَاتِ، ثُمَّ تَعُودُ بِالتَّوْبَةِ مِنْهَا.
وَخَرَّجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" مِنْ رِوَايَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا يَضُرُّ مَعَ الإِخْلَاصِ ذَنْبٌ، كَمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ الشِّرْكِ عَمَلٌ صَالِحٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم) [محمد: ٣٣] فَخَافُوا الكَبَائِرَ بَعْدُ أَنْ تُحْبِطَ الأَعْمَالَ.
وَبِإِسْنَادِهِ، عَنِ الحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) قَالَ: بِالمَعَاصِي.
وَعَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) قَالَ: الكَبَائِر.
وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ قَتَادَةَ فِي هَذِهِ الآيَةِ، قَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يُبْطِلَ عَمَلًا صَالِحًا بِعَمَلٍ سَيِّئٍ فَلْيَفْعَلْ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؛ فَإِنَّ الخَيْرَ يَنْسَخُ الشَّرَّ، وَإِنَّ الشَّرَّ يَنْسَخُ الخَيْرَ، وَإِنَّ مَلَاكَ الأَعْمَالِ: خَوَاتِيمُهَا.
وَعَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: يَقُولُ: لَا تَعْصُوا الرَّسُولَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ مِنَ القِتَالِ فَتَبْطُلَ حَسَنَاتُكُمْ.
وَعَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فَشَقَّتْ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَرَوْنَ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ إِلَّا هِيَ مَقْبُولَةٌ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا هَذَا الَّذِي يُبْطِلُ أَعْمَالَنَا؟ فَبَلَغَنِي – وَاللهُ أَعْلَمُ – أَنَّهُمْ ذَكَرُوا الكَبَائِرَ الَّتِي وَجَبَتْ لِأَهْلِهَا النَّارُ، حَتَّى جَاءَتِ الآيَةُ الأُخْرَى: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِه وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) [النساء: ٤٨]، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الآيَةُ كَفَفْنَا عَنِ القَوْلِ فِي ذَلِكَ، وَرَدَدْنَا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُنَّا نَخَافُ عَلَى مَنْ رَكِبَ الكَبَائِرَ وَالفَوَاحِشَ أَنَّهَا تُهْلِكُهُ.
وَالآثَارُ عَنِ السَّلَفِ فِي حُبُوطِ الأَعْمَالِ بِالكَبِيرَةِ كَثِيرَةٌ جِدًّا يَطُولُ اسْتِقْصَاؤُهَا، حَتَّى قَالَ حُذَيْفَةُ: قَذْفُ المُحْصَنَةِ يَهْدِمُ عَمَلَ مِائَةِ سَنَةٍ. وَخَرَّجَهُ البَزَّارُ عَنْهُ مَرْفُوعًا.
وَعَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ فِي غَضَبِهِ بِكَلِمَةٍ يَهْدِمُ بِهَا عَمَلَ سِتِّينَ سَنَةً أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ الفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْهُ: مَا يُؤَمِّنُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَنْظُرَ النَّظْرَةَ فَيَحْبَطَ عَمَلُهُ.
وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّ القَوْلَ بِإِحْبَاطِ الحَسَنَاتِ بِالسَّيِّئَاتِ قَوْلُ الخَوَارِجِ وَالمُعْتَزِلَةِ خَاصَّةً، فَقَدْ أَبْطَلَ فِيمَا قَالَ، وَلَمْ يَقِفْ عَلَى أَقْوَالِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي ذَلِكَ.
نَعَمِ المُعْتَزِلَةُ وَالخَوَارِجُ أَبْطَلُوا بِالكَبِيرَةِ الإِيمَانَ، وَخَلَّدُوا بِهَا فِي النَّارِ، وَهَذَا هُوَ القَوْلُ البَاطِلُ الَّذِي تَفَرَّدُوا بِهِ فِي ذَلِكَ. انْتَهَى.
وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ أَيْضًا فِي "فَتْحِ البَارِي شَرْحِ صَحِيحِ البُخَارِي" تَحْتَ حَدِيثِ أَبِي المَلِيحِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بِصَلَاةِ العَصْرِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ".
قَدْ سَبَقَ القَوْلُ مَبْسُوطًا فِي حُبُوطِ العَمَلِ بِتَرْكِ بَعْضِ الفَرَائِضِ وَارْتِكَابِ بَعْضِ المَحَارِمِ فِي "كِتَابِ الإِيمَانِ"، وَبَيَّنَّا أَنَّ أَكْثَرَ السَّلَفِ وَالأُمَّةِ عَلَى القَوْلِ بِذَلِكَ، وَإِمْرَارِ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ فِيهِ عَلَى مَا جَاءَتْ مِنْ غَيْرِ تَعَسُّفٍ فِي تَأْوِيلَاتِهَا، وَبَيَّنَّا أَنَّ العَمَلَ إِذَا أُطْلِقَ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ الإِيمَانُ، وَإِنَّمَا يُرَادُ بِهِ أَعْمَالُ الجَوَارِحِ، وَبِهَذَا فَارَقَ قَوْلُ السَّلَفِ قَوْلَ الخَوَارِجِ؛ فَإِنَّهُمْ أَحْبَطُوا بِالكَبِيرَةِ الإِيمَانَ وَالعَمَلَ، وَخَلَّدُوا بِهَا فِي النَّارِ، وَهَذَا قَوْلٌ بَاطِلٌ.
وَأَمَّا المُتَأَخِّرُونَ فَلَمْ يُوَافِقُوا السَّلَفَ عَلَى مَا قَالُوهُ، فَاضْطَرَبُوا فِي تَأْوِيلِ هَذَا الحَدِيثِ وَمَا أَشْبَهَهُ، وَأَتَوْا بِأَنْوَاعٍ مِنَ التَّكَلُّفِ وَالتَّعَسُّفِ.
فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: تَرْكُ صَلَاةِ العَصْرِ يُحْبِطُ عَمَلَ ذَلِكَ اليَوْمِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّمَا يُحْبِطُ العَمَلَ الَّذِي هُوَ تِلْكَ الصَّلَاةُ الَّتِي تَرَكَهَا.
وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ: مَنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ فَعَمِلَ سَيِّئَةً أَحْبَطَتْهُ ثُمَّ تَابَ؛ فَإِنَّهُ يَعُودُ إِلَيْهِ ثَوَابُ مَا حَبِطَ مِنْ عَمَلِهِ بِالسَّيِّئَاتِ.
وَقَدْ وَرَدَ فِي هَذَا آثَارٌ عَنِ السَّلَفِ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: عَبَدَ اللهَ رَجُلٌ سَبْعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَصَابَ فَاحِشَةً فَأَحْبَطَ اللهُ عَمَلَهُ، ثُمَّ أَصَابَتْهُ زَمَانَةٌ وَأَقْعَدَ، فَرَأَى رَجُلًا يَتَصَدَّقُ عَلَى مَسَاكِينَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ مِنْهُ رَغِيفًا فَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ عَمَلَ سَبْعِينَ سَنَةً. خَرَّجَهُ ابْنُ المُبَارَكِ فِي كِتَابِ: البِرِّ وَالصِّلَةِ. انْتَهَى.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ تَحْتَ حَدِيثِ جُنْدُبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ: "أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ" أَوْ كَمَا قَالَ .. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قَالَ: وَفِيهِ دَلَالَةٌ لِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي غُفْرَانِ الذُّنُوبِ بِلَا تَوْبَةٍ إِذَا شَاءَ اللَّهُ غُفْرَانَهَا، وَاحْتَجَّتِ الْمُعْتَزِلَةُ بِهِ فِي إِحْبَاطِ الْأَعْمَالِ بِالْمَعَاصِي الْكَبَائِرِ، وَمَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّهَا لَا تُحْبَطُ إِلَّا بِالْكُفْرِ، وَيُتَأَوَّلُ حُبُوطُ عَمَلِ هَذَا عَلَى أَنَّهُ أُسْقِطَتْ حَسَنَاتُهُ فِي مُقَابَلَةِ سَيِّئَاتِهِ، وَسُمِّيَ إِحْبَاطًا مَجَازًا، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ جَرَى مِنْهُ أَمْرٌ آخَرُ أَوْجَبَ الْكُفْرَ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ هَذَا كَانَ فِي شَرْعِ مَنْ قَبْلَنَا وَكَانَ هَذَا حُكْمَهُمْ. انْتَهَى