هَلْ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ الانْتِظَارُ حَتَّى تَقْضِيَ الزَّوْجَةُ وَطَرَهَا؟

فَأَجَابَ: مِنْ آدَابِ الجِمَاعِ: عَدَمُ الاسْتِعْجَالِ فِي التَّرْكِ، حَتَّى تَقْضِيَ الزَّوْجَةُ وَطَرَهَا، إِلَّا أَنْ يَعْجِزَ الزَّوْجُ.

قَالَ تَعَالَى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ).

قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: "وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُلَاعِبَ امْرَأَتَهُ قَبْلَ الْجِمَاعِ؛ لِتَنْهَضَ شَهْوَتُهَا، فَتَنَالَ مِنْ لَذَّةِ الْجِمَاعِ مِثْلَ مَا نَالَهُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: (لَا تُوَاقِعْهَا إِلَّا وَقَدْ أَتَاهَا مِنَ الشَّهْوَةِ مِثْلُ مَا أَتَاكَ؛ لِكَيْ لَا تَسْبِقَهَا بِالْفَرَاغِ) قُلْتُ: وَذَلِكَ إِلَيَّ؟ قَالَ: (نَعَمْ، إنَّك تُقَبِّلُهَا، وَتَغْمِزُهَا، وَتَلْمِزُهَا، فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ جَاءَهَا مِثْلُ مَا جَاءَكَ، وَاقَعْتَهَا). انتهى. وَهَذَا الإِسْنَادُ مُعْضَلٌ.

وَرُوِيَ: (إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَصْدُقْهَا، ثُمَّ إِذَا قَضَى حَاجَتَهُ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَ حَاجَتَهَا فَلَا يُعْجِلْهَا حَتَّى تَقْضِيَ حَاجَتَهَا). رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (تَزَوَّجْتَ؟) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: (بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟) قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: (أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟).