عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ: فَلَا يَقْعُدُ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ". رَوَاهُ أَحْمَدُ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ: فَلَا يَقْعُدُ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ". رَوَاهُ أَحْمَدُ.
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: (كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ). أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالَ الْبُوصِيرِيُّ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَمِّهِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: (اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَحَسَّنَهُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَحَسَّنَهُ ابْنُ كَثِيرٍ.
عَنْ سَفِينَةَ، أَنَّ رَجُلًا ضَافَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، "يَعْنِي صَارَ ضَيْفًا لَهُ"، فَصَنَعَ - أَيْ عَلَيٌّ - لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لَوْ دَعَوْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَكَلَ مَعَنَا، فَدَعَوْهُ فَجَاءَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى عِضَادَتَيِ الْبَابِ، فَرَأَى الْقِرَامَ قَدْ ضُرِبَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَرَجَعَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: فَتَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَدَّكَ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ لِي أَوْ لِنَبِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ، وَغَيْرُهُمْ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَالْحَاكِمُ، وَالذَّهَبِيُّ، وَحَسَّنَهُ السُّيُوطِيُّ.
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: "أَنَّ رَجُلًا صَنَعَ طَعَامًا فَدَعَاهُ، فَقَالَ: أَفِي الْبَيْتِ صُورَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَبَى أَنْ يَدْخُلَ حَتَّى تُكْسَرَ الصُّورَةُ". رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "تَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ الْوَلِيمَةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ". رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ دَعَا بِالطَّعَامِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أَعْفِنِي، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: "إِنَّهُ لَا عَافِيَةَ لَكَ مِنْ هَذَا، فَقُمْ". رَوَاهُ عَبْدُ الرَزَّاقِ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالًا، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، قَالَ: فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟ قُلْتُ: مِثْلَهُ، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟ قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَالنَّوَوِيُّ.
عَنْ شَقِيقٍ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، فَدَعَا لَهُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ نَهَانَا أَنْ يَتَكَلَّفَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ؛ لَتَكَلَّفْنَا لَكَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ.
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُدْعَى إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ وَالإِهالَةِ السَّنِخَةِ، فَيُجِيبُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ بِنَحْوِهِ، وَقَدْ صُحِّحَ، وَيُرْوَى أَنَّ يَهُودِيًّا دَعَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وذَكَرَهُ". "الإِهَالَةُ": الوَدَكُ، وَ"السَّنِخَةُ": المُتَغَيِّرَةُ.
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَجَاءَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ، فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ النَّوَوِيُّ، وَابْنُ الْمُلَقِّنِ، وَالْعِرَاقِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَعْلِيمُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّتَهُ الدُّعَاءَ لِمَنْ أَطْعَمَهُمْ أَوْ سَقَاهُمْ، خَاصَّةً لِمَنْ كَانَ صَائِمًا، وَهَذَا مِنْ آدَابِ الضِّيَافَةِ، وَشُكْرِ الْمَعْرُوفِ، وَمُكَافَأَةِ الْمُضِيفِ.
عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: «ضِفْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَمَرَ بِجَنْبٍ فَشُوِيَ، قَالَ: فَأَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَعَلَ يَحْتَزُّ لِي بِهَا مِنْهُ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ. وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى تَقْطِيعِ اللَّحْمِ لِلْآخَرِينَ، لَكِنْ بِطَرِيقَةٍ تُسْتَسَاغُ، لَا إِحْرَاجَ فِيهَا.
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ: رِجَالُ إِسْنَادِهُ ثِقَاتٌ.
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "صَنَعْتُ طَعَامًا فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجَاءَ فَرَأَى فِي الْبَيْتِ تَصَاوِيرَ فَرَجَعَ". رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ وَاللَّفْظُ لَهُ.
عَنْ الْمِقْدَامِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «لَيْلَةُ الضَّيْفِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ مَحْرُومًا كَانَ دَيْنًا لَهُ عَلَيْهِ، إنْ شَاءَ اقْتَضَاهُ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُد، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: (أَيُّمَا ضَيْفٍ نَزَلَ بِقَوْمٍ، فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا، فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَدْرِ قِرَاهُ، وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ). رَوَاهُ أَحْمَدُ، قَالَ الْهَيْثَمِيُّ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَتْ: زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ حَتَّى اصْطَفَقَتْ السُّرَرُ، فَخَطَبَ عُمَرُ لِلنَّاسِ، فَقَالَ: «لَئِنْ عَادَتْ لَأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانِيكُمْ». رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَقَدْ صُحِّحَ. وَفِي رِوَايَةٍ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا: "تَزَلْزَلَتِ الأَرْضُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا كَانَتْ هَذِهِ الزَّلْزَلَةُ إِلَّا عَنْ شَيْءٍ أَحْدَثْتُمُوهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ عَادَتْ لَا أُسَاكِنُكُمْ فِيهَا أَبَدًا".
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّهُ صَلَّى فِي زَلْزَلَةٍ بِالْبَصْرَةِ". قَالَ البَيْهَقِيُّ: هُوَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ثَابِتٌ.
«أقرب ما تكون - أي المرأة - من وجه ربها وهي في قعر بيتها». رواه ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما.
«إن أحب صلاة تصليها المرأة إلى الله في أشد مكان في بيتها ظلمة». رواه ابن خزيمة في صحيحه، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله مُوثَّقون.
عَنْ أُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلَاةَ مَعَكَ، قَالَ: "قد علمتُ أنكِ تُحِبِّين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حُجرَتِك، وصلاتكِ في حُجرَتِك خير من صلاتكِ في دارك، وصلاتك في داركِ خير من صلاتكِ في مسجد قومك، وصلاتكِ في مسجد قومكِ خير من صلاتكِ في مسجدي"، فأَمَرَت، فَبُنِي لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله تعالى. رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وقال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن سويد الأنصاري، وثقه ابن حبان.
"شر نسائكم المتبرجات ... الحديث". رواه البيهقي في الكبرى، وقد صُحِّح.
عن أسامة رضي الله عنه، قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة، كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "مالك لم تَلْبَس القبطية؟" قلت: يا رسول الله، كسوتها امرأتي. فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "مُرْهَا فلتجعل تحتها غلالة، إني أخاف أن تصف حجم عظامها". رواه أحمد، وابن أبي شيبة، والبزار، وابن سعد، والروياني، والبارودي، والطبراني، والبيهقي، وأخرجه الضياء في المختارة، وقد التزم فيه الصحة. وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي – صلى الله عليه وسلم -: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهُنَّ تَفِلَات". رواه أبو داود. وفي رواية عن ابن عمر: "وبيوتهن خير لهن". رواه أبو داود.
عن أبي أسيد رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - للنساء: "استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق"، فكانت المرأة تلتصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. رواه أبو داود وغيره، وقد حَسَّنَه غير واحد من أهل العلم، وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه ابن حبان في صحيحه.
عن عمر رضي الله عنه، في قوله تعالى: (تمشي على استحياء) قال: "قائلة بثوبها على وجهها، ليست بسلفع خرَّاجة ولَّاجة". رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: بينما نحن مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في هذا الشِّعْب، إذ قال: "انظروا! هل ترون شيئاً؟" فقلنا: نرى غربانًا فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان". رواه أحمد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "المرأة عورة". رواه الترمذي وغيره، قال الترمذي: حسن صحيح غريب. وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، وقال ابن قدامة: حديث حسن. وقال ابن رجب: إسناده كلهم ثقات، قال الدارقطني: رفعه صحيح من حديث قتادة.
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: "كنا نغطي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام". رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي، وصححه ابن القيم.
عن فاطمة بنت المنذر، أنها قالت: "كنا نُخمِّر وجوهنا ونحن مُحرِمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق". رواه مالك في الموطأ.
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، أنه خطب امرأة من الأنصار إلى أبويها، قال: وأخبرتهما بقول النبي – صلى الله عليه وسلم - من النظر إليها، فكأنهما كرها ذلك، قال: فسمعت ذلك المرأة وهي في خِدْرِها، فقالت: إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرك أن تنظر فانظر، وإلا فأنشدك، كأنها أعظمت ذلك. قال: فنظرت إليها فتزوجتها. رواه ابن ماجه، وغيره، قال البوصيري: إسناد صحيح رجاله ثقات.
عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله، فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: "يرخين شبرًا". فقالت: إذًا تنكشف أقدامهن. قال: "فيرخينه ذراعًا لا يَزِدْنَ عليه". رواه أحمد، والترمذي واللفظ له، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه وغيرهم، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
عن أم سلمة، قالت: لما نزلت: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)، خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية. رواه أبو داود، وعزاه السيوطي لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
عن ابن سيرين، قال: سألت عبيدة، عن قوله تعالى: (قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)، قال: فقال بثوبه، فغطى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه. رواه ابن جرير، وعزاه السيوطي في الدر المنثور للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
عن أبي الشعثاء، أن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: تدني الجلباب إلى وجهها ولا تضرب به. قلت: وما لا تضرب به؟ فأشار لي كما تجلبب المرأة، ثم أشار لي ما على خدها من الجلباب، قال: تعطفه وتضرب به على وجهها، كما هو مسدول على وجهها. رواه أبو داود في مسائل الإمام أحمد، والشافعي في الأم والمسند، والبيهقي في المعرفة، من طريق عطاء عن ابن عباس. قال الشيخ التويجري: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: تُسدِل المُحرِمَة جلبابها من فوق رأسها على وجهها. رواه أبو داود في مسائل الإمام أحمد.
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان الركبان يَمُرُّون بنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – مُحرِمات، فإذا حاذوا بنا أَسدَلَتْ إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه. رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والدارقطني، والبيهقي في الكبرى، وابن خزيمة.
عن صفية بنت أبي عبيد، قالت: "خَرَجَتِ امرأة مُختَمِرَة مُتَجَلبِبَة، فقال عمر رضي الله عنه: مَن هذه المرأة؟ فقيل له: هذه جارية لفلان، رجل من بنيه، فأرسل إلى حفصة، فقال: ما حملك على أن تُخمِّري هذه الأَمَة، وتجلببيها، وتشبهيها بالمُحصَنات حتى هممت أن أقع بها، لا أحسبها إلا من المُحصَنات؟! لا تُشبِّهوا الإماء بالمحصنات". رواه البيهقي في الكبرى، وقال: الآثار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك صحيحة. وقال ابن المُلقِّن: رواه البيهقي في سننه بإسناد جيد.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أنه سأل النبي – صلى الله عليه وسلم - عن أخت له نذرت أن تحج حافية غير مختمرة. فقال: "مروها فلتختمر، ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام". رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، قال الترمذي: حديث حسن.
عن نبهان، عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان لإحداكن مكاتب، فكان عنده ما يؤدي، فلتحتجب منه". رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه، وغيرهم. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم والذهبي، وابن حبان.
وعن نبهان، عنها، قالَتْ: «كُنْتُ عِنْدَ النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ مَيْمُونَةَ، فأَقْبَلَ ابنُ أُمِّ مَكْتُوم رضي الله عنه، وَذَلِكَ بَعْدَ أنْ أُمِرْنَا بالْحِجَابِ، فقالَ النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: احْتَجِبَا مِنْهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، ألَيْسَ أعْمَى لا يُبْصِرُنَا وَلاَ يَعْرِفُنَا؟ فقالَ النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: أَفَعَمْيَاوَانِ أنْتُمَا؟ ألَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟». رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي في الكبرى، وغيرهم، وقد اختُلِف في صحته. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ورواه ابن حبان في صحيحه، وقال ابن حجر: إسناده قوي. وقال النووي: حديث حسن ... ولا يُلتَفَت إلى قَدحِ مَن قَدَح فيه بغير حُجَّة معتمدة.
عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، أن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) الثياب. ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ). رواه عبد الرزاق في تفسيره، ومن طريقه ابن جرير في جامع البيان، وقال السيوطي في الدر المنثور: أخرج عبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن مسعود: (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) قال: الثياب والجلباب.
عن العباس رضي الله عنه: يا رسول الله، لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابنِ عَمِّك؟ قال: "رأيت شابًّا وشابة، فلم آمن الشيطان عليهما". رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الصَّلَاةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلَالٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، وَحَثَّهُمْ عَلَى طَاعَتِهِ، ثُمَّ مَالَ وَمَضَى إِلَى النِّسَاءِ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَوَعَظَهُنَّ، وَذَكَّرَهُنَّ، وَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ حَثَّهُنَّ عَلَى طَاعَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ»، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سَفِلَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ»، فَجَعَلْنَ يَنْزِعْنَ قَلَائِدَهُنَّ، وَأَقْرُطَهُنَّ، وَخَوَاتِيمَهُنَّ، يَقْذِفْنَهُ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ يَتَصَدَّقْنَ بِهِ. رواه أحمد، والنسائي، وصححه ابن حبان، والحاكم، والذهبي.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَبَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا، فَلَمَّا رَجَعْنَا وَحَاذَيْنَا بَابَهُ إِذْ هُوَ بِامْرَأَةٍ لَا نَظُنُّهُ عَرَفَهَا، فَقَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، مِنْ أَيْنَ جِئْتِ؟» قَالَتْ: جِئْتُ مِنْ أَهْلِ الْمَيِّتِ، رَحِمْتُ إِلَيْهِمْ مَيِّتَهُمْ وَعَزَّيْتُهُمْ. قَالَ: «فَلَعَلَّكِ بَلَغْتَ مَعَهُمُ الْكُدَى؟» قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَبْلَغَ مَعَهُمُ الْكُدَى، وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ فِيهِ مَا تَذْكُرُ، قَالَ: «لَوْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَرَى جَدُّ أَبِيكِ». وَالْكُدَى: الْمَقَابِرُ. رواه الحاكم في المستدرك، واللفظ له، وأحمد، وأبو داود، والنسائي وأعله، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن.
عن بريدة رضي الله عنه، أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "يا علي، لا تُتْبِعِ النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة". رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وغيرهم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما رجلٍ رأى امرأة تعجبه، فَلْيَقُم إلى أهله، فإن معها مثل الذي معها". رواه الدارمي.
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كنت آكُلُ مع النبي – صلى الله عليه وسلم - حيسًا في قَعْبٍ، فَمَرَّ عمر رضي الله عنه، فدعاه فأكل، فأصابت أُصبُعُه أُصبُعِي، فقال: حَسِّ أواه، لو كنت أُطَاع فيكن، ما رَأَتْكُنَّ عَيْنٌ، فنزل الحجاب. رواه النسائي في الكبرى وغيره. وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج النسائي، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة، وساقه.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «رُبَّمَا اغْتَسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ جَاءَ فَاسْتَدْفَأَ بِي، فَضَمَمْتُهُ إِلَيَّ وَلَمْ أَغْتَسِلْ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِإِسْنَادِهِ بَأْسٌ. ورَوَاهُ بن مَاجَهْ، وَلَفْظُهُ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ يَسْتَدْفِئُ بِي قَبْلَ أَنْ أَغْتَسِلَ". قَالَ القَارِئُ فِي الْمِرْقَاةِ: سَنَدُهُ حَسَنٌ.
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هِيَ إِلَّا أَنْتِ؟ فَضَحِكَتْ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَقَدْ صُحِّحَ، وَضَعَّفَهُ البُخَارِيُّ وَالقَطَّانُ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ هُوَ وَابْنُ حَزْمٍ: لَيْسَ يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا البَابِ شَيْءٌ.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءِ وَاحِدٍ، يُبَادِرُنِي وَأُبَادِرُهُ. حَتَّى يَقُولَ: «دَعِي لِي». وَأَقُولُ أَنَا: دَعْ لِي". رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي السُّنَنِ.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: "تَقَدَّمُوا" فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: "تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ"، فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: "تَقَدَّمُوا" فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: "تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ" فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: "هَذِهِ بِتِلْكَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
عَنْ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْخُلُ عَلَى إحْدَانَا وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَضَعُ رَأْسَهُ فِي حَجْرِهَا، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ. قَالَ الشَّوْكَانِيُّ: وَقَدْ أَخْرَجَهُ بِنَحْوِ هَذَا اللَّفْظِ عَنْهَا: عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ - أَيْ لِلْأَحَادِيثِ الجِيَادِ - وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ.
عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: دَخَلَ الْحَبَشَةُ الْمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ، فَقَالَ لِي: يَا حُمَيْرَاءُ، أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ؟ فَقُلْتُ: "نَعَمْ"، فَقَامَ بِالْبَابِ، وَجِئْتُهُ فَوَضَعْتُ ذَقَنِي عَلَى عَاتِقَهُ، فَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «حَسْبُكِ؟» فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللهِ لَا تَعْجَلْ"، فَقَامَ لِي ثُمَّ قَالَ: «حَسْبُكِ؟» فَقُلْتُ: "لَا تَعْجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ"، قَالَتْ: "وَمَا لِي حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مَقَامُهُ لِي وَمَكَانِي مِنْهُ". رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ ابْنُ حَجَرٍ، وَالعِرَاقِيُّ.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَظَلُّ صَائِمًا، لَا يُبَالِي مَا قَبَّلَ مِنْ وَجْهِي حَتَّى يُفْطِرَ". رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ. وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَبَّلَ أَيَّ مَكَانٍ شَاءَ مِنْ وَجْهِي.
وَعَنْ جَدِّ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَذَّبَ اللهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ: "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ".
وَعَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا عَمِلَ فِيهِمُ الْعَامِلُ الْخَطِيئَةَ، فَنَهَاهُ النَّاهِي تَعْذِيرًا، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَالَسَهُ وَوَاكَلَهُ وَشَارَبَهُ، كَأَنَّهُ لَمْ يَرَهُ عَلَى خَطِيئَةٍ بِالْأَمْسِ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ - تَعَالَى - ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَبَ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى أَيْدِي الْمُسِيءِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَيَلْعَنُكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ». قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ نَحْوُهُ، وَفِيهِ: "نَهَتْهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَجَالَسُوهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ ... الحَدِيث". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ، إِلَّا أَنَّ القَاعِدَ مُتَهَاوِنًا فِي مَجْلِسٍ يُعْصَى اللهُ فِيهِ، هُوَ أَيْضًا عَاصٍ فِي كِتَابِ اللهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: (إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي المَجْلِسِ الوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو يَرْفَعُهُ: (لَا يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ). رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَحَسَّنَهُ النَّوَوِيُّ، وَوَثَّقَ رِجَالَهُ ابْنُ حَجَرٍ.
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ). رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَأَهْلُ السُّنَنِ.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الغُرَبَاءُ؟، قَالَ: (قَوْمٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ، فِي نَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَقَدْ صُحِّحَ.
عَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللهُ، فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ، فَيَدِينُونَ لَهَا). رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ». أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَالْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَوَّاهُ المُنْذِرِيُّ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوُهُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَصَحَّحَهُ.
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ العِرَاقِيُّ، وَحَسَّنَهُ ابْنُ حَجَرٍ.
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إنَّ عَلَى اللَّهِ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ». رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا الْبُخَارِيَّ وَابْنَ مَاجَهْ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ، وَنَزَعَ، وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ –". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ". عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ شَيْخِهِ هِشَامٍ، وَقِيلَ: مَوْصُولًا، وَقَدْ وَصَلَهُ ابْنُ حَجَرٍ وَصَحَّحَهُ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ). رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، وَلَهُ شَوَاهِدُ؛ مِنْهَا: حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ، حَسَّنَ إِسْنَادَهُ ابْنُ حُجْرٍ. وَعَنْ عَائِشَةَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ، صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أَنَّهُ قَالَ: "جُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصِيبُ الذَّنْبَ فِي السِّرِّ، فَيُصْبِحُ وَعَلَيْهِ مَذَلَّتُهُ". أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَقَدْ صُحِّحَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيْتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ. قَالَ الْبُوصِيرِيُّ: رَوَاهُ الْحَاكِمُ، قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، هَذَا حَدِيثٌ صَالِحٌ لِلْعَمَلِ بِهِ.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ، وَتَبَايَعُوا بِالْعِينَةِ، وَتَبِعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَلَاءً لَا يَرْفَعُهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ ابْنُ القَيِّمِ: بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا بَقِيَ مِنْهَا؟"، قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا، قَالَ: "بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا، وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ، فَأَلْوَى بِيَدِهِ بِالتَّسْلِيمِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طِيبَ نَفْسٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي، فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ، مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ)، قَالَ لَهَا: (أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟) فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكِ؟! فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ). رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ رسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ: لَا فَظٌّ وَلَا غَلِيظٌ وَلَا سَخَّابٌ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، بَلْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ". رَوَاهُ الحَاكِمُ، وَقَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ»، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِفَوَاضِلِ الْأَعْمَالِ. فَقَالَ: "يَا عُقْبَةُ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ». وَفِي رِوَايَةٍ: «وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، قَالَ الهَيْثَمِيُّ: وَأَحَدُ إِسْنَادَيْ أَحْمَدَ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ». رَوَاهُ الْحَاكِمُ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا. وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ، وَالذَّهَبِيُّ، وَابْنُ عَبْدِ البَرِّ. قَالَ الهَيْثَمِيُّ: وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الْأَضْحَى، وَالْوِتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، وَحَسَّنَهُ ابْنُ رَجَبٍ، وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: "إِسْنَادٌ رِجَالُهُ لَا بَأْسَ بِهِمْ، وَعِنْدِي أَنَّ الْمَتْنَ فِي رَفْعِهِ نَكَارَةٌ".
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -، وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى». وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا، حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ، وَقَدْ صُحِّحَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَالحَاكِمُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ. وَيَوْمُ القَرِّ هُوَ: اليَوْمُ الحَادِيَ عَشَرَ، أَوَّلُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَةِ، وَسُمِّي بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَسْتَقِرُّونَ فِيهِ بِمِنًى.
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ"، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: "هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا مِنْ يوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ، جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِي، فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ أَكْثَرَ عِتْقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ". رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَقَدْ صُحِّحَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، قَالَ: "فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّسْبِيحِ، وَالتَّهْلِيلِ، وَالتَّحْمِيدِ، وَالتَّكْبِيرِ". رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، قَالَ الهَيْثَمِيُّ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارِ التَّسْبِيحِ وَغَيْرِهِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ صُحِّحَ، وَاحْتَجَّ بِهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَقَدَّمَهُ عَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَصُمِ الْعَشْرَ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: (بَزَقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي كَفِّهِ، ثُمَّ وَضَعَ أُصْبُعَهُ السَّبَّابَةَ، وَقَالَ: يَقُولُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: أَنَّى تُعْجِزُنِي ابْنَ آدَمَ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ؟!). رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ البُوصِيرِيُّ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جَعَلَهُ طِينًا، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلْصَالًا كَالْفَخَّارِ - قَالَ: فَكَانَ إِبْلِيسُ يَمُرُّ بِهِ فَيَقُولُ: لَقَدْ خُلِقْتَ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ - ثُمَّ نَفَخَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ». فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: ثِقَةٌ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ، وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ، فَجَاءَ مِنْهُمُ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلُ وَالحَزْنُ وَالخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».
عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي غُسْلِ يَوْمِ الجُمُعَةِ: «مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ، أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا». رَوَاهُ الخَمْسَةُ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ حِبَّانَ وَالحَاكِمُ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ قيْسٍ المَعرُوفُ بِابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ المُؤَذِّنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ المَدِينَةَ كَثيرَةُ الهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ، فَحَيَّهَلَا". رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ، قَالَ النَّوَوِيُّ: بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ. وَمَعْنَى:"حَيَّهَلَا": تَعَالَ.
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ، إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيكُمْ بِالجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنَمِ القَاصِيَةِ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ النَّوَوِيُّ: بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فِي جمَاعةٍ، كَانَ لهُ قِيامُ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ حُسِّنَ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ تَعَالَى مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ: أُكَبِّرُ، وَأُهَلِّلُ، وَأُسَبِّحُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعًا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ كَذَا وَكَذَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ". وَفِي رِوَايَةٍ: "لَأَنْ أَقْعُدَ أَذْكُرُ اللهَ وَأُكَبِّرُهُ وَأَحْمَدُهُ وَأُسَبِّحُهُ وَأُهَلِّلُهُ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ رَقَبَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَمِنْ بَعْدِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ". رَوَاهُ كُلَّهُ أَحْمَدُ، قَالَ الهَيْثَمِيُّ: وَأَسَانِيدُهُ حَسَنَةٌ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ»، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حَجَّتُهُ). رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، قَالَ المُنْذِرِيُّ: بِإِسْنَادٍ لَا بَأْس بِهِ.