عدد الزوار 11 التاريخ Monday, July 14, 2025 7:58 PM
فَأَجَابَ: زِرَاعَةُ الشَّعَرِ لِمَنْ بِهَا صَلَعٌ يَنْبُتُ وَيَطُولُ بِنَفْسِهِ جَائِزٌ، وَإِنَّمَا المَنْهِيُّ عَنْهُ الوَصْلُ بِأَنْوَاعِهِ، كَعَمَلِيَّاتِ لَصْقِ الشَّعَرِ، أَوْ تَلْحِيمِ وَصَلَاتِ الشَّعَرِ: صِنَاعِيَّةً أَوْ طَبِيعِيَّةً، لِإِضَافَةِ طُولٍ أَوْ كَثَافَةٍ، بِاسْتِخْدَامِ مَوَادَّ لَاصِقَةٍ أَوْ مَشَابِكَ أَوْ خُيُوطٍ؛ لِمَا جَاءَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَعَنَ الْواصِلَةَ وَالمُسْتوصِلَةَ، والْوَاشِمَة والمُستَوشِمة" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ المَدِينَةَ، آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا، فَخَطَبَنَا فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ اليَهُودِ، إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمَّاهُ الزُّورَ. يَعْنِي الوَاصِلَةَ فِي الشَّعَرِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: زَجَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَصِلَ الْمَرْأَةُ بِرَأْسِهَا شَيْئًا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَأَمَّا المَوَادُّ الَّتِي تُوضَعُ لِأَجْلِ لَصْقِ الشَّعْرِ أَوْ وَصْلِهِ فَيَصِحُّ الوُضُوءُ مَعَهَا؛ لِأَنَّ الوَاجِبَ هُوَ المَسْحُ، قَالَ تَعَالَى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)، وَعَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا، زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ: «إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَعَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبُخَارِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
وَأَمَّا فِي الغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ وَالحَيْضِ؛ فَلَا بُدَّ مِنْ وُصُولِ المَاءِ إِلَى فَرْوَةِ الرَّأْسِ.
وَاللهُ أَعْلَمُ