تفسير القرآن من الجامع لابن وهب

عدد الزوار 255 التاريخ 15/08/2020

 
الكتاب: تفسير القرآن من الجامع لابن وهب
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم المصري القرشي (المتوفى: 197هـ)
 (/)
 
 
الجامع
تفسير القرآن
 
الجزء الأول
لعبد الله بن وهب بن مسلم أبي محمد المصري
(125 - 197 هـ)
 
برواية سحنون بن سعيد
(160 - 240 هـ)
 
تحقيق وتعليق
ميكلوش موراني
جامعة بون / ألمانيا
 
دار الغرب الإسلامي
 
الطبعة الأولى
2003 م
(/)
 
 
الْجُزْءُ الأَوَّلُ مِنَ التَّفْسِيرِ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ مِنْ جَامِعِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ
رِوَايَةُ عِيسَى بْنِ مِسْكِينٍ عَنْ سُحْنُونِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْرُورٍ
سمع جميعه يقرأ على أبي عبد الله محمد بن نصر الأندلسي في شعبان من سنة خمس وأربعمائة عمر بن عبد الله بن أبي زيد، رواية الشيخ له عن أبي محمد عبد الله بن مسرور التجيبي رحمه الله.
وسمع جميعه على أبي عبد الله محمد بن نصر الأندلسي بالرواية المذكورة محمد بن عبد العزيز بن خلف الأخوة وولده علي، وذلك في شهر رمضان من سنة خمس وأربعمائة.
(1/2)
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
[حدثنا (؟) عيسى بن] مسكين قال: حدثنا سحنون بن سعيد قال: حدثنا ابن وهب قال:
1 - أخبرني جرير بن حازم [عن علي بن] الحكم عن الضحاك بن مزاحم قال: الفقراء من المهاجرين والمساكين من الأعراب. قال: وكان يقول: الفقراء من المسلمين والمساكين أهل الذمة.
(1/3)
 
 
2 - قال: وأخبرني عاصم بن حكيم، عن أبي شريح عن [عـ (؟) .. ... .. ] الخمر، وإن التسنيم عينٌ في الجنة.
قال: {ويسألونك عن [ذي] القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيءٍ سببا}، وإن السبب العلم، وإن {الأب}، ما يأكل الأنعام، وإن الـ {حدائق غلبا}، الملتفة، وإن الربوة المكان المرتفع، وإن الهباء الرماد، وإن ذا القرنين كان له قرنان صغيران تواريهما العمامة، وإن الذي كان معه فتاه ليس بموسى الذي كلم ولكن كان أعلم من على ظهر الأرض إلا الملك الذي لقي.
(1/4)
 
 
3 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الْهَبَاءُ هُوَ الْغُبَارُ.
(1/4)
 
 
4 - قال: وأخبرني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية الأنصاري عن محمد بن رفاعة القرظي عن محمد بن كعب أنه قال: {كذبت ثمود بطغواها}، قال: بأجمعها.
(1/5)
 
 
5 - قال: وأخبرني يحيى بن أيوب عن المثني بن الصباح عن عمرو ابن شعيب أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال في {اللمم}: هو ما دون الشرك.
(1/5)
 
 
6 - قال: وأخبرني يحيى بن أيوب عن المثني بن الصباح عن عمرو بن [ص:6] شعيب قال: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، في صلاة الصبح، وصلاة العشي.
(1/5)
 
 
7 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شهاب عن من حدثه أن زيد ابن ثَابِتٍ كَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذُ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى فَخِذِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ}، حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ؛ وَقَدْ تَرَى مَا بِنَا نَزَلَ؛ فَأَخَذَ رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ يَأْخُذُ حِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ؛ قَالَ زَيْدٌ: حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ فَخِذِي سَتُرَضُّ حَتَّى سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ: اكتب: {غير أولي الضرر}، لَمْ ينَزِلْ مَعَهَا حرفٌ غَيْرُهَا.
(1/6)
 
 
8 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة أن {الأواب}، الحفيظ، إذ ذكر خطاياه استغفر الله منها.
(1/7)
 
 
9 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة أن مجاهدا قال: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة}، قال: هي الفطرة، فطرة الإسلام التي فطر الناس عليها.
(1/7)
 
 
10 - قال: وأخبرني مسلمة بن علي أن الربيع بن خثيم كان يقول: {التوبة}، النصوح أن يتوب العبد من الذنب، ثم لا يرجع إليه.
(1/7)
 
 
11 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ رجلٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}، قال: خلقنا مُسْتَوِيًا وَخَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ عَلَى أَرْبَعٍ.
(1/8)
 
 
12 - قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية بن سلمة قال: أخبرني القاسم عن مجاهد في قول الله: {القوي الأمين}، قال: إنه رفع حجرا عن جب لم يكن يرفعه إلا فئام من الناس.
(1/8)
 
 
13 - قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عن الحكم بن عتيبة [ص:9] قال: لم يكن شريح يفسر غير ثلاث آيات، قول الله: {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}، قال: الحكمة: الفهم، وفصل الخطاب: الشهود والبينات، {والذي بيده عقدة النكاح}، الزوج، وفي قول الله: {إن خير من استأجرت القوي الأمين}، قال: أمرها أن تمشي خلفه وغض عنها بصره.
(1/8)
 
 
14 - قال: وأخبرني مسلمة عن معاوية عن القاسم عن مجاهد في قول الله: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}، قال: يقول: الله ربنا يرزقنا، والله يميتنا وهم مشركون.
(1/9)
 
 
15 - قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ الله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما [ص:10] يجمعون}، قَالَ: فَضْلُ اللَّهِ الْقُرْآنُ، وَرَحْمَتُهُ أَنْ جَعَلَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُجَاهِدٍ مثله.
(1/9)
 
 
16 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ وَبَلَغَهُ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَسُئِلَ عَنِ {الْقَسْوَرَةِ}، فَقَالَ ناسٌ عِنْدَهُ: هُوَ الأَسَدُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هم الرجال، الرماة القنص.
وقال عنه عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ.
(1/10)
 
 
17 - قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: {الزِّينَةُ} زِينَتَانِ: فَأَمَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا فَالثِّيَابُ، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْخَلْخَالانِ وَالسِّوَارَانِ وَالْحُلِيُّ، لا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ إِلا الزَّوْجُ.
(1/10)
 
 
18 - قال: وأخبرني مسلمة بن معاوية عن القاسم بن نافع عن مجاهد: {حتى تستأنسوا}، قال: هو التنحنح والتنخم.
(1/11)
 
 
19 - قال: وأخبرني مسلمة عن معاوية عن القاسم بن نافع عن مجاهد في قول الله: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكانٍ قريبٍ}، قال: يوم القيامة؛ {وقالوا: آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد}، قال: التناوش التناول، سألوا الرد وليس بخير رد، {من مكانٍ بعيدٍ}، ما بين الآخرة والدنيا، {وحيل بينهم وبين ما يشتهون}، من زهرتهم وأموالهم وأولادهم، {كما فعل بأشياعهم من قبل}، يقول: بالكفار، {إنهم كانوا في شكٍ مريبٍ}.
(1/11)
 
 
20 - قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عن عطاء بن أبي رباح قال: أربع رخص وليس بعزيمة، {وإذا حللتم فاصطادوا}، فإن شئت [ص:12] فاصطد، وإن شئت فاترك؛ {ومن كان مريضا أو على سفرٍ}، فإن شئت فصم، وإن شئت فأفطر؛ {فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها}، فإن شئت فكل وإن شئت فاترك، {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}، فإن شاء انتشر، وإن شاء ثبت.
(1/11)
 
 
21 - وأخبرني إسماعيل بن عياش عن الحجاج بن أرطاة عن عطاء بن أبي رباح بذلك؛ قال لي ابن عياش: وزاد فيه غير الحجاج: {والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا}، فإن شاء كاتب، وإن شاء لم يكاتب؛
وقال لي الليث بن سعد مثله.
(1/12)
 
 
22 - وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول في قول الله: {إلا من أكره [ص:13] وقلبه مطمئن بالإيمان}، قال: بلغنا أن ذلك التقية في القول.
(1/12)
 
 
23 - قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول: حدثني إسماعيل بن عبيد الله قال: عرض على النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوحٌ على أمته بعده كفرا كفرا، قال: فسر بذلك، قال: فأنزل الله عليه: {والضحى. والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى. وللآخرة خيرٌ لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى}، فأعطاه الله ألف قصرٍ في الجنة من لؤلؤ ترابهن المسك، في كل قصر ما ينبغي له.
(1/13)
 
 
24 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {أولائك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}، اللاعنون البهائم: [ص:14] الإبل والبقر والغنم تلعن عصاة بني آدم إذا أجذبت الأرض.
(1/13)
 
 
25 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن طاؤوس أن رجلين اختصما إليه فأكثروا، فقال طاؤوس: اختلفتما وأكثرتما؛ قال أحد الرجلين: لذلك خلقنا، قال طاؤوس: كذبت، أليس يقول الله: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، قال: لم يخلقهم ليختلفوا، ولكن خلقهم للجماعة والرحمة.
(1/14)
 
 
26 - قال: وحدثني سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {الذين يمشون على الأرض هونا}، قال: بالوقار والسكينة، {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}، قالوا سدادا من القول.
(1/14)
 
 
27 - قال: وأخبرني حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: {الغاسق إذا وقب} الشمس إذا غربت، والقرية التي قال الله في كتابة: {كانت حاضرة البحر}، طبرية، والقرية التي قال الله: {إذا أرسلنا إليهم اثنين} أنطاكية، والقرية التي قال الله: {كانت آمنة مطمئنة}، قال: هي يثرب.
(1/15)
 
 
28 - قال: وأخبرني الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أن الآية التي في سورة المائدة: {فإن جاءوك فاحكم بينهم}، كانت في شأن الرجم، وأن الآية التي في طسم: {أولئك يؤتون أجرهم مرتين}، كان فيهم أسلم من أهل الكتاب.
(1/15)
 
 
29 - قال: وأخبرني الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب أن ابن [ص:16] عباس كان يَقُولُ: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حرجٍ}، إِنَّمَا ذَلِكَ سَعَةُ الإِسْلامِ مَا جَعَلَ اللَّهُ من التوبة والكفارات.
(1/15)
 
 
30 - قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله في: {والليل إذا عسعس}، قال: إذا ذهب، وفي قول الله: {والليل إذا سجى}، قال: سجوه سكونه.
(1/16)
 
 
31 - قال: وأخبرني عمر بن طلحة عن محمد بن عمرو بن علقمة بن [ص:17] أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لما أنزلت هذه السورة: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعضٍ}، قال أبو بكر: لا أكلمك إلا كناجي السرار حتى ألقى الله.
(1/16)
 
 
32 - قال: وأخبرني عمر بن طلحة أيضا عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة قال: سمعت محمد بن كعب القرظي وتلا هذه الآية: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئا إدا}، الآية كلها، فقال القرظي حين تلاها: إن أكاد أعداء الله ليقيمون علينا الساعة.
قال ابن وهب: وحدثنيه أبو المثني عنهم أيضاً.
(1/17)
 
 
33 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو هريرة يقول: {اللمم}، لَمَمُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؛
[ص:18]
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ: وَسَمِعْتُ زيد بن أسلم وإنسانٌ يذكر ذلك، فقال: صدق، إنما اللَّمَمُ لَمَمُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، يَقُولُ اللَّهُ: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ}.
(1/17)
 
 
34 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح في قول الله: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالةٍ}، قال عطاء: عملٌ بالسوء جهالةٌ.
(1/18)
 
 
35 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْمَحْرُومُ الْمُحَارَفُ.
(1/18)
 
 
36 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في [ص:19] قول الله: {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن}، قال: الولد والحيضة.
(1/18)
 
 
37 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {من مارجٍ من نارٍ}، قال: الحمرة التي تكون في طرف النار.
(1/19)
 
 
38 - قال: وفي قوله: {يرسل عليكم شواظٌ من نارٍ}، قال: اللهب؛ وقال مجاهد في قوله: {ومن وراءهم برزخٌ إلى يوم يبعثون}، قال: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة.
(1/19)
 
 
39 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {وكل صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ}، قال: مكتوبٌ.
(1/19)
 
 
40 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}، قَالَ: الْمَاءَ الَّذِي كَانَ تَحْتَهَا.
(1/20)
 
 
41 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد أن القطمير القشرة التي تكون على النواة، والنقير النقطة التي على ظهرها، والفتيل الذي في شق النواة.
(1/20)
 
 
42 - قال مسلم: وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، قال: كانوا قل ليلة تمر بهم إلا أصابوا منها [ص:21] خيرا.
(1/20)
 
 
43 - قال: وقال مجاهد في قول الله: {أهلكت مالاً لبداً}، قال: مالاً كثيراً.
(1/21)
 
 
44 - وقال مجاهد في قول الله: {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين}، قال: شرهين.
(1/21)
 
 
45 - وقال مجاهد في قول الله: {فلما آسفونا}، قال: أغضبونا.
(1/21)
 
 
46 - وقال مجاهد في قول الله: {أمرنا مترفيها}، قال: أكثرنا [ص:22] مترفيها.
(1/21)
 
 
47 - وقال مجاهد في قول الله: {لا ينال عهدي الظالمين}، قال: إذا كان ظالما فليس بإمامٍ.
(1/22)
 
 
48 - وقال مجاهد في قوله: {ذي مسغبةٍ}، قال: ذي مجاعة.
(1/22)
 
 
49 - وقال مجاهد في قول الله: {إن الإنسان لربه لكنودٌ}، لكفورٌ.
(1/22)
 
 
50 - قال: وأخبرني مسلم بن خالد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن [ص:23] المسيب في قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}، قال: هي دمشق.
(1/22)
 
 
51 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: {اللمم} الرَّجُلُ يُلِمُّ بِالزِّنَا، ثُمَّ يَتُوبُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْهُ اللَّمَّةُ الأُخْرَى، ثُمَّ يَتُوبُ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده قال: {اللمم}، مَا دُونَ الشِّرْكِ.
(1/23)
 
 
52 - قال: وحدثني أبو المثني سليمان بن يزيد أنه سمع أن تفسير قول الله: {فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور}، إن الشيطان هو [ص:24] الغرور الذي يغر الإنسان.
(1/23)
 
 
53 - قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم القارئ قال: سألت مسلم بن جندب الهذلي عن قول الله: {كأنهم إلى نصبٍ يوفضون}، قال: إلى غايةٍ.
(1/24)
 
 
54 - قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم قال: سألت يحيى بن سعيد وربيعة عن قول الله: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف}، قال: ذلك في اليتيم، إن كان فقيرا أنفق عليه بقدر فقره، وإن كان غنيا أنفق عليه بقدر غناه، ولم يكن للوي منه شيءٌ، وما نسيت [ص:25] قولهما: إن كان غنيا يلحموه، ثم ذكر حديث ابن عباس في ذلك حين قال: فاشرب غير ناهك في حلب ولا مضر بنسل.
(1/24)
 
 
55 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ الله: {وفومها}، مَا فُومُهَا، قَالَ: الْحِنْطَةُ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَا سَمِعْتَ أُحَيْحَةَ بْنَ الْجَلاحِ وَهُوَ يَقُولُ:
قَدْ كُنْتُ أَغْنَى النَّاسِ شَخْصًا وَاحِدًا ... وَرَدَ الْمَدِينَةَ عَنْ زِرَاعَةِ فُومِ.
(1/25)
 
 
56 - قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم قال: سألت مسلم بن جندب عن: {ردءا يصدقني}، فقال: الردأ الزيادة، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
[ص:26]
أسمر خطيا كأن كعوبه نوى القسب ... قد أردأ ذراعا على عشر.
(1/25)
 
 
57 - قال: وحدثني حماد بن زيد، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير أنه تلا هذه الآية: {إذا قمتم إلى الصلاة}، حتى بلغ: {ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم}، قال: يدخلهم الجنة، فإنها لم تتم نعم الله على عبدٍ حتى يدخله الجنة.
(1/26)
 
 
58 - قال: وحدثني يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن ربيعة في قول الله: {حتى إذا بلغ أشده}، قال: أشده الحلم.
[ص:27]
قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه مثله.
وقال مالك بن أنس مثله.
(1/26)
 
 
59 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ: {حَتَّى إِذَا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}، أَوْ كُذِّبُوا، فَقَالَتْ: بَلْ، كُذِبوُا، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ، لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ وَمَا هُوَ بِالظَّنِّ، فَقَالَتْ: لَعَمْرِي، لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ، قَالَ: فَقُلْتُ: فَلَعَلَّهَا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا، قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ لِتَظُنَّ ذلك بربها، قلت: وَأَمَّا هَذِهِ الآيَةُ، قَالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِين آمَنُوا وَصَدَّقُوهُمْ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلاءَ وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَتِ الرُّسُلُ مِمَّنْ كذبهم من قوهم وَظَنُّوا أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ الَّذِينَ قَدْ كَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ.
(1/27)
 
 
60 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: قَرَأَ رجلٌ [ص:28] مِنَ الأَنْصَارِ فقال: {السابقون الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بإحسانٍ}، فقال عمر: والذين اتبعوهم بإحسان، مَنْ أَقْرَأَكَ، وَتَوَاعَدَهُ، فَقَالَ: رجلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِهِ، فَجَاءَهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَهَا، فَقَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى أُبَيٍّ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَقْرَأْتَهُ هَذِهِ الآيَةَ، فَقَالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ، سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي، فقال: فرقت منك، قال عمر: ذلك أجدر أَلا تَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ اللَّهِ.
(1/27)
 
 
61 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن ابن عجلان عن أبي عبيد أن كعبا دخل كنيسة فأعجبه حسنها، فقال: أحسن عملٍ وأضل قومٍ رضيت لهم بالفلق، قيل: وما الفلق، قال: بيتٌ في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره.
(1/28)
 
 
62 - قال: وحدثني عمارة بن عيسى، عن يونس بن يزيد، عن من حدثه، عن ابن عباس أنه قال: لكعب: أخبرني عن ست آياتٍ في القرآن لم أكن علمتهن، ولا تخبرني عنهن إلا ما تجد في كتاب الله المنزل: ما {سجين}، وما {عليون}، وما {سدرة المنتهى}، وما {جنة المأوى}، وما بال {أصحاب الرس}، ذكرهم الله في الكتاب، وما بال {طالوت}، رغب عنه قومه، وما بال إدريس ذكره الله فقال: {رفعناه مكانا عليا}؛ قال: كعب: والذي نفسي بيده، لا أخبرك عنهن إلا بما أجد في كتاب الله المنزل؛ أما سجين، فإنها شجرةٌ سوداء تحت الأرضين السبع مكتوبٌ فيها اسم كل شيطان، فإذا قبضت نفس الكافر عرج بها إلى السماء فغلقت أبواب السماء دونها، ثم ترمى إلى سجين، فذلك سجين؛ وأما عليون، فإنه إذا قبضت نفس المرء المسلم عرج بها إلى السماء وفتحت لها أبواب السماء، حتى ينتهي إلى العرش فيكتب له نزله وكرامته، فذلك عليون،؛ أما سدرة المنتهى، فإنها شجرةٌ عن يمين العرش انتهى إليها علم العلماء، فلا يعلم العلماء ما وراء تلك السدرة؛ أما جنة المأوى، فإنها جنةٌ يأوى [ص:30] إليها أرواح المؤمنين؛ وأما أصحاب الرس، فإنهم كانوا قوما مؤمنين يعبدون الله في ملك جبارٍ لا يعبد الله، فخيرهم في أن يكفروا أو يقتلهم، فاختاروا القتل على الكفر، فقتلهم، ثم رمى بهم في قليب، فبذلك سموا أصحاب الرس؛ وأما طالوت، فإنه كان من غير السبط الذي الملك فيه، فبذلك رغب قومه عنه؛ وأما إدريس، فإنه كان يعرج بعمله إلى السماء فيعدل عمله جميع عمل أهل الأرض، فاستأذن فيه ملكٌ من الملائكة أن يؤاخيه، فأذن الله له أن يؤاخيه، فسأله إدريس: أي أخي، هل بينك وبين ملك الموت إخاءٌ، فقال نعم، ذلك أخي دون الملائكة وهم يتآخون كما يتآخى بنو آدم، قال: هل لك أن تسأله لي كم بقي من أجلي لكي أزداد في العمل، قال: إن شئت سألته وأنت تسمع قال: فجعله الملك تحت جناحه حتى صعد به إلى السماء فسأل ملك الموت: أي أخي، كم بقى من أجل إدريس، قال: ما أدري حتى أنظر، قال: فنظر، قال: إنك تسألني عن رجلٍ ما بقى من أجله إلا طرف عينٍ؛ قال: فنظر الملك تحت جناحه، فإذا إدريس قد قبض وهو لا يشعر.
(1/29)
 
 
63 - قال: وأخبرني يحيى بن أزهر عن غالب بن عبيد الله أنه سأل ابن [ص:31] شهاب عن بكة، فقال: بكة البيت والمسجد، وسأله عن مكة، فقال ابن شهاب: مكة الحرم كله.
(1/30)
 
 
64 - قال: وأخبرني معاذ بن فضالة عن هشام بن حماد قال: سألت إبراهيم عن هذه الآية: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}؛ قال: حدثت أن أهل الشرك قالوا لمن دخل النار من أهل الإسلام: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون، قال: فيغضب الله لهم فيقول الملائكة والنبيين: أشفعوا، قال: فيشفعون لهم فيخرجون حتى إن إبليس يتطاول ورجاء أن يخرج معهم، فعند ذلك {يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}.
(1/31)
 
 
65 - قال: وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي قال: سمعت [ص:32] عمر بن عبد العزيز قرأ هذه الآية: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، قال: خلق أهل رحمته ألا يختلفوا.
(1/31)
 
 
66 - قال: وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما {الأواه}، فقال: الرحيم، فقال: ما {التبذير}، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفا}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشرا}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقا}، قال: حسبك.
(1/32)
 
 
67 - قال: وأخبرني عبد الله بن يزيد عن الْمَسْعُودِيِّ عَنْ رجلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، قَالَ: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ تَمَّتْ لَهُ الرَّحْمَةُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَلا رَسُولِهِ عُوفِيَ مِنْ أَنْ يُصِيبَهُ مَا كَانَ يُصِيبُ الأمم قبل ذلك.
(1/33)
 
 
68 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَهْلَ الْيَمَنِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ يُؤْتُونَ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ ويَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: فَكَيْفَ بِمَا تَحْوِي الْفُضُولُ مَنْ سَأَلَهُ ذُو قَرَابَةٍ حَقًّا مِنْ غِنًى فَمَنَعَهُ طُوِّقَ شُجَاعًا أَقْرَعَ حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، [ص:34] ثم قال: {ولا تحسبن الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هو خيرٌ لَهُمْ بَلْ هُوَ شرٌ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بخلوا به يوم القيامة}.
(1/33)
 
 
69 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يا نبي الله، كيف حساباً يسيراً، قَالَ: يُعْطَى الْعَبْدُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقْرَأُ سَيِّئَاتِهِ، وَيَقْرَأُ النَّاسُ حَسَنَاتِهِ، ثُمَّ يُحَوِّلُ صَحِيفَتَهُ فَيُحَوِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حسناتٍ، فَيَقْرَأُ حَسَنَاتِهِ، وَيَقْرَأُ النَّاسُ سَيِّئَاتِهِ حسناتٍ، فَيَقُولُ النَّاسُ: مَا كَانَ لِهَذَا الْعَبْدِ سيئةٌ، قَالَ: يُعْرَّفُ بِعَمَلِهِ، ثُمَّ يَغْفِرُ الله له، قال: {أولئك يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حسناتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رحيماً}
(1/34)
 
 
تفسير ما بين المغرب والعشاء
70 - قال: وأخبرني حفص بن ميسرة عن الكرماني أنه قال في قول [ص:35] الله: {ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
(1/34)
 
 
71 - قال: وأخبرني حفص بن ميسرة عن أبي الحسن أنه قال في قول الله: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمةٌ قائمةٌ يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف}، الآية كلها، قال: ما بين المغرب والعشاء.
(1/35)
 
 
72 - وأخبرني حفص بن ميسرة عن الكرماني أنه قال: في قول الله: {وكانت من القانتين}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
(1/35)
 
 
73 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَيْضًا عَنْ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي طَيْبَةَ [ص:36] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: حَقٌّ عَلَى اللَّهِ مَنْ عَكَفَ نَفْسَهُ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْعِشَاءِ، لا يَتَكَلَّمُ إِلا بقرآنٍ أَوْ دعاءٍ أَوْ صلاةٍ، أَنْ يُبْنَى لَهُ قَصْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، عَرْضُ كُلِّ قصرٍ مِنْهُمَا مِائَةُ عَامٍ، وَيُغْرَسُ لَهُ مَا بَيْنَهُمَا غِرَاسٌ لَوْ أَضَافَهُ جَمِيعَ أَهْلِ الدُّنْيَا كُلَّهُمْ لَوَسِعَهُمْ؛ فإن قرأ مائتي آية أعطي قنطاراً فِي الْجَنَّةِ، وَالْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَمِائَتَا وُقِيَّةٍ، وَالْوُقِيَّةُ ما بين السماء إلى الأرض.
(1/35)
 
 
74 - قال: وأخبرني حفص عن أيوب أنه قال: من عكف نفسه في المسجد بعد المغرب إلى العشاء لا يتكلم كأنما عقب غزوة بعد غزوةٍ.
(1/36)
 
 
75 - قال: وأخبرنا حفص عن جابر الزاهد أنه [قال]: من صلى أربع ركعات بعد العشاء الأخرة يقرأ في كل ركعةٍ منهن بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وخمس عشرة مرة: {قل هو الله أحد}، فتلك [ص:37] ستون مرة في أربع ركعاتٍ، قام من مجلسه ذلك مغفورا له.
(1/36)
 
 
76 - قال: وأخبرني حفص عن زيد بن أسلم في قول الله: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا}، وذلك في الذين ينكرون البعث، يقول الله: {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك}، يا محمد، {لنحشرنهم}، أهل هذا القول، المكذبين بالبعث، {والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعةٍ أيهم أشد على الرحمن عتيا}، المكذبين بالبعث، {وإن منكم}، يا أهل هذا القول، {إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا}، فلا يردونها، {ونذر الظالمين فيها جثياً}.
(1/37)
 
 
77 - قال: وأخبرني حفص عن زيد بن أسلم في قول الله: {يعلم السر وأخفى}، قال: يعلم أسرار العباد وأخفى سره فلا يعلم.
(1/37)
 
 
78 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي حَفْصٌ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ قَالَ: لما أنزلت هَذِهِ الآيَةُ [ص:38] عَلَى رَسُولِ اللَّهِ: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نورٍ مِنْ ربه}، قال أصحاب رسول الله عليه السلام: أو ينشرح الصَّدْرُ، قَالَ: نَعَمْ، إِذَا جَعَلَ اللَّهُ فِيهِ النُّورَ انْشَرَحَ وَانْفَسَحَ، قَالُوا: فَهَلْ لِذَلِكَ علامةٌ يُعْرَفُ بِهَا، قَالَ: التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالإِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ الموت.
(1/37)
 
 
79 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ بِنَحْوِ ذَلِكَ أَيْضًا.
(1/38)
 
 
80 - وأخبرنا حفص بن ميسرة عن عبادة بن كثير في قول الله: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
(1/38)
 
 
81 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانِ بن أبي عياش، عن مسلم [ص:39] ابن أبي عمران، عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب قال: أتى ابْنَ مَسْعُودٍ عَشِيَّةَ خَمِيسٍ وَهُوَ يُذَكِّرُ أَصْحَابَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا الصراط المستقيم، قال: يا ابن أَخِي، تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَدْنَاهُ وَطَرْفُهُ فِي الْجَنَّةِ وَعَنْ يَمِينِهِ جَوَادٌ، وَعَنْ شِمَالِهِ جَوَادٌ، وَعَلَى كُلِّ جَوَادٍ رجالٌ يَدْعُونَ كُلَّ مَنْ مَرَّ بِهِمْ: هَلُمَّ لَكَ، هَلُمَّ لَكَ، فَمَنْ أَخَذَ مَعَهُمْ وَرَدُوا بِهِ النَّارَ، وَمَنْ لَزِمَ الطَّرِيقَ الأَعْظَمَ وَرَدُوا بِهِ الْجَنَّةَ.
(1/38)
 
 
82 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانِ بن أبي عياش، عن طاؤوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ وادٍ لِقَوْمِ عَادٍ كَانَ إِذَا أُمْطِرُوا مِنْ نَحْوِ ذَلِكَ الْوَادِي وَأَتَاهُمُ الْغَيْمُ مِنْ قِبَلِهِ كَانَ ذَلِكَ العام خصب متعالم فِيهِمْ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ مِنْ قِبَلِ ذَلِكَ الْوَادِي، فَجَعَلَ هُودُ يَدْعُوهُمْ وَيَقُولُ: إِنَّ الْعَذَابَ قَدْ أَظَلَّكُمْ، فَيَقُولُونَ: كَذَبْتَ، هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا؛ فَنَزَلَتِ الرِّيحُ فَنَسَفَتِ الرُّعَاةَ فَجَعَلَتْ تَمُرُّ عَلَى الرَّجُلِ بِغَنَمِهِ وَرُعَاتِهِ حَتَّى يَعْرِفَهَا، ثُمَّ يُحَلَّقُ بِهِمْ فِي [ص:40] السَّمَاءِ حَتَّى تَقْذِفَهُمْ فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ نَسَفَتِ الْبُيُوتَ حَتَّى جَعَلَتْهُمْ {كَالرَّمِيمِ}.
(1/39)
 
 
83 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبٌ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ رَحِمَ اللَّهُ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ أَحَدًا لَرَحِمَ امْرَأَةً، لَمَّا رَأَتِ الْمَاءَ حَمَلَتْ وَلَدَهَا، ثُمَّ صَعِدَتِ الْجَبَلَ، فَلَمَّا بَلَغَهَا الْمَاءُ صَعِدَتْ بِهِ عَلَى مَنْكِبَيْهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ مَنْكِبَيْهَا وَضَعَتْ وَلَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ رَأْسَهَا رَفَعَتْ وَلَدَهَا بِيَدَيْهَا، فَلَوْ رَحِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَحَدًا لَرَحِمَ هَذِهِ المرأة.
(1/40)
 
 
84 - وَأَخْبَرَنِي شَبِيبٌ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْحَجِّ وَهُوَ فِي مسيرٍ لَهُ يَتَعَشَّوْنَ مُتَبَدِّدِينَ، فَرَفَعَ بها صوته فنادى: {يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شيءٌ عظيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مرضعةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حملٍ حَمْلَهَا وَتَرَى [ص:41] النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شديدٌ}؛ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ تَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَلِكَ، ذَلِكَ يَوْمَ يَقُولُ اللَّهُ لآدَمَ: يَا آدَمُ، ابْعَثْ بَعْثًا إِلَى النَّارِ مِنْ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، مِنْ كَمْ، قَالَ: مِنْ كُلِّ ألفٍ تِسْعَ مائةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ وواحدٌ إِلَى الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ الْقَوْمَ لَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ أُبْلِسُوا وَكَبُرَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَقَوْا قَالَ: أَبْشِرُوا، فَإِنَّكُمْ مَعَ خَلِيقَتَيْنِ لَمْ يَكُونَا مَعَ شَيْءٍ قَطُّ إِلا كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حدبٍ يَنْسِلُونَ، وَمَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ أَوْ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ البعير، ثم قال: إني لأرجوا أَنْ يَكُونَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأرجوا أَنْ يَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ: إني لأرجوا أَنْ يَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ: وسبعون ألفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حسابٍ؛ وَإِنَّهُمْ لَمَا سَمِعُوا ذَلِكَ قَالُوا: فَهَؤُلاءِ السَّبْعُونَ أَلْفًا مَا هُمْ، فَتَذَاكَرُوا بَيْنَهُمْ قَالُوا: هُمْ قومٌ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، حَتَّى بَلَغَ النَّبِيَّ قَوْلُهُمْ، فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَكْتَوُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَّكُلونَ؛ فَقَامَ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، فَقَامَ آخَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: سَبَقَكَ بها عكاشة.
(1/40)
 
 
85 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ عَنْ عَطَاءِ بن السائب عن سعيد [ص:42] ابن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا منه الوتين}، قَالَ: نِيَاطَ الْقَلْبِ.
(1/41)
 
 
86 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عَطَاءِ بن السائب، عن سعيد بن جبير في قول الله: {أكاد أخفيها}، قال: لقد أخفاها إني أكاد أخفيها من نفسي.
(1/42)
 
 
87 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّكَ لَنْ تَزَالَ سَالِمًا مَا لَمْ تَأْتِ ثَلاثًا: الْعُرْسَ، وَالرِّهَانَ وَصَيْحَةَ السُّوقِ، قَالَ: إِنَّكَ إِذَا أَتَيْتَ الْعُرْسَ غَفَلْتَ وَأَغْفَلْتَ، وَإِذَا أَتَيْتَ الرِّهَانَ حَلَفْتَ وَمَارَيْتَ؛ قَالَ: وَمَا صَيْحَةُ السُّوقِ، قَالَ: الشَّاعِرُ يُسْمِعُ الْقَوْمَ الشِّعْرَ، فَإِنْ خَطَوْتَ إِلَيْهِ ثَلاثَ خُطْوَاتٍ إِلَى عَشْرٍ كُنْتَ مِنَ الْغَاوِينَ؛ ثُمَّ تَلا هذه الآية: {والشعراء يتبعهم الغاوون}.
(1/42)
 
 
88 - قال: وأخبرني شبيب بن سعيد عن يحيى بن أبي أنيسة أنه سأل [ص:43] عطاء بن أبي رباح عن قول الله: {من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها وهم من فزعٍ يومئذٍ آمنون}، قال عطاء: من جاء بالتوحيد فله خيرٌ وقوةٌ، {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار}، فقال عطاء: من جاء بالشرك؛ قال: وسمعت عطاء يقول: ألم تسمع لقوله: {من أعطى واتقى وصدق بالحسنى}، يقول: من صدق بالتوحيد، {وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى}، كذب بالتوحيد.
(1/42)
 
 
89 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عَطَاءِ بن السائب، عن عامر: {أو آخران من غيركم}، قال: من غير المصلين، فيستحلفان بعد العصر.
(1/43)
 
 
90 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عَطَاءِ بن السائب، عن سعيد ابن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {وَفِي الأَرْضِ قطعٌ متجاوراتٌ}، قَالَ: حَتَّى بَلَغَ: {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بعضٍ فِي الأُكُلِ}، قَالَ: الْعِنَبُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ وَالتِّينُ وَالْخَوْخُ وَالْقُوثِيَاءُ وَالدَّقَلُ فِي أَرْضٍ وَاحِدَةٍ وَتُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ [ص:44] حُلْوٌ وَحَامِضٌ، وَأَمَّا النَّخْلُ وَالصِّنْوَانُ الْخَمْسُ نَخْلاتٍ يَكُونُ أَصْلُهَا وَاحِدًا.
(1/43)
 
 
91 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {يَحْفَظُونَهُ من أمر الله}، قَالَ: لَهُ معقباتٌ تَحْفَظُهُ، قَالَ: الْمَلائِكَةُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ يَحْفَظُونَهُ.
(1/44)
 
 
92 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن عبد الله ابن عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {لَهُ معقباتٌ مِنْ بين يديه}، ورقباء، {من خلفه} من أمر الله {يحفظونه}.
(1/44)
 
 
93 - قال: وأخبرني الحارث عن غالب بن عبيد الله، عن مجاهد في قول الله: {وأيدناه بروح القدس}، قال: القدس هو الله.
(1/44)
 
 
94 - قال: وأخبرني الحارث، عن غالب، عن مجاهد في قول الله: {وما كانوا يعرشون}، قال: يبنون المساكن.
(1/44)
 
 
95 - قال: وأخبرني الحارث عن غالب عن مجاهد وعطاء في قول الله: {يجعل لكلم فرقانا}، قالا: يجعل لكم مخرجا.
(1/45)
 
 
96 - قال: وأخبرني ابن وهب قال: وقال: مجاهد: {إذا مسهم طائفٌ من الشيطان}، قال: ذكر الغضب.
(1/45)
 
 
97 - قال: وأخبرني الحارث، عن غالب، عن مجاهد في قوله: {فخلف من بعدهم خلفٌ}، قال: النصارى.
(1/45)
 
 
98 - قال: وأخبرني سعد بن عبد الله المعافري، عن أبي معشر القرظي [ص:46] قال: كنت إذا سمعت شيئا من أصحاب النبي عليه السلام التمسته في القرآن فوجدته؛ قال الله لنبيه: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك}، فعرفت أن الله لم يتم عليه النعمة حتى غفر له؛ قال: ثم قرأت الآية التي في سورة المائدة: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة}، حتى بلغ: {وليتم نعمته عليكم}، فعرفت أن الله لم يتم النعمة عليهم حتى غفر لهم.
(1/45)
 
 
99 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ قَطْرَةً {من غسلينٍ}، وَقَعَتْ فِي الأَرْضِ أَفْسَدَتْ عَلَى النَّاسِ مَعَايِشَهُمْ، وَلَوْ أَنَّ النَّارَ أُبْرِزَتْ فِي صَعِيدٍ لَمْ يمر بها شيء إلا مات.
(1/46)
 
 
100 - قال: وأخبرنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن يسار في قول الله: [ص:47] {تتجافي جنوبهم عن المضاجع}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
قال حفص: وبلغني في قول الله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، ما بين المغرب والعشاء؛ كانت الأنصار يصلون المغرب فينصرفون إلى قباء فبدا لهم فأقاموا حتى صلوا العشاء، فنزلت فيهم هذه الآية: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، ما بين المغرب والعشاء، {وبالأسحار هم يستغفرون}، يغدون من قباء فيصلون في مسجد النبي.
(1/46)
 
 
101 - قال: وأخبرني حفص عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب في قول الله: {فإنه كان للأوابين غفورا}، قال: الذي يذنب، ثم يتوب، ثم يختم الله له التوبة.
(1/47)
 
 
102 - قال: وأخبرني حفص بن ميسرة، عن أبي مودود في قول الله: {فإنه كان للأوابين غفورا}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
(1/48)
 
 
103 - قال: وأخبرني رجالٌ من أهل العلم منهم مالك بن أنس والليث ابن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول في هذا الآية، قال: هو العبد يذنب، ثم يتوب، ثم يذنب، ثم يتوب.
(1/48)
 
 
104 - قال: وحدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي الرواد، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد في قول الله: {فخرج على قومه في زينته}، على براذين بيض سروجهم الأرجوان وعليهم المعصفرات.
(1/48)
 
 
105 - قال: وحدثني عبد المجيد، عن ابن جريج، عن مكحول أنه قال [ص:49] في قول الله: {وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا حتى يستأذنوه}، قال: كانت الجمعة من تلك الأمور الجامعة التي يستأذن الرجل فيها، قال: إذا كان ذلك وضع الرجل يده اليسرى على أنفه، ثم يأتي فيشير بيده اليمنى إلى الإمام فيشير إليه الإمام فيذهب.
(1/48)
 
 
106 - قال: وحدثني عبد المجيد، عن أبيه، عن يزيد بن جابر بذلك.
(1/49)
 
 
107 - قال: وأخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله ابن الزبير أنه قال: {والفجر وليالٍ عشرٍ والشفع والوتر}، قال: الفجر: قسم أقسم الله به، وليال عشر: أول ذي الحجة إلى يوم النحر، والشفع: يومان بعد يوم النحر، والوتر: يوم النفر الآخر، يقول الله: {فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ومن تأخر فلا أثم عليه}، {والليل إذا يسر}، حين [ص:50] يذهب يتبع بعضه بعضا.
(1/49)
 
 
108 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بن أبي رباح، عن عبد الله ابن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: الْمَفْدِيُّ إِسْمَاعِيلُ، وَزَعَمَتِ الْيَهُودُ أَنَّهُ إِسْحَاقُ، وَكَذَبَتِ الْيَهُودُ.
(1/50)
 
 
109 - قال: وسمعت سفيان الثوري يحدث لا أعلم إلا عن مجاهد أنه قال: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته}، قال: العرب: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}، العجم، {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به}، العرب، {ومن بلغ}، العجم.
(1/50)
 
 
110 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: {وَلا يعصينك في معروفٍ}، قَالَ: لا يَشْقُقْنَ جُيُوبَهُنَّ وَلا يَصْكُكْنَ خُدُودَهُنَّ.
قَالَ أَبُو صَخْرٍ: وَسَأَلْتُ الْقُرَظِيَّ فَقَالَ: {وَلا يعصينك في معروفٍ}، أَنْ تَنْكَحَهُنَّ أَوْ تُنْكِحَهُنَّ مَنْ أَحْبَبْتَ.
(1/51)
 
 
111 - وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: {وَلا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ}، قال: خُرُوجُهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ فاحشةٌ.
قَالَ: وَسَأَلْتُ الْقُرَظِيَّ عَنْهَا فَقَالَ: إِلا أَنْ يَخْرُجْنَ لحدٍ يَأْتِينَ بِهِ فَيُقَامَ عَلَيْهِنَّ.
(1/51)
 
 
112 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عن أبي صخر في قول الله: {إنها ترمي بشررٍ كالقصر كأنه جمالاتٌ صفرٌ}، قال: كان القرظي يقول: إن على جهنم سورا فما خرج من وراء السور مما يرجع فيها في عظم القصور ولون القار.
(1/52)
 
 
113 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَهُوَ يُسْأَلُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَمِنَ النَّاسِ من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله}، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الْغِنَاءُ، وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، يُرَدِّدُهَا ثَلاثَ مراتٍ.
(1/52)
 
 
114 - قال: وأخبرني رجلٌ عن عمرو بن الحارث أن عطاء بن أبي رباح قال في قول الله: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسناتٍ}، قال: إنما هذا في الدنيا، الرجل يكون على الهيئة القبيحة، ثم يبدله الله بها خيراً منها.
(1/53)
 
 
115 - قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا}، قال: الخير القوة على ذلك قال: {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}، قال: ذلك في الزكاة على الولاة يعطونهم من الزكاة لقول الله: {وفي الرقاب}.
(1/53)
 
 
116 - قال: وحدثني أيضا ابن زيد عن أبيه في قول الله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال: يصلون وليس الصلاة من شأنهم رياء؛ قال: [ص:54] {الذين هم يراءون ويمنعون الماعون}، قال: هم المنافقون يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاة أموالهم.
(1/53)
 
 
117 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أبيه في قول الله: {إلا اللمم}، قال: هو ما ألموا به في الشرك.
(1/54)
 
 
118 - وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قال: {المغضوب عليهم}، اليهود، {والضالين}، النصارى.
(1/54)
 
 
119 - قال: وحدثني مالك بن أنس وابن زيد بن أسلم أن الذين قال الله: {وشهد شاهدٌ من بني إسرائيل على مثله}، قال: هو عبد الله بن سلام.
(1/54)
 
 
120 - قال: وحدثني مالك وابن زيد في قول الله: {ومن عنده علم الكتاب}، قالا: هو عبد الله بن سلام.
(1/55)
 
 
121 - قال: وأخبرني خالد بن حميد عن عقيل عن ابن شهاب أن هذه الآية أنزلت: {لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}، أنه حين كان بمكة إذا طاف كان يقول له المشركون: استلم آلهتنا كي لا نضرك، أو نحو ذلك من الكلام، فكاد يفعل، فأنزل الله في ذلك ما أنزل ينهاه أن يركن إليهم شيئا قليلا وتواعده.
(1/55)
 
 
122 - قال: وأخبرنا خالد بن حميد عن عقيل عن ابن شهاب أنه كان يقول في هذه الآية: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}، يقول: لا تمنعه من حقٍ ولا تنفعه في باطلٍ، [ص:56] {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}، كذلك أيضاً.
(1/55)
 
 
123 - قال: وأخبرني خالد بن حميد عن عقيل، عن ابن شهاب قال: كل شيء في القرآن {يا أيها الناس}، ما لم يكن سورة تامة، فإنما أنزل الله ذلك بمكة، وكل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا}، فإنما أنزل كله بالمدينة حين استحكم الأمر.
(1/56)
 
 
124 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: {مَا أصابك من حسنةٍ فمن الله وما أصابكم من سيئةٍ فمن نفسك}، قَالَ: هَذَا يَوْمُ أُحُدٍ، يَقُولُ: مَا فَتَحْتُ لَكَ مِنْ فتحٍ فَمِنِّي، وَمَا كَانَتْ مِنْ نكبةٍ، وَأَنَا قَدَّرْتُ ذَلِكَ عَلَيْكَ.
(1/56)
 
 
125 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ [ص:57] عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يقول: {إن في ذلك لآياتٍ للمتوسمين}، يَقُولُ: لِلْمُتَفَرِّسِينَ؛ وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: فِرَاسَةُ الْمُؤْمِنِ حقٌ يقينٌ.
(1/56)
 
 
126 - قال: وحدثني عبد الجبار بن عمر أن ابن أبي مريم حدثه قال: إنما سمى الله نوحا {عبدا شكورا}، أنه كان إذا خرج البراز منه قال: الحمد لله الذي سوغنيك طيبا وأخرج عني أذاك وأبقى في منفعتك.
(1/57)
 
 
127 - قال: وحدثني عبد الله بن عياش القتباني، عن عمر مولى غفرة أن الكنز الذي قال الله في سورة التي يذكر فيها الكهف: {وكان تحته كنزٌ لهما}، قال: كان لوحٌ من ذهبٍ مصمتٌ مكتوبٌ فيه: بسم الله الرحمن [ص:58] الرحيم، عجبٌ ممن عرف الموت، ثم ضحك، وعجبٌ ممن أيقن بالقدر، ثم نصب، وعجبٌ ممن أيقن بالموت، ثم أمن، أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
(1/57)
 
 
128 - قال: وأخبرني عبد الله بن عياش عن زيد بن أسلم في قول الله: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا}، القسمة الوصية، جعل الله للميت جزء من ماله يوصي به لمن يشاء إلى من لا يرثه.
(1/58)
 
 
129 - وقال عبد الله بن عياش: وقال زيد بن أسلم في قول الله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}، فمن الكبائر: الشرك، والكفر بآيات الله ورسله، والسحر، وقتل الأولاد، ومن دعا لله ولدا أو صاحبة، ومثل ذلك من الأعمال، والقول الذي لا يصلح معه عملٌ، [ص:59] وأما كل ذنب يصلح معه دين ويقبل معه عملٌ فإن الله يعفو السيئات بالحسنات.
(1/58)
 
 
130 - قال: وقال زيد في قول الله: {ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}، قال: الذين أساؤوا هم المشركون، والذين أحسنوا: المؤمنون.
(1/59)
 
 
131 - قال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}، فالكبائر: الشرك، والفواحش: الزنا، تركوا ذلك حين دخلوا في الإسلام، فغفر الله لهم ما كانوا ألموا به وأصابوا من ذلك قبل الإسلام.
(1/59)
 
 
132 - قال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {الله نور السموات والأرض مثل نوره}، ونوره الذي ذكر القرآن، ومثله الذي ضرب له نورٌ على نورٍ يضيء بعضه بعضا.
(1/59)
 
 
133 - وقال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {في بيوتٍ أذن الله أن [ص:60] ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة}، إقامة الدين، ويوم {تتقلب فيه القلوب والأبصار}، يوم القيامة.
(1/59)
 
 
134 - قال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}، وذلك رجلان يقتتلان من أهل الإسلام، أو النفر والنفر، أو القبيلة والقبيلة، فأمر الله أئمة المسلمين أن يقضوا بينهم بالحق الذي أنزل الله في كتابه، إما القصاص والقود، وإما الغير، وإما العفو، فإن بغت إحداهما بعد ذلك على الأخرى كان المسلمون مع المظلوم على الظالم، حتى تفيء إلى حكم الله وترضى به.
(1/60)
 
 
135 - قال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {وأنفقوا في سبيل الله [ص:61] ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة،} وذلك أن رجالا كانوا يخرجون في بعوثٍ يبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير نفقة، فإما يقطع بهم وإما كانوا عيالا، فأمرهم الله أن يستنفقوا مما رزقهم الله ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة؛ والتهلكة أن يهلك الرجل من الجوع أو العطش أو من المشي؛ ثم قال لمن بيده فضلٌ: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}.
(1/60)
 
 
136 - قال ابن عياش: وقال زيد بن أسلم في قول الله: {والذين في أموالهم حقٌ معلومٌ للسائل والمحروم}، وليس ذلك بالزكاة، ولكن ذلك مما ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزكاة؛ قال زيد: {والقانع} الذي يسأل الناس، والمحروم الذي يصاب زرعه أو حرثه أو نسل ماشيته فيكون له حق على من لم يصبه من المسلمين؛ كما قال لأصحاب الجنة حين أهلك جنتهم فقالوا: {بل نحن محرومون}، وقال أيضا: {لو نشاء [ص:62] لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرومون بل نحن محرومون}.
(1/61)
 
 
137 - وقال ابن عياش: وقال زيد في هذه الآية: {شهادة بينكم}، هذه الآية كلها، قال: كان ذلك في رجلٍ توفي وليس عنده أحدٌ من أهل الإسلام، وذلك في أول الإسلام، والأرض حربٌ والناس كفار إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالمدينة، وأصحاب المدينة؛ وكان الناس يتوارثون بالوصية، ثم نسخت الوصية وفرضت الفرائض، وعمل المسلمون بها.
(1/62)
 
 
138 - قال: وقال زيد في هذه الآية: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح}، قال: فتح مكة.
(1/62)
 
 
139 - قال: وحدثني عبد الله بن عياش، عن أبي صخر، عن محمد بن كعب القرظي أن عمر بن عبد العزيز أرسل يوما إليه، وعمر أمير المدينة يومئذٍ، [ص:63] فقال: يا أبا حمزة، آيةٌ أسهرتني البارحة، قال: محمد: وما هي، أيها الأمير، قال: قول الله: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم))، قال محمد: أيها الأمير، إنما عنى الله بـ {أيها الذين آمنوا} الولاة من قريش، {من يرتد منكم} عن الحق {يأتي الله بقومٍ}، وهم أهل اليمن؛ قال عمر: يا ليتني وإياك منهم، قال: آمين.
(1/62)
 
 
140 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ {الشَّفَقِ}، فَقَالَ: ذهاب البياض، وسئل عن الـ {غسق}، فَقَالَ: ذَهَابُ الْحُمْرَةِ.
(1/63)
 
 
141 - قال: وأخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: {الصائبون}، [ص:64] قومٌ مما يلي العراق وهم بكوثى، وهم يؤمنون بالنبيين كلهم يصومون من كل سنةٍ ثلاثين يوما، ويصلون إلى اليمن كل يومٍ خمس صلواتٍ.
(1/63)
 
 
142 - قال: وأخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه كان يقول في هذه الآية: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}، قال عروة: أمر الله رسوله أن يأخذ بالعفو من أخلاق الناس؛ قال هشام: وكان أبي يقول في هذه الآية: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا}، إن الراسخين في العلم لا يعلمون تأويله، ولكنهم يقولون آمنا به كل من عند ربنا.
(1/64)
 
 
143 - قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: سمعت ممن اقتدى برأيه يقول في {السائل} و {المحروم}: إن المحروم الذي يحارف، لا يكاد يتوجه إلى شيءٍ من التجارة إلا نكب عنه الرزق.
(1/65)
 
 
144 - قال: وأخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ قَالَتْ: أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ فِي الْمَرْأَةِ إِذَا دَخَلَتْ فِي السِّنِّ فَتَجْعَلُ يَوْمَهَا لامرأةٍ أُخْرَى، فَفِي ذَلِكَ أُنْزِلَتْ: {فَلا جُنَاحَ عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً}.
(1/65)
 
 
145 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ [ص:66] أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَى هَذِهِ الآيَةَ: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ إِنْ تَوَلَّيْنَا اسْتُبْدِلُوا بِنَا، ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَنَا؛ فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وَقَوْمُهُ، لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رجالٌ مِنْ فَارِسَ.
(1/65)
 
 
146 - قال: وحدثنا سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في هذه الآية: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علمٍ}، قال: هو الغناء.
(1/66)
 
 
147 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُقْرَأَ خَلْفَ الإِمَامِ فِي الصَّلاةِ؛ قَالَ: وَذَلِكَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِذَا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}، وَقَالَ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تكن من الغافلين}، قَالَ: لا تَكُنْ قَائِمًا فِي الصَّلاةِ سَاهِيًا؛ قَالَ: وَكَانَ أَبِي يَنْهَى عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ [ص:67] الإِمَامِ أَشَدَّ النَّهْيِ، وَفِيمَا يُسِرُّ، وَفِيمَا يَجْهَرُ.
(1/66)
 
 
148 - قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ وَيَقُولُ: مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الإِمَامِ فَلا صَلاةَ لَهُ، وَقَدْ خَرَجَ من السنة.
(1/67)
 
 
149 - قال: وحدثني ابن زيد أن سعد بن أبي وقاص كان يقول: وددت أن في فيه جذلا من النار.
(1/67)
 
 
150 - أبو الربيع قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني أسامة ابن زيد الليثي قال: سألت القاسم بن محمد عن القراءة خلف الإمام، فقال لي: إن قرأت فقد قرأ قومٌ بهم أسوة، وأخذت بالسنة، وإن تركت فقد ترك قومٌ بهم أسوة، وأخذت بسنة، وإن كان عبد الله بن عمر لا يقرأ.
(1/67)
 
 
151 - قال: وسمعت ابن وهب يقول: إذا خاف الوسوسة فليقرأ فيما [ص:68] يسر فيه الإمام فليقرأ ما فيه من القرآن دعاء: {ربنا لا تزغ قلوبنا}، الآية أو نحوه.
(1/67)
 
 
152 - قال: وحدثني أن عبد الله بن مسعود كان يقول: وددت أن فاه حشي فيه التراب.
(1/68)
 
 
153 - قال: وحدثني ابن زيد أن أبي بن كعب أو زيد بن ثابت كان يقول: وددت أنه مكعومٌ على حجرٍ؛ وإنهم كلهم كانوا لا يقرؤون مع الإمام فيما جهر ولا فيما أسر، وينهون عن ذلك أشد النهي.
(1/68)
 
 
154 - قال: وحدثني بكر بن مضر أن محمد بن كعب القرظي كان يقول: إن بين أيديكم مرصدا، فخذوا له جوازه، ثم قرأ: {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مئابا}.
(1/68)
 
 
155 - قال: وكتب إلى إبراهيم بن سويد يقول: حدثني زيد بن أسلم في هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، قال: النداء حين يخرج الإمام، وكان يقول: السعي العمل، إن الله يقول: {إن سعيكم لشتى}، وقال: {من أراد الآخرة وسعى لها سعيها}.
(1/69)
 
 
156 - قال: وحدثني رجل عن المحرر بن حريث قال: كان باليمن قريتان يقال لإحداهما حضوراء والأخرى قلاثة، قال: فبطروا وأترفوا حتى ما كانوا يغلقون أبوابهم، قال: فلما أترفوا بعث الله إليهم نبياً فدعاهم فقتلوه؛ فألقى الله في نفس بخت نصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشا فقاتلوهم فهزموا جيشه، فرجعوا إليه منهزمين؛ فجهز إليهم جيشا آخر أكثف [ص:70] من الأول فهزموهم؛ فلما رأي ذلك بخت بن نصر غزاهم هو نفسه فقاتلوهم فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون؛ فسمعوا مناديا يقول: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم}، فرجعوا، فسمعوا صوتا يقول: يا آل ثأرات النبي، فقتلوا بالسيوف؛ فهي التي قال الله: {وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين}.
(1/69)
 
 
157 - قال: وحدثني من سمع عقيل بن خالد يحدث عن ابن شهاب أنه كان يقول: ما من شيءٍ إلا هو في القرآن إلا أنا لا نعرفه.
(1/70)
 
 
158 - وحدثني أَيْضًا مَنْ سَمِعَ عَقِيلَ بْنَ خَالِدٍ أَيْضًا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لقومٍ عَابِدِينَ}، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يُصَلُّونَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي المسجد.
(1/70)
 
 
159 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أن رجلا كان أسلم ولزم [ص:71] رسول الله صلى الله عليه وسلم ولطف به حتى اختلط بأهله كلهم، وأنه سمع بذلك المؤمنون والمشركون وعلم ذلك منه، وأنه لحق بالمشركين فقال لهم: والله، ما أرى أحدا أبطن بمحمدٍ مني، قالوا: قد سمعنا بذلك فأخبرنا عنه، قال: والله، ما يعلمه إلا عبد بني فلان، لراعي عبدٍ أعجمي، فأنزل الله: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشرٌ لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌ وهذا لسانٌ عربيٌ مبينٌ}، وفي ذلك أنزلت هذه الآية، والله أعلم.
(1/70)
 
 
160 - قَالَ: وَأْخَبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَضَى بَيْنَهُمَا، فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ عَلَيْهِ: رُدَّنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: نَعَمْ، انْطَلِقَا إِلَيْهِ؛ فَلَمَّا أتيا عمر قال الرجل: يا ابن الْخَطَّابِ، قَضَى لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا، فَقَالَ: رُدَّنَا إِلَى عُمَرَ، فَرَدَّنَا إِلَيْكَ؛ قَالَ: كَذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ عُمَرُ: مَكَانَكُمَا حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكُمَا فَأَقْضِيَ بَيْنَكُمَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا مُشْتَمِلا عَلَى سَيْفِهِ فَضَرَبَ الَّذِي قَالَ: (رُدَّنَا إِلَى عُمَرَ)، فَقَتَلَهُ؛ وَأَدْبَرَ الآخَرُ فَارًّا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَتَلَ، [ص:72] وَاللَّهِ، عُمَرُ صَاحِبِي، وَلَوْ مَا أَنِّي أَعْجَزْتُهُ لَقَتَلَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يَجْتَرِئَ عُمَرُ عَلَى قَتْلِ مؤمنٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ ويسلموا تسليماً}، فَهُدِرَ دَمُ ذَلِكَ الرَّجُلِ وَبُرِّئَ عُمَرُ مِنْ قَتْلِهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ أَنْ يُسَنَّ ذَلِكَ بَعْدُ، فَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قليلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}.
(1/71)
 
 
161 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أن عمر بن الخطاب بينما هو يمشي بسوق المدينة مر على امرأةٍ محترمةٍ بين أعلاج قائمة تسوم ببعض السلع، فجلدها، فانطلقت حتى أتت رسول الله، فقالت: يا رسول الله، قد جلدني عمر بن الخطاب على غير شيءٍ رآه مني؛ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر فقال: ما حملك على جلد ابنة عمك، فأخبره خبرها، فقال: أو ابنة عمي هي أنكرتها، يا رسول الله، إذا لم أر عليها جلبابا وظننت أنها وليدةٌ؛ فقال الناس: الآن ينزل على رسول الله فيما قال عمر وما نجد لنسائنا جلابيب، فأنزل الله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من [ص:73] جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}.
(1/72)
 
 
162 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ يَقُولُ: كَانَ الأَعْرَابُ يَأْتُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالْغَنَمِ وَالسَّمْنِ فَيَبِيعُونَهُ، قَالَ: وَكَانَ في مؤخر المسجد رحبة فكان إذا حسهم النَّاسُ قَامُوا إِلَيْهِمْ وَرَسُولُ اللَّهِ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خيرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ والله خير الرازقين}.
(1/73)
 
 
163 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْقَاسِمِ [ص:74] مَوْلَى مُعَاوِيَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنِ الْعُتُلِّ الزَّنِيمِ، قَالَ: هُوَ الْفَاحِشُ اللَّئِيمُ.
(1/73)
 
 
164 - قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَحَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ.
(1/74)
 
 
165 - قال: وحدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عتلٌ بعد ذلك زنيم}، قال سعيد: وهو الملصق في القوم، ليس منهم.
(1/74)
 
 
166 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب، عن أبي يوسف المعافري أن حنش بن عبد الله حدثه أن كعب الأحبار قال: إن اقتحام عقبة في كتاب الله سبعون درجة في الجنة.
(1/74)
 
 
167 - قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي [ص:75] إسحاق، عن أبي الأحوص وهبيرة في هذه الآية: {فردوا أيديهم في أفواههم}، قالوا: كذا، وأشار بأصابعه فأدخلها في أسنانه.
(1/74)
 
 
168 - قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم أن عليا خرج يوم النحر على بلغه يريد الجبانة، فجاءه رجلٌ، فأخذ بلجام دابته فسأله عن الحج الأكبر، فقال: هو يومك هذا، خل سبيلها.
(1/75)
 
 
169 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى آخِرِهَا، قَالَ: يَا مَعْشَرَ الإِنْسِ، مَا لِي أَرَى الْجِنَّ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْكُمْ مَا قَرَأْتُ عَلَيْكُمْ: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، إِلا قَالُوا: لا بِأَيِّ شيءٍ، يَا رَبِّ، مِنْ نِعْمَتِكَ نُكَذِّبُ.
(1/75)
 
 
170 - قال: وأخبرني شبيب، عن أبان، عن مسلم بن أبي عمران الأسدي [ص:76] قال: خطب حذيفة الناس بالمدائن فقال: {اقتربت الساعة وانشق القمر}، ألا وإن الساعة قد اقتربت، وأما القمر فقد انشق، ألا إنما المضمار اليوم، والسباق غدا، الغاية النار، والسبق إلى الجنة.
(1/75)
 
 
171 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبٌ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ يحدث عن رسول الله: إن الله بعث يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنَادِيًا يُنَادِي أَهْلَ الْجَنَّةِ بصوتٍ يُسْمِعُ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمُ الْحُسْنَى وَزِيَادَةً، فَالْحُسْنَى الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الله.
(1/76)
 
 
172 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبٌ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ [ص:77] أَنَّهُ قَالَ حِينَ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: رَأَيْتُ نَهْرًا عَجَّاجًا مِثْلَ السَّهْمِ يَطَّرِدُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، حَافَتَاهُ قبابٌ مِنْ دُرٍّ مُجَوَّفٍ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا، قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكُمْ رَبُّكَ؛ قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى حَافَتِهِ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ ذَفِرٌ، ثُمَّ ضَرَبْتُ يَدِي إِلَى رَضْرَاضِهِ، فَإِذَا هُوَ درٌ.
(1/76)
 
 
173 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله: مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ، فَقَالَتْ: أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}، فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْضُ.
(1/77)
 
 
174 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانِ، عن أبي رافع أنه قال: [ص:78] بلغنا أنه يجاء لابن آدم يوم القيامة بثلاثة دواوين: ديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، وديوان فيه النعم، فيقال لأصغر تلك النعم: قومي فاستفي ثمنك من الحسنات، فتستوعب عمله ذلك كله، فتبقى ذنوبه والنعم كما هي، فمن ثم يقول العبد: {إن ربنا لغفورٌ شكورٌ}.
(1/77)
 
 
175 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رجلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الفرية، وقال الله لمحمدٍ: {ما كَانَ لبشرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ [اللَّهُ] (1) إِلا وَحْيًا}، حَتَّى خَتْمِ الآيَةِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الفرية، وقال الله: {يا أيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، حَتَّى خَتْمِ الآيَةِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غدٍ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الفرية، وقال اللَّهُ: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ [ص:79] يبعثون}.
__________
(1) ليست في المطبوع.
(1/78)
 
 
176 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَتْ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ هَذِهِ الآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهاتٌ}، الآيَةَ كُلَّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ أَوِ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ فَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ، فلا تجالسوهم.
(1/79)
 
 
177 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سيرين عن عبيدة [ص:80] السلماني قال في هذه الآية: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم}، قال: أحل الله لكم أربعا.
(1/79)
 
 
178 - قال: وسمعت الليث بن سعد يحدث أن عمر بن عبد العزيز قال: في قول الله: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم}، قال عمر: كتابٌ عليكم أحل لكم أربعا، وما ملكت أيمانكم بعد الأربع الحرائر.
(1/80)
 
 
179 - قال الليث: ويقول آخرون من أهل العلم: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم}، السبايا اللاتي لهن أزواج في أرض الشرك، ولا بأس أن يوطأن في الإسلام، وإن كان لهن أزواج في الشرك لم يفارقوهن.
(1/80)
 
 
180 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سيرين أن شريحا قال: {الذي بيده عقدة النكاح}، هو الزوج.
(1/80)
 
 
181 - قال: وأخبرني الحارث عن ليث بن أبي سليم، عن عيسى بن قيس [ص:81] عن ابن المسيب: {نساؤكم حرثٌ لكم}، قال: هو العزل، إن شئت عزلت، وإن شئت لم تعزل، وإن شئت سقيته، وإن شئت أظمأته.
(1/80)
 
 
182 - قال: وأخبرني ابن وهب قال: بلغني عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن أبي سليم أنه سمع حنشا يقول في قول الله: {حرمنا} عليهم، {كل ذي ظفرٍ}، إنه الخنزير والنعام والبعير.
(1/81)
 
 
183 - قال: وحدثني ابن لهيعة عن خالد، عن عُلي بن رباح اللخمي أنه [ص:82] لما وعظ لقمان ابنه: {إنها إن تك مثقال حبةٍ من خردلٍ فتكن في صخرةٍ أو في السموات أو في الأرض}، أخذ حبة من خردل فأتى بها إلى اليرموك فألقاها في عرضه، ثم مكث ما شاء الله، ثم ذكرها وبسط يده فأقبل بها ذباب حتى وضعها في راحلته.
(1/81)
 
 
184 - قال: وحدثني ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخراساني أنه قال: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل}، نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد.
(1/82)
 
 
185 - قال: وحدثني مالك بن أنس، عن الحسن بن زيد في هذه الآية: {كما صبر أولوا العزم من الرسل}، أنهم أربعة، ولم يحفظ أسماءهم.
(1/82)
 
 
186 - قال: وحدثني عبد الحميد بن سالم، عن عمر مولى غفرة قال: يقال: ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها، وذلك أن الله يقول: {إنا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ}، وقال: {فيها يفرق كل أمرٍ حكيمٍ}، قال: فتجد الرجل ينكح النساء، ويعرس العرس واسمه في الأموات.
(1/83)
 
 
187 - قال: وحدثني حرملة بن عمران، عن سليمان بن حميد قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عمر بن عبد العزيز قال: إذا فرغ الله من أهل الجنة والنار أقبل الله في ظللٍ من الغمام والملائكة، قال: فيسلم على أهل [ص:84] الجنة في أول درجة فيردون عليه السلام، قال القرظي: وهذا في القرآن {سلامٌ قولا من ربٍ رحيمٍ}، فيقول: سلوني، فيقولون: ماذا نسألك أي رب، قال: بلى سلوني، قالوا: نسألك أي رب رضاك، قال: رضائي أدخلكم دار كرامتي، قالوا: يا رب، وما الذي نسألك فوعزتك وجلالك وارتفاع مكانك، لو قسمت علينا رزق الثقلين لأطعمناهم ولأسقيناهم ولألبسناهم ولأخدمناهم لا ينقصنا من ذلك شيئا؛ قال: إن لدي مزيدا؛ قال: فيفعل الله ذلك بهم في درجتهم حتى يستوي في مجلسه؛ قال: ثم تأتيهم التحف من الله تحمله إليهم الملائكة، قال: وليس في الآخرة ليل ولا نصف نهارٍ، إنما هو بكرة وعشيا، وذلك في القرآن، في آل فرعون: {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا}، وكذلك قال لأهل الجنة: {لهم زرقهم فيها بكرة وعشيا}، قال: وقال: والله، الذي لا إله إلا هو، لو أن امرأة من حور العين أطلعت سوارها لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر، فكيف المسورة وإن خلق الله شيئاً يلبسه إلا عليه مثلما عليها من ثياب أو حلي.
(1/83)
 
 
188 - قال: حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّ [ص:85] ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ في: {لكل أوابٍ حفيظٍ}، إِنَّهُ الَّذِي ذَكَرَ ذَنْبًا اسْتَغْفَرَ اللَّهَ لَهُ.
(1/84)
 
 
189 - قال: وحدثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال أنه سمع القرظي يقول في قول الله: {كان على ربك وعدا مسئولا}، إن الملائكة تسأل لهم في قولهم ذلك وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم.
(1/85)
 
 
190 - قال سعيد: وسمعت أبا حازم يقول: إذا كان يوم القيامة قال المؤمنون: ربنا، عملنا لك بالذي أمرتنا، فأنجز لنا ما وعدتنا، قال: فذاك قوله: {وعدا مسئولا}.
(1/85)
 
 
191 - وأخبرني أيضا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن المقام المحمود الذي ذكر الله في كتابه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يكون بين الجبار وبين جبريل فيغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع.
(1/85)
 
 
192 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ سِمْعَانَ قَالَ: بَلَغَنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ}، هُمْ ناسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سَابَقَتْهُمُ الأَنْصَارُ.
(1/86)
 
 
193 - قال: وكان ابن عباس يقول في هذه الآية: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا}، هم الأنصار، ذكر الذين قسم لهم من الخير ونعت سفاطة أنفسهم عند ما زوى عنهم فيء النضير وآثرتهم المهاجرين على أنفسهم، فجعل فيء النضير لقريش لم يشركهم فيه أحدٌ من الأنصار إلا رجلان: أبو دجانة الساعدي وسهل بن حنيف.
(1/86)
 
 
194 - قال: وأخبرني السري بن يحيى قال: سمعت الحسن يقول في هَذِهِ الآيَةِ: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلا اللمم}، قال: هو الرجل يصيب اللمم من الزنا والخطرة من الخمر، ثم يتوب، فذلك مما يتجاوزا لله عنه.
(1/87)
 
 
195 - وأخبرني السري بن يحيى قال: سأل رجلٌ الحسن عن قول الله: {كلٌ في فلكٍ يسبحون}، قال: يعني في استدارتهم، وقال بيده.
(1/87)
 
 
196 - قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن أبي النضر قال: سمعت الحسن يقول في قول الله: {فاسعوا إلى ذكر الله}، قال: السعي بالقلوب والإرادة.
(1/87)
 
 
197 - قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن سعيد بن جبير في قول الله: {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}، قال: إذا عمل فيها بالمعاصي فاخرجوا.
(1/88)
 
 
198 - قال: وحدثني ابن مهدي، عن الثوري في قول الله: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا}، قال: متحولا، قال: {وسعة}، قال: سعةً من الرزق.
(1/88)
 
 
199 - قال: وحدثني ابن مهدي، عن الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قول الله: {واجعلنا للمتقين إماما}، قال: يقتدى بهدانا.
(1/88)
 
 
200 - قال: وحدثني عبد الرحمن قال: حدثنا حماد بن زيد، عن رجلٍ، عن الحسن قال: نأتم بهم ويأتم بنا من بعدنا.
(1/89)
 
 
201 - قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي أيضا، عن الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: حنفاء متبعون.
(1/89)
 
 
202 - قال: وحدثني ابن مهدي أيضا، عن الثوري قال: بلغني عن مجاهد في قول الله: {وآتيناه أجره في الدنيا}، قال: {وتركنا عليه في الآخرين}، قال: الثناء الصالح.
(1/89)
 
 
203 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَكِّيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: الْمُلامَسَةُ الْجِمَاعُ.
(1/89)
 
 
204 - قال: وحدثني طلحة بن عمرو أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: [ص:90] {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم}، قال: هل أنت، يا ابن آدم، مشرك شيئا مما خولتك في شيء مما رزقتك لا تنفق منه شيئا إلا بعلمه تخاف أن تنفق شيئا منه إلا بعلمه، فقلت: لا أشرك عبدي في شيءٍ مما رزقتني، قال: فرب العالمين تبارك وتعالى يأبى ذلك على ما خولك وتريده أنت، يا ابن آدم، منه.
(1/89)
 
 
205 - قال: وحدثني طلحة أيضا أنه سمع عطاء يقول: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، قال: اليهود والنصارى والمجوس والحنيفية، وهم الذين رحم ربك الحنيفية.
(1/90)
 
 
206 - قال: وحدثني طلحة أيضا أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: {جعلوا القرآن عضين}، قال: المشركون من قريش عضوا القرآن أعضاء [ص:91] الأجزاء، فقال بعضهم: ساحرٌ، وقال بعضهم: مجنونٌ، وقالوا: كاهنٌ، فذلك العضين.
(1/90)
 
 
207 - قال: وحدثني طلحة أيضا أنه سمع عطاء يقول: كل شيء ينبت على ظهر الأرض فهو الأبّ، {فاكهةً وأباً}.
(1/91)
 
 
208 - قال: وحدثني طلحة أيضا أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: {لهم البشرى في الحياة الدنيا}، قال: الرؤيا الصالحة يراها المسلم لنفسه أو ترى له، والرؤيا جزءٌ من سبعة وأربعين جزء من النبوة.
(1/91)
 
 
209 - وحدثني طلحة أنه سمع عطاء يقول: القطمير القشر الذي يكون [ص:92] بين النواة والتمرة، والنقير الذي في ظهر النواة، والفتيل الذي في بطن النواة.
(1/91)
 
 
210 - وَحَدَّثَنِي طَلْحَةُ أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءً يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: {عَلِمَتْ نفسٌ مَا قدمت وأخرت}، قَالَ: مَا قَدَّمَتْ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ خيرٍ وَأَخَّرَتْ وَرَاءَهَا مِنْ سنةٍ يُعْمَلُ بِهَا مِنْ بعده.
(1/92)
 
 
211 - قال: وحدثني طلحة أنه سمع عطاء يقول: {وأصلحنا له زوجه}، قال: كان في لسان امرأة زكريا طولٌ فأصلح الله له زوجه.
(1/92)
 
 
212 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي طَلْحَةُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في: {حمولةً وفرشاً}، الحمولة ما مِنَ الإِبِلِ، وَالْفَرْشُ هِيَ الصِّغَارُ.
(1/92)
 
 
213 - قال: وحدثني سفيان الثوري، عن حميد بن قيس، عن مجاهد في قول الله: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}، قال: هم النساء.
(1/93)
 
 
214 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمِ بْنِ الأَوْقَصِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ كَانَتْ مِنَ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ.
(1/93)
 
 
215 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنُ أبي الزناد، عن هشام [ص:94] ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدْ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ كَانَتْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً.
(1/93)
 
 
216 - قال: وأخبرني سعيد بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة أخبره أن ابن أبيرق الظفري كان سرق درعا من رجلٍ، فأخذ فرمى بها غيره فأغضبهم ذلك، وقالوا: أراد أن يعر أحسابنا، فكلموا رسول الله أن يقوم بعذره، فلما رجعوا من عند رسول الله أنزل الله على رسوله فأخبره خبره، فنزلت: {ولا تجادل عن الذين يختاتون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما}، وما ذكر معها في ذلك الشأن، ثم قال: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبينا}، فلو أنه تاب لقبل منه إن شاء الله؛ وكان قد دعي ولكنه حمى أنفه فخرج إلى قريش فلبث فيهم، فعثروا عليه قد سرق بعض ثياب الكعبة فقدموه فقتلوه.
(1/94)
 
 
217 - قال: وحدثني الليث بن سعد بهذا الحديث، وقال: سرق درعا من رجلٍ يهوديٍ فأخذ بها فرمي بها غيره.
(1/94)
 
 
النهي عن المسألة عن القرآن
218 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ صَبِيغًا الْعِرَاقِيَّ جَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَدِمَ مِصْرَ، فَبَعَثَ بِهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُولُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ، قَالَ: فِي الرَّحْلِ، قَالَ عُمَرُ: أَبْصِرْ أَنْ يَكُونَ ذَهَبَ فَتُصِيبَكَ مِنِّي الْعُقُوبَةُ الْمُوجِعَةُ، فَأَتَاهُ بِهِ، فَقَالَ: عَمَّ تَسْأَلُ، فَحَدَّثَهُ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى رَطَائِبَ مِنَ الْجَرِيدِ فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى نَزَلَ ظَهْرُهُ دُبُرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرِئَ، ثُمَّ عَادَ لَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرِئَ، فَدَعَا بِهِ لِيَعُودَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ صَبِيغٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلِي فَاقْتُلْنِي قَتْلا جَمِيلا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُدَاوِيَنِي فَقَدْ، وَاللَّهِ، بَرِئْتُ، فَأَذِنَ لَهُ إِلَى أَرْضِهِ؛ وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَلا يُجَالِسُهُ أحدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ، فَكَتَبَ أَبُو [ص:96] مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنْ قَدْ حَسُنَتْ هَيْئَتُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنِ ائْذَنْ لِلنَّاسِ بمجالسته.
(1/95)
 
 
219 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: لا يَسْأَلُنِي أحدٌ عَنْ آيةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلا أَخْبَرْتُهُ، فَقَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَهُ عَمَّا سَأَلَ عَنْهُ صَبِيغٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فقال: ما {الذاريات ذرواً}، فقال علي: الرياح