مُخَاطَبَةُ المَيِّتِ الحَيَّ أَوْ مُصَافَحَتُهُ

عدد الزوار 10 التاريخ Jun 15 2020 1:15AM

رَؤْيَا المَيِّتِ مِنْهَا مَا يَكُونُ حَقًّا، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنْ تَحْزِينِ الشَّيْطَانِ وَتَخْوِيفِهِ، وَمِنَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةِ مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ سَعْدٍ فِي "الطَّبَقَاتِ"، عَنْ أُمِّ هِلَالٍ بِنْتِ وَكِيعٍ، عَنِ امْرَأَةِ عُثْمَانَ، قَالَتْ: أَغْفَى عُثْمَانُ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: إِنَّ القَوْمَ يَقْتُلُونَنِي، قُلْتُ: كَلَّا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، قَالَ: قَالُوا: «أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ»، أَوْ قَالُوا: «إِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ».
وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالحَاكِمُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَصْبَحَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّيْلَةَ فِي المَنَامِ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ، أَفْطِرْ عِنْدَنَا»، فَأَصْبَحَ صَائِمًا وَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ، صَحَّحَهُ الحَاكِمُ وَالذَّهَبِيُّ.
وَرَوَى أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الإِمَامِ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ المُسْنَدِ، وَقَدْ صُحِّحَ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - البَارِحَةَ فِي المَنَامِ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا لِي: «اصْبِرْ فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا القَابِلَةَ»، ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ. 
قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.
وَهَذِهِ الرُّؤْيَا كَانَتْ خَيْرًا لِلْخَلِيفَةِ الرَّاشِدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَإِذَا رَأَى الحَيُّ مَيِّتًا يُصَافِحُهُ، أَوْ يُعَانِقُهُ وَيَضُمُّهُ، أَوْ يَدْعُوهُ، فَمِثْلَ هَذَا قَدْ يَكُونُ رُؤْيَا وَتَفْسِيرُهَا حَسَنٌ، وَقَدْ تَكُونُ حُلْمًا مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ. 
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. 
 
وَعَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.