تفسير الطبري جامع البيان ط هجر 011

عدد الزوار 255 التاريخ 15/08/2020

  
 
 
 
الكتاب: تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن
المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
 
الْغُلَامِ بُشْرَى؛ قَالَ: يَا بُشْرَى، كَمَا تَقُولُ: يَا زَيْدٌ " وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ الْقُرَّاءِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: (يَا بُشْرَيَّ) بِإِثْبَاتِ يَاءِ الْإِضَافَةِ، غَيْرَ أَنَّهُ أَدْغَمَ الْأَلِفَ فِي الْيَاءِ طَلَبًا لِلْكَسْرَةِ الَّتِي تَلْزَمُ مَا قَبْلَ يَاءِ الْإِضَافَةِ مِنَ الْمُتَكَلِّمِ فِي قَوْلِهِمْ: غُلَامِي وَجَارِيَتِي فِي كُلِّ حَالٍ، وَذَلِكَ مِنْ لُغَةِ طَيِّئٍ، كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
[البحر الكامل]
سَبَقُوا هَوَيَّ وَأَعْنَقُوا لِهَوَاهُمُ ... فَتُخُرِّمُوا وَلِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ: {يَا بُشْرَى} [يوسف: 19] بِإِرْسَالِ الْيَاءِ وَتَرْكِ الْإِضَافَةِ. وَإِذَا قُرِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، احْتَمَلَ وَجْهَيْنِ مِنَ التَّأْوِيلِ: أَحَدُهُمَا مَا قَالَهُ السُّدِّيُّ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ اسْمُ رَجُلٍ دَعَاهُ الْمُسْتَقِي بِاسْمِهِ، كَمَا يُقَالُ: يَا زَيْدُ، وَيَا عَمْرُو، فَيَكُونُ «بُشْرَى» فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالنِّدَاءِ. وَالْآخَرُ: أَنْ يَكُونَ أَرَادَ إِضَافَةَ الْبُشْرَى إِلَى نَفْسِهِ، فَحَذَفَ الْيَاءَ وَهُوَ يُرِيدُهَا، فَيَكُونُ مُفْرَدًا وَفِيهِ نِيَّةُ الْإِضَافَةِ، كَمَا تَفْعَلُ الْعَرَبُ فِي النِّدَاءِ فَتَقُولُ: يَا نَفْسُ اصْبِرِي،
(13/45)
 
 
وَيَا نَفْسُ اصْبِرِي، وَيَا بُنَيَّ لَا تَفْعَلْ، وَيَا بُنَيَّ لَا تَفْعَلْ، فَتُفْرِدُ وَتَرْفَعُ وَفِيهِ نِيَّةُ الْإِضَافَةِ، وَتُضِيفُ أَحْيَانًا فَتُكْسِرُ، كَمَا تَقُولُ: يَا غُلَامُ أَقْبِلْ، وَيَا غُلَامِي أَقْبِلْ. وَأَعْجَبُ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ إِلَيَّ قِرَاءَةُ مِنْ قَرَأَهُ بِإِرْسَالِ الْيَاءِ وَتَسْكِينِهَا؛ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ اسْمَ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ كَانَ مَعْرُوفًا فِيهِمْ كَمَا قَالَ السُّدِّيُّ، فَذَلِكَ هِيَ الْقِرَاءَةُ الصَّحِيحَةُ لَا شَكَّ فِيهَا، وَإِنْ كَانَ مِنَ التَّبْشِيرِ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ عَلَى مَا بَيَّنْتُ. وَأَمَّا التَّشْدِيدُ وَالْإِضَافَةِ فِي الْيَاءِ فَقِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ لَا أَرَى الْقِرَاءَةَ بِهَا، وَإِنْ كَانَتْ لُغَةً مَعْرُوفَةً؛ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى خِلَافِهَا
(13/46)
 
 
وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] فَإِنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَأَسَرَّهُ الْوَارِدُ الْمُسْتَقِي وَأَصْحَابُهُ مِنَ التُّجَّارِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُمْ، وَقَالُوا لَهُمْ: هُوَ بُضَاعَةٌ اسْتَبْضَعْنَاهَا بَعْضَ أَهْلِ مِصْرَ؛ لِأَنَّهُمْ خَافُوا إِنْ عَلِمُوا أَنَّهُمُ اشْتَرُوهُ بِمَا اشْتَرُوهُ بِهِ أَنْ يَطْلُبُوا مِنْهُمْ فِيهِ الشَّرِكَةَ , ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/46)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] قَالَ: صَاحِبُ الدَّلْوِ وَمَنْ مَعَهُ، قَالُوا لِأَصْحَابِهِمْ: إِنَّمَا اسْتَبْضَعْنَاهُ، خِيفَةً أَنْ يُشْرِكُوهُمْ فِيهِ إِنْ عَلِمُوا بِثَمَنِهِ، وَتَبِعَهُمْ إِخْوَتُهُ [ص:47] يَقُولُونَ لِلْمُدَلِّي وَأَصْحَابِهِ: اسْتَوْثِقْ مِنْهُ لَا يَأْبِقُ حَتَّى وَقَفُّوهُ بِمِصْرَ، فَقَالَ: مَنْ يَبْتَاعُنِي وَيُبْشِرُ؟ فَاشْتَرَاهُ الْمَلِكُ، وَالْمَلِكُ مُسْلِمٌ " حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِنَحْوِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: خِيفَةَ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ إِنْ عَلِمُوا بِهِ، وَاتَّبَعَهُمْ إِخْوَتُهُ يَقُولُونَ لِلْمُدَلِّي وَأَصْحَابِهِ: اسْتَوْثِقُوا مِنْهُ لَا يَأْبِقُ حَتَّى أَوْقَفُوهُ بِمِصْرَ، وَسَائِرُ الْحَدِيثِ مِثْلُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: وثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «خِيفَةَ أَنْ يُشَارِكُوهُمْ فِيهِ إِنْ عَمِلُوا بِثَمَنِهِ» حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " خِيفَةَ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ فِيهِ إِنْ عَلِمُوا ثَمَنَهُ. وَقَالَ أَيْضًا: حَتَّى أَوْقَفُوهُ بِمِصْرَ "
(13/46)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، " {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] قَالَ: لَمَّا اشْتَرَاهُ الرَّجُلَانِ فَرَقَا مِنَ الرِّفْقَةِ أَنْ يَقُولُوا اشْتَرَيْنَاهُ فَيَسْأَلُوهُمُ الشَّرِكَةَ، فَقَالَا: إِنْ سَأَلُونَا مَا هَذَا؟ قُلْنَا بِضَاعَةٌ اسْتَبْضَعْنَاهُ أَهْلَ الْمَاءِ. [ص:48] فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] بَيْنَهُمْ " وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَأَسَرَّهُ التُّجَّارُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/47)
 
 
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] قَالَ: أَسَرَّهُ التُّجَّارُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ "
(13/48)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] قَالَ: أَسَرَّهُ التُّجَّارُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ " وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَأَسَرُّوا بَيْعَهُ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/48)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، " {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] قَالَ: أَسَرُّوا بَيْعَهُ "
(13/48)
 
 
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {[ص:49] وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] قَالَ: قَالُوا لِأَهْلِ الْمَاءِ: إِنَّمَا هُوَ بِضَاعَةٌ " وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] إِخْوَةَ يُوسُفَ أَنَّهُمْ أَسَرُّوا شَأْنَ يُوسُفَ أَنْ يَكُونَ أَخَاهُمْ، قَالُوا: هُوَ عَبْدٌ لَنَا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/48)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: " {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19] يَعْنِي إِخْوَةَ يُوسُفَ أَسَرُّوا شَأْنَهُ وَكَتَمُوا أَنْ يَكُونَ أَخَاهُمْ، فَكَتَمَ يُوسُفُ شَأْنَهُ مَخَافَةَ أَنْ تَقْتُلَهُ إِخْوَتُهُ، وَأَخْتَارَ الْبَيْعَ فَذَكَرَهُ إِخْوَتُهُ لِوَارِدِ الْقَوْمِ، فَنَادَى أَصْحَابَهُ قَالَ: {يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ} [يوسف: 19] يُبَاعُ فَبَاعَهُ إِخْوَتُهُ " وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: وَأَسَرَّ وَارِدُ الْقَوْمِ الْمُدَلِّي دَلْوَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ رِفْقَتِهِ السَّيَّارَةِ أَمْرَ يُوسُفَ أَنَّهُمُ اشْتَرَوهُ خِيفَةً مِنْهُمْ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ، وَقَالُوا لَهُمْ: هُوَ بِضَاعَةٌ أَبْضَعَهَا مَعَنَا أَهْلُ الْمَاءِ. وَذَلِكَ أَنَّهُ عَقِيبُ الْخَبَرِ عَنْهُ، فَلَأَنْ يَكُونَ مَا وَلِيَّهُ مِنَ الْخَبَرِ خَبَرًا عَنْهُ، أَشْبَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَمَّنْ هُوَ بِالْخَبَرِ عَنْهُ غَيْرُ مُتَّصِلٍ
(13/49)
 
 
وَقَوْلُهُ: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [يوسف: 19] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَاللَّهُ ذُو عِلْمٍ بِمَا يَعْمَلُهُ بَاعَةُ يُوسُفَ وَمُشْتَرُوهُ فِي أَمْرِهِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، وَلَكِنَّهُ تَرَكَ تَغْيِيرِ
(13/49)
 
 
ذَلِكَ لِيَمْضِيَ فِيهِ وَفِيهِمْ حُكْمُهُ السَّابِقُ فِي عَلْمِهِ، وَلِيَرَى إِخْوَةُ يُوسُفَ، وَيُوسُفُ وَأَبُوهُ قُدْرَتَهُ فِيهِ. وَهَذَا، وَإِنْ كَانَ خَبَرًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَنْ يُوسُفَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ تَذْكِيرٌ مِنَ اللَّهِ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَسْلِيَةً مِنْهُ لَهُ عَمَّا كَانَ يَلْقَى مِنْ أَقْرِبَائِهِ وَأَنْسَبَائِهِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْأَذَى فِيهِ، يَقُولُ لَهُ: فَاصْبِرْ يَا مُحَمَّدُ عَلَى مَا نَالَكَ فِي اللَّهِ، فَإِنِّي قَادِرٌ عَلَى تَغْيِيرِ مَا يَنَالُكَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونِ، كَمَا كُنْتُ قَادِرًا عَلَى تَغْيِيرِ مَا لَقِيَ يُوسُفُ مِنْ إِخْوَتِهِ فِي حَالِ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِهِ مَا فَعَلُوا، وَلَمْ يَكُنْ تَرْكِي ذَلِكَ لِهَوَانِ يُوسُفَ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لِمَاضِيَ عِلْمِي فِيهِ وَفِي إِخْوَتِهِ، فَكَذَلِكَ تَرْكِي تَغْيِيرِ مَا يَنَالُكَ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ لِغَيْرِ هَوَانٍ بِكَ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لِسَابِقِ عِلْمِي فِيكَ وَفِيهِمْ، ثُمَّ يَصِيرُ أَمْرُكَ وَأَمْرُهُمْ إِلَى عُلُوِّكَ عَلَيْهِمْ، وَإِذْعَانِهِمْ لَكَ، كَمَا صَارَ أَمْرُ إِخْوَةِ يُوسُفَ إِلَى الْإِذْعَانِ لِيُوسُفَ بِالسُّؤْدُدِ عَلَيْهِمْ، وَعُلُوِّ يُوسُفُ عَلَيْهِمْ
(13/50)
 
 
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف: 20] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {وَشَرَوهُ} [يوسف: 20] بِهِ، وَبَاعَ إِخْوَةُ يُوسُفَ يُوسُفَ، فَأَمَّا إِذَا أَرَادَ الْخَبَرَ عَنْ أَنَّهُ ابْتَاعَهُ، قَالَ: اشْتَرَيْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُفَرِّغِ الْحِمْيَرِيِّ:
[البحر الكامل]
[ص:51] وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي ... مِنْ قَبْلِ بُرْدٍ كُنْتُ هَامَهْ
يَقُولُ: «بِعْتُ بُرْدًا» ، وَهُوَ عَبْدٌ كَانَ لَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/50)
 
 
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، " أَنَّهُ كَرِهَ الشِّرَاءَ وَالْبَيْعَ لِلْبَدَوِيِّ؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اشْرِ لِي كَذَا وَكَذَا: أَيْ بِعْ لِي كَذَا وَكَذَا. وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] يَقُولُ: بَاعُوهُ، وَكَانَ بَيْعُهُ حَرَامًا "
(13/51)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «إِخْوَةُ يُوسُفَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا بَاعُوهُ حِينَ أَخْرَجَهُ الْمُدَلِّي بِدَلْوِهِ» حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِمِثْلِهِ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ وثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ [ص:52] مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
(13/51)
 
 
قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، " {وَشَرَوهُ} [يوسف: 20] قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَبِيعَ بَيْنَهُمْ "
(13/52)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: " {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] قَالَ: بَاعُوهُ " حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، مِثْلَهُ
(13/52)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «فَبَاعَهُ إِخْوَتُهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عَنَى بِقَوْلِهِ: {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] السَّيَّارَةَ أَنَّهُمْ بَاعُوا يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/52)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، " {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] وَهُمُ السَّيَّارَةُ الَّذِينَ بَاعُوهُ " وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: تَأْوِيلُ ذَلِكَ: وَشَرَى إِخْوَةُ [ص:53] يُوسُفَ يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَخْبَرَ عَنِ الَّذِينَ اشْتَرُوهُ أَنَّهُمْ أَسَرُّوا شِرَاءَ يُوسُفَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ خِيفَةَ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ بِادِّعَائِهِمْ أَنَّهُ بِضَاعَةً، وَلَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ إِلَّا رَغْبَةً فِيهِ أَنْ يَخْلُصَ، لَهُمْ دُونَهُمْ وَاسْتِرْخَاصًا لِثَمَنِهِ الَّذِي ابْتَاعُوهُ بِهِ، لِأَنَّهُمُ ابْتَاعُوهُ كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ {بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] وَلَوْ كَانَ مُبْتَاعُوهُ مِنْ إِخْوَتِهِ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ لَمْ يَكُنْ لِقِيلِهِمْ لِرُفَقَائِهِمْ هُوَ بِضَاعَةٌ مَعْنَى، وَلَا كَانَ لِشِرَائِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ وَجْهٌ، إِلَّا أَنْ يَكُونُوا كَانُوا مَغْلُوبًا عَلَى عُقُولِهِمْ؛ لِأَنَّهُ مُحَالٌ أَنْ يَشْتَرِيَ صَحِيحُ الْعَقْلِ مَا هُوَ فِيهِ زَاهِدٌ مِنْ غَيْرِ إِكْرَاهِ مُكْرِهٍ لَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَكْذِبُ فِي أَمْرِهِ النَّاسَ بِأَنْ يَقُولُ: هُوَ بِضَاعَةٌ لَمْ أَشْتَرِهِ مَعَ زُهْدِهِ فِيهِ، بَلْ هَذَا الْقَوْلُ مِنْ قَوْلِ مَنْ هُوَ بِسِلْعَتِهِ ضَنِينٌ لِنَفَاسَتِهَا عِنْدَهُ، وَلِمَا يَرْجُو مِنْ نَفِيسِ الثَّمَنِ لَهَا وَفَضْلِ الرِّبْحِ وَأَمَّا قَوْلُهُ: {بَخْسٍ} [يوسف: 20] فَإِنَّهُ يَعْنِي: نَقْصٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: بَخِسْتُ فُلَانًا حَقَّهُ: إِذَا ظَلَمْتُهُ، يَعْنِي: ظَلَمَهُ فَنَقَصَهُ عَمَّا يَجِبُ لَهُ مِنَ الْوَفَاءِ، أَبْخَسُهُ بَخْسًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [الأعراف: 85] وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِثَمَنٍ مَبْخُوسٍ: مَنْقُوصٍ، فَوَضَعَ الْبَخْسَ وَهُوَ مَصْدَرٌ مَكَانَ مَفْعُولٍ، كَمَا قِيلَ: {بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف: 18] وَإِنَّمَا هُوَ بِدَمٍ مَكْذُوبٍ فِيهِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قِيلَ {بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] لِأَنَّهُ كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِمْ [ص:54] ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/52)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، " {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] قَالَ: الْبَخْسُ: الْحَرَامُ "
(13/54)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: «كَانَ ثَمَنُهُ بَخْسًا حَرَامًا، لَمْ يَحِلِّ لَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوهُ»
(13/54)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: " {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] قَالَ: بَاعُوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ، قَالَ: كَانَ بَيْعُهُ حَرَامًا وَشِرَاؤُهُ حَرَامًا "
(13/54)
 
 
حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " {بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] قَالَ: حَرَامٌ "
(13/54)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " {بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] يَقُولُ: لَمْ يَحِلَّ لَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا ثَمَنَهُ " [ص:55] وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى الْبَخْسِ هُنَا: الظُّلْمُ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/54)
 
 
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: " {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] قَالَ: الْبَخْسُ: هُوَ الظُّلْمُ، وَكَانَ بَيْعُ يُوسُفَ وَثَمَنُهُ حَرَامًا عَلَيْهِمْ "
(13/55)
 
 
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: " {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] قَالَ: ظُلْمٍ " وَقَالَ آخَرُونَ: عَنَى بِالْبَخْسِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْقَلِيلَ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/55)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " الْبَخْسُ: الْقَلِيلُ " حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ [ص:56] وَقَدْ بَيَّنَّا الصَّحِيحَ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] فَإِنَّهُ يَعْنِي عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ بَاعُوهُ بِدَرَاهِمَ غَيْرِ مَوْزُونَةٍ نَاقِصَةٍ غَيْرِ وَافِيَةٍ لِزُهْدِهِمْ كَانَ فِيهِ. وَقِيلَ: إِنَّمَا قِيلَ مَعْدُودَةٍ لِيَعْلَمَ بِذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ أَقَلَّ مِنَ الْأَرْبَعِينَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانَ لَا يَزِنُونَ مَا كَانَ وَزْنَهُ أَقَلُّ مِنْ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، لِأَنَّ أَقَلَّ أَوْزَانِهِمْ وَأَصْغَرَهَا كَانَ الْأُوقِيَّةَ، وَكَانَ وَزْنُ الْأُوقِيَّةِ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا. قَالُوا: وَإِنَّمَا دَلَّ بِقَوْلِهِ: {مَعْدُودَةٍ} [البقرة: 80] عَلَى قِلَّةِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي بَاعُوهُ بِهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ عِشْرِينَ دِرْهَمًا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/55)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ مَا اشْتُرِيَ بِهِ يُوسُفُ عِشْرُونَ دِرْهَمًا»
(13/56)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: " {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] قَالَ: عِشْرُونَ دِرْهَمًا "
(13/56)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ، فِي قَوْلِهِ: " {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] قَالَ: [ص:57] عِشْرُونَ دِرْهَمًا "
(13/56)
 
 
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ: وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ: " {بَخْسٍ دَرَاهِمَ} [يوسف: 20] قَالَ: كَانَتْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا " حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ، مِثْلَهُ
(13/57)
 
 
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " {بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] قَالَ: عِشْرُونَ دِرْهَمًا "
(13/57)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، " {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] قَالَ: كَانَتْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا "
(13/57)
 
 
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، " ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ بِيعَ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا، {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزاهدينَ} [يوسف: 20] " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ
(13/57)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ عَطِيَّةَ، [ص:58] قَالَ: «كَانَتِ الدَّرَاهِمُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا اقْتَسَمُوهَا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ عَدَدُهَا اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ، وَهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ مِنْهَا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/57)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] قَالَ: اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا "
(13/58)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: " {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] قَالَ: اثَنَانِ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا لِإِخْوَةِ يُوسُفَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا "
(13/58)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: " {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] " قَالَ: وَثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ [ص:59] مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَتْ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/58)
 
 
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، " {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] قَالَ: أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا "
(13/59)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " بَاعُوهُ، وَلَمْ يَبْلُغْ ثَمَنُهُ الَّذِي بَاعُوهُ بِهِ أُوقِيَّةً، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِالْأَوَاقِي، فَمَا قَصُرَ عَنِ الْأُوقِيَّةِ فَهُوَ عَدَدٌ؛ يَقُولُ اللَّهُ: {وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20] أَيْ لَمْ يَبْلُغْ الْأُوقِيَّةَ " وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ بَاعُوهُ بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ غَيْرِ مَوْزُونَةٍ، وَلَمْ يُحَد مَبْلَغَ ذَلِكَ بِوَزْنٍ وَلَا عَدَدٍ، وَلَا وَضَعَ عَلَيْهِ دَلَالَةً فِي كِتَابٍ وَلَا خَبَرٍ مِنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كَانَ عِشْرِينَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَانَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَأَنْ يَكُونَ كَانَ أَرْبَعِينَ، وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْثَرَ، وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ فَإِنَّهَا كَانَتْ مَعْدُودَةً غَيْرَ مَوْزُونَةٍ؛ وَلَيْسَ فِي الْعِلْمِ بِمَبْلَغِ وَزْنِ ذَلِكَ فَائِدَةٌ تَقَعُ فِي دِينٍ وَلَا فِي الْجَهْلِ بِهِ دُخُولُ ضُرٍّ فِيهِ، وَالْإِيمَانُ بِظَاهِرِ التَّنْزِيلِ فَرْضٌ، وَمَا عَدَاهُ فَمَوضُوعٌ عَنَّا تَكَلُّفُ عِلْمِهِ
(13/59)
 
 
وَقَوْلُهُ: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف: 20] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكَانَ إِخْوَةُ [ص:60] يُوسُفَ فِي يُوسُفَ مِنَ الزَّاهِدِينَ، لَا يَعْلَمُونَ كَرَامَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا يَعْرِفُونَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَهُ، فَهُمْ مَعَ ذَلِكَ يُحِبُّونَ أَنْ يَحُولُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَالِدِهِ لِيَخْلُو لَهُمْ وَجْهُهُ مِنْهُ، وَيَقْطَعُوهُ عَنِ الْقُرْبِ مِنْهُ لِتَكُونَ الْمَنَافِعُ الَّتِي كَانَتْ مَصْرُوفَةً إِلَى يُوسُفَ دُونَهُمْ مَصْرُوفَةً إِلَيْهِمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/59)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، " {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف: 20] قَالَ: لَمْ يَعْلَمُوا بِنُبُوَّتِهِ وَمَنْزِلَتِهِ مِنَ اللَّهِ "
(13/60)
 
 
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، فِي قَوْلِهِ: " {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} [يوسف: 19] فَنَزَلَتْ عَلَى الْجُبِّ، {فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ} [يوسف: 19] فَاسْتَقَى مِنَ الْمَاءِ فَاسْتَخْرَجَ يُوسُفَ، فَاسْتَبْشَرُوا بِأَنَّهُمْ أَصَابُوا غُلَامًا لَا يَعْلَمُونَ عِلْمَهُ وَلَا مَنْزِلَتَهُ مِنْ رَبِّهِ، فَزَهَدُوا فِيهِ فَبَاعُوهُ، وَكَانَ بَيْعُهُ حَرَامًا، وَبَاعُوهُ بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ "
(13/60)
 
 
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ [ص:61] الضَّحَّاكِ: " {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف: 20] قَالَ إِخْوَتُهُ زَهَدُوا، فَلَمْ يَعْلَمُوا مَنْزِلَتَهُ مِنَ اللَّهِ وَنُبُوَّتَهُ وَمَكَانَهُ "
(13/60)
 
 
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «إِخْوَتُهُ زَهَدُوا فِيهِ، لَمْ يَعْلَمُوا مَنْزِلَتَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(13/61)
 
 
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَى يُوسُفَ مِنْ بَائِعِهِ بِمِصْرَ، وَذُكِرَ أَنَّ اسْمَهُ قَطْفِيرُ
(13/61)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ اسْمُ الَّذِي اشْتَرَاهُ قَطْفِيرُ» وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَهُ إِطْفِيرُ بْنُ رُوحِيبِ، وَهُوَ الْعَزِيزُ، وَكَانَ عَلَى خَزَائِنِ مِصْرَ، وَكَانَ الْمَلِكُ يَوْمَئِذٍ الرَّيَّانَ بْنَ الْوَلِيدِ، رَجُلًا مِنَ الْعَمَالِيقِ كَذَلِكَ
(13/61)
 
 
: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [ص:62] وَقِيلَ: «إِنَّ الَّذِي بَاعَهُ بِمِصْرَ كَانَ مَالِكُ بْنُ ذُعْرَ بْنِ ثُوَيْبِ بْنِ عَنْقَاءَ بْنِ مُدْيَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ» كَذِلَكَ
(13/61)
 
 
: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ} [يوسف: 21] وَاسْمُهَا فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ: رَاعِيلُ بِنْتُ رَعَائِيلَ "
(13/62)
 
 
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، " {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} [يوسف: 21] يَقُولُ: أَكْرِمِي مَوْضِعَ مَقَامِهِ، وَذَلِكَ حَيْثُ يَثْوِي وَيُقِيمُ فِيهِ، يُقَالُ: ثَوَى فُلَانٌ بِمَكَانِ كَذَا: إِذَا أَقَامَ فِيهِ " وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ [ص:63] ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/62)
 
 
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: " {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} [يوسف: 21] " مَنْزِلَتَهُ، وَهِيَ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ
(13/63)
 
 
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: " {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} [يوسف: 21] قَالَ: مَنْزِلَتَهُ "
(13/63)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «اشْتَرَاهُ الْمَلِكُ، وَالْمَلِكُ مُسْلِمٌ»
(13/63)
 
 
وَقَوْلُهُ: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [يوسف: 21] ذُكِرَ أَنَّ مُشْتَرِيَ يُوسُفَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ لِامْرَأَتِهِ حِينَ دَفَعَهُ إِلَيْهَا، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ، وَلَمْ يَأْتِ النِّسَاءَ، فَقَالَ لَهَا: أَكْرِمِيهِ عَسَى أَنْ يَكْفِيَنَا بَعْضَ مَا نُعَانِي مِنْ أُمُورِنَا إِذَا فَهِمَ الْأُمُورَ الَّتِي نُكَلَّفُهَا وَعَرَفَهَا، {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [يوسف: 21] يَقُولُ: أَوْ نَتَبَنَّاهُ
(13/63)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «كَانَ إِطْفِيرُ فِيمَا ذُكِرَ لِي رَجُلًا لَا يَأْتِي النِّسَاءَ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ رَاعِيلُ امْرَأَةً حَسْنَاءَ نَاعِمَةً طَاعِمَةً فِي مُلْكٍ وَدُنْيَا»
(13/63)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي [ص:64] الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْعَزِيزُ حِينَ تَفَرَّسَ فِي يُوسُفَ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [يوسف: 21] وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ تَفَرَّسَ فِي عُمَرَ. وَالَّتِي قَالَتْ: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26] "
(13/63)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: " انْطُلِقَ بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ، فَاشْتَرَاهُ الْعَزِيزُ مَلِكُ مِصْرَ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [يوسف: 21] "
(13/64)
 
 
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْعَزِيزُ حِينَ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} [يوسف: 21] وَالْقَوْمُ فِيهِ زَاهِدُونَ. وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ تَفَرَّسَ فِي عُمَرَ فَاسْتَخْلَفَهُ. وَالْمَرْأَةُ الَّتِي قَالَتْ: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} [القصص: 26] "
(13/64)
 
 
وَقَوْلُهُ: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} [يوسف: 21] يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَمَا أَنْقَذَنَا يُوسُفَ مِنْ أَيْدِي إِخْوَتِهِ، وَقَدْ هَمُّوا بِقَتْلِهِ، وَأَخْرَجْنَاهُ مِنَ الْجُبِّ بَعْدَ أَنْ أُلْقِيَ فِيهِ، فَصَيَّرْنَاهُ إِلَى الْكَرَامَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ عِنْدَ عَزِيزِ مِصْرَ، كَذَلِكَ مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ [ص:65] فَجَعَلْنَاهُ عَلَى خَزَائِنِهَا
(13/64)
 
 
وَقَوْلُهُ: {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 21] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكْي نُعَلِّمَ يُوسُفَ مِنْ عِبَارَةِ الرُّؤْيَا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ
(13/65)
 
 
كَمَا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 6] قَالَ: عِبَارَةِ الرُّؤْيَا " حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
(13/65)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، " {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 21] قَالَ: تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا "
(13/65)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، " {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 21] قَالَ: عِبَارَةِ الرُّؤْيَا "
(13/65)
 
 
وَقَوْلُهُ: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: 21] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَاللَّهُ مُسْتَوْلٍ عَلَى أَمْرِ يُوسُفَ يَسُوسُهُ وَيُدَبِّرُهُ وَيَحُوطُهُ. وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ: {عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: 21] عَائِدَةٌ عَلَى يُوسُفَ وَرُوِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي مَعْنَى {غَالِبٌ} [آل عمران: 160] ،
(13/65)
 
 
مَا: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، " {وَاللَّهُ [ص:66] غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: 21] قَالَ: فَعَّالٌ "
(13/65)
 
 
وَقَوْلُهُ {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187] يَقُولُ: وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ الَّذِينَ زَهَدُوا فِي يُوسُفَ فَبَاعُوهُ بِثَمَنٍ خَسِيسٍ، وَالَّذِي صَارَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حِينَ بِيعَ فِيهِمْ، لَا يَعْلَمُونَ مَا اللَّهُ بِيُوسُفَ صَانِعٌ وَإِلَيْهِ يُوسُفُ مِنْ أَمْرِهِ صَائِرٌ
(13/66)
 
 
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22] يَقُولَ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَمَّا بَلَغَ يُوسُفُ أَشَدَّهُ، يَقُولُ: لَمَّا بَلَغَ مُنْتَهَى شِدَّتِهِ، وَقُوَّتِهِ فِي شَبَابِهِ وَحَدِّهِ. وَذَلِكَ فِيمَا بَيْنَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً، وَقِيلَ إِلَى أَرْبَعِينَ سَنَةً، يُقَالُ مِنْهُ: مَضَتْ أَشُدُّ الرَّجُلِ: أَيْ شِدَّتِهِ، وَهُوَ جَمْعٌ مِثْلُ الْأَضَرِّ وَالْأَسُرِّ لَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِوَاحِدٍ مِنْ لَفْظِهِ، وَيَجِبُ فِي الْقِيَاسِ أَنْ يَكُونَ وَاحِدُهُ شَدَّ، كَمَا وَاحِدُ الْأَضَرِّ ضَرٌّ، وَوَاحِدُ الْأَسُرُّ سِرٌّ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الكامل]
هَلْ غَيْرَ أَنْ كَثُرَ الْأَشُدُّ وَأَهْلَكَتْ ... حَرْبُ الْمُلُوكِ أَكَاثِرَ الْأَمْوَالِ
وَقَالَ حُمَيْدٌ:
[البحر الرجز]
(13/66)
 
 
وَقَدْ أَتَى لَوْ تُعْتِبُ الْعَوَاذِلُ ... بَعْدَ الْأَشُدِّ أَرْبَعٌ كَوَامِلُ
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِي عَنَى اللَّهُ بِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ مَبْلَغِ الْأَشُدِّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِهِ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/67)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} [يوسف: 22] قَالَ: ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً " حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
(13/67)
 
 
حُدِّثْتُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: " {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} [يوسف: 22] قَالَ: بِضْعًا وَثَلَاثِينَ " وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِهِ عِشْرُونَ سَنَةً [ص:68] ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/67)
 
 
حُدِّثْتُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: " {وَلَمَّا بَلَغَ أَشَدَّهُ} [يوسف: 22] قَالَ: عِشْرِينَ سَنَةً " وَرُوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ وَجْهٍ غَيْرِ مَرَضِي أَنَّهُ قَالَ: مَا بَيْنَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى ثَلَاثِينَ. وَقَدْ بَيَّنْتُ مَعْنَى الْأَشَدِّ. وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ آتَى يُوسُفَ لَمَّا بَلَغَ أَشَدَّهُ حُكْمًا وَعِلْمًا. وَالْأَشُدُّ: هُوَ انْتِهَاءُ قُوَّتِهِ وَشَبَابِهِ. وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ آتَاهُ ذَلِكَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ آتَاهُ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ آتَاهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَا دَلَالَةَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا أَثَرَ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا فِي إِجْمَاعِ الْأُمَّةِ عَلَى أَيِّ ذَلِكَ كَانَ. وَإِذَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَوْجُودًا مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْتُ، فَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى تَثْبُتَ حُجَّةٌ بِصِحَّةِ مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهُ فَيُسَلِّمُ لَهَا حِينَئِذٍ
(13/68)
 
 
وَقَوْلُهُ: {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} [يوسف: 22] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَعْطَيْنَاهُ حِينَئِذٍ الْفَهْمَ وَالْعِلْمَ
(13/68)
 
 
كَمَا: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {حُكْمًا وَعِلْمًا} [يوسف: 22] قَالَ: الْعَقْلَ وَالْعِلْمَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ "
(13/68)
 
 
وَقَوْلُهُ: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الأنعام: 84] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكَمَا جَزَيْتُ يُوسُفَ فَآتَيْتُهُ بِطَاعَتِهِ إِيَّايَ الْحُكْمَ وَالْعِلْمَ، وَمَكَّنْتُهُ فِي الْأَرْضِ، وَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِي إِخْوَتِهِ الَّذِينَ أَرَادُوا قَتَلَهُ، كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَحْسَنَ فِي عَمَلِهِ، فَأَطَاعَنِي فِي أَمْرِي وَانْتَهَى عَمَّا نَهَيْتُهُ عَنْهُ مِنْ مَعَاصِيِّ. وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَخْرَجُ ظَاهِرِهِ عَلَى كُلِّ مُحْسِنٍ، فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهِ مُحَمَّدٌ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يَقُولُ لَهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَمَا فَعَلْتُ هَذَا بِيُوسُفَ مِنْ بَعْدِ مَا لَقِيَ مِنْ إِخْوَتِهِ مَا لَقِيَ وَقَاسَى مِنَ الْبَلَاءِ مَا قَاسَى، فَمَكَّنْتُهُ فِي الْأَرْضِ، وَوَطَّأْتُ لَهُ فِي الْبِلَادِ، فَكَذَلِكَ أَفْعَلُ بِكَ فَأُنْجِيكَ مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِكَ الَّذِينَ يَقْصُدُونَكَ بِالْعَدَاوَةِ، وَأُمَكِّنُ لَكَ فِي الْأَرْضِ وَأُوتِيكَ الْحُكْمَ وَالْعِلْمَ، لِأَنَّ ذَلِكَ جَزَائِي أَهْلَ الْإِحْسَانِ فِي أَمْرِي وَنَهْيِي
(13/69)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22] يَقُولُ: الْمُهْتَدِينَ "
(13/69)
 
 
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَرَاوَدَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ وَهِيَ الَّتِي كَانَ يُوسُفُ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ أَنْ يُوَاقِعَهَا
(13/69)
 
 
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ [ص:70] رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ: امْرَأَةُ الْعَزِيزِ "
(13/69)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، " {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} [يوسف: 23] قَالَ: أَحَبَّتْهُ "
(13/70)
 
 
قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «قَالَتْ تَعَالَهْ»
(13/70)
 
 
وَقَوْلُهُ: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} [يوسف: 23] يَقُولُ: وَغَلَّقَتِ الْمَرْأَةُ أَبْوَابَ الْبُيُوتِ، عَلَيْهَا وَعَلَى يُوسُفَ لَمَّا أَرَادَتْ مِنْهُ وَرَاوَدَتْهُ عَلَيْهِ، بَابًا بَعْدَ بَابٍ
(13/70)
 
 
وَقَوْلُهُ: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ، بِمَعْنَى: هَلُمَّ لَكَ وَادْنُ وَتَقَرَّبْ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
[البحر الكامل]
أَبْلِغْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ... أَخَا الْعِرَاقِ إِذَا أَتَيْتَا
أَنَّ الْعِرَاقَ وَأَهْلَهُ ... عُنُقٌ إِلَيْكَ فَهَيْتَ هَيْتَا
يَعْنِي: تَعَالَ وَاقْرُبْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ تَأَوَّلَهُ مِنْ قَرَأَهُ كَذَلِكَ
(13/70)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، قَالَ: ثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/71)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/71)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] تَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/71)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، " أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] نَصْبًا: أَيْ هَلُمَّ لَكَ "
(13/71)
 
 
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: تَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/71)
 
 
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُهَيْلٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: هَلُمَّ [ص:72] لَكَ. قَالَ: هِيَ بِالْحَوْرَانِيَّةِ "
(13/71)
 
 
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: " {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/72)
 
 
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] يَقُولُ بَعْضُهُمْ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/72)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، " {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ. وَهِيَ بِالْقِبْطِيَّةِ "
(13/72)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: كَلِمَةٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ: أَيْ عَلَيْكَ "
(13/72)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/72)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثَنَا مَحْبُوبٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/72)
 
 
قَالَ: ثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] : أَيْ هَلُمَّ "
(13/72)
 
 
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا الثَّوْرِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي فِي قَوْلِهِ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/73)
 
 
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّهُ قَرَأَ: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] وَقَالَ: تَدَعُوهُ إِلَى نَفْسِهَا "
(13/73)
 
 
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: لُغَةٌ عَرَبِيَّةٌ تَدَعُوهُ بِهَا " حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «لُغَةٌ بِالْعَرَبِيَّةِ تَدَعُوهُ بِهَا إِلَى نَفْسِهَا» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو سَوَاءً حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
(13/73)
 
 
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ، وَقَالَ: تَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ "
(13/74)
 
 
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " كَانَ الْكَسَائِيُّ يَحْكِيهَا، يَعْنِي: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: وَقَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ لِأَهْلِ حَوْرَانَ وَقَعَتْ إِلَى الْحِجَازِ، مَعْنَاهَا: تَعَالَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَأَلْتُ شَيْخًا عَالِمًا مِنْ أَهْلِ حَوْرَانَ، فَذَكَرَ أَنَّهَا لُغَتُهُمْ يَعْرِفُهَا "
(13/74)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: تَعَالَ "
(13/74)
 
 
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: " {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: هَلُمَّ لَكَ إِلَيَّ " وَقَرَأَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ: «وَقَالَتْ هِئْتُ لَكَ» بِكَسْرِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ وَالْهَمْزِ، بِمَعْنَى: تَهَيَّأْتُ لَكَ، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: هِئْتُ لِلْأَمْرِ أَهِيءُ هَيْئَةً. وَمِمَّنْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَجَمَاعَةٌ غَيْرُهُمَا
(13/74)
 
 
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ أَبَانَ الْعَطَّارِ، عَنْ قَتَادَةَ، " أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَرَأَهَا كَذَلِكَ مَكْسُورَةَ الْهَاءِ مَضْمُومَةَ [ص:75] التَّاءِ. قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَعْلَمُهَا إِلَّا مَهْمُوزَةً "
(13/74)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَبَانَ الْعَطَّارِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، «هِئْتُ لَكَ» أَيْ تَهَيَّأْتُ لَكَ " قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ
(13/75)
 
 
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " كَانَ عِكْرِمَةُ يَقُولُ: تَهَيَّأَتُ لَكَ "
(13/75)
 
 
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «هِئْتُ لَكَ» قَالَ عِكْرِمَةُ: تَهَيَّأَتُ لَكَ "
(13/75)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحَجَّاجُ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: " كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَقُولُ: «هِئْتُ لَكَ» : أَيْ تَهَيَّأَتُ لَكَ " وَكَانَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، وَالْكَسَائِيُّ يُنْكِرَانِ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
(13/75)
 
 
حُدِّثْتُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى: " شَهِدْتُ أَبَا عَمْرٍو وَسَأَلَهُ أَبُو أَحْمَدَ، أَوْ أَحْمَدُ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْقُرْآنِ، عَنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: «هِئْتُ لَكَ» بِكَسْرِ الْهَاءِ وَهَمْزِ الْيَاءِ، فَقَالَ: أَبُو عَمْرٍو. يَنْسَى أَيُّ بَاطِلٍ [ص:76] جَعَلَهَا، «فِعِلْتُ» مِنْ «تَهَيَّأْتُ» ، فَهَذَا الْخَنْدَقُ، فَاسْتَعْرِضِ الْعَرَبَ حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى الْيَمَنِ، هَلْ تَعْرِفُ أَحَدًا يَقُولُ هِئْتُ لَكَ؟ "
(13/75)
 
 
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: «لَمْ يَكُنِ الْكَسَائِيُّ يَحْكِي هِئْتُ لَكَ عَنِ الْعَرَبِ» وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: (هِيتَ لَكَ) بِكَسْرِ الْهَاءِ وَتَسْكِينِ الْيَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ. وَقَرَأَهُ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: (هَيْتَ) لَكَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَتَسْكِينِ الْيَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ وَقَرَأَهُ بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ: «هَيْتِ لَكَ» بِفَتْحِ الْهَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ. وَقَدْ أَنْشَدَ بَعْضُ الرُّوَاةِ بَيْتًا لِطَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ فِي «هَيْتُ» بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَذَلِكَ:
[البحر الخفيف]
لَيْسَ قَوْمِي بِالْأَبْعَدِينَ إِذَا مَا ... قَالَ دَاعٍ مِنَ الْعَشِيرَةِ هَيْتُ
وَأَوْلَى الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] بِفَتْحِ الْهَاءِ [ص:77] وَالتَّاءِ، وَتَسْكِينِ الْيَاءِ، لِأَنَّهَا اللُّغَةُ الْمَعْرُوفَةُ فِي الْعَرَبِ دُونَ غَيْرِهَا، وَأَنَّهَا فِيمَا ذُكِرَ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(13/76)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " قَدْ سَمِعْتُ الْقُرَّاءَ، فَسَمِعْتُهُمْ مُتَقَارِبَيْنَ، فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالِاخْتِلَافَ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: هَلُمَّ وَتَعَالَ. ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَهَا: «هِيتَ لَكَ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنِّي أَقْرَؤُهَا كَمَا عَلِمْتُ أَحَبَّ إِلَيَّ "
(13/77)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: " {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: مَا كُنَّا نَقْرَؤُهَا إِلَّا «هِيتَ لَكَ» . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنِّي أَقْرَؤُهَا كَمَا عَلِمْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ "
(13/77)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ: إِنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَهَا: «هِيتَ لَكَ» فَقَالَ: دَعُونِي، فَإِنِّي أَقْرَأُ كَمَا أُقْرِئْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ "
(13/77)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا آدَمُ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] بِنَصْبِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ وَبِلَا هَمْزِ " وَذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَنَّ الْعَرَبَ، لَا تُثَنِّي {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] وَلَا تَجْمَعُ وَلَا تُؤَنِّثُ، وَأَنَّهَا تُصَوِّرْهُ فِي كُلِّ حَالٍ، وَإِنَّمَا يَتَبَيَّنُ الْعَدَدُ بِمَا بَعْدُ، وَكَذَلِكَ التَّأْنِيثُ وَالتَّذْكِيرُ، وَقَالَ: تَقُولُ لِلْوَاحِدِ: هَيْتَ لَكَ، وَلِاثْنَيْنِ: هَيْتَ لَكُمَا، وَلِلْجَمْعِ: هَيْتَ لَكُمْ، وَلِلنِّسَاءِ: هَيْتَ لَكُنَّ
(13/78)
 
 
وَقَوْلُهُ: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ} [يوسف: 23] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَالَ يُوسُفُ إِذْ دَعَتْهُ الْمَرْأَةُ إِلَى نَفْسِهَا، وَقَالَتْ لَهُ هَلُمَّ إِلَيَّ: أَعْتَصِمُ بِاللَّهِ مِنَ الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَأَسْتَجِيرُ بِهِ مِنْهُ
(13/78)
 
 
وَقَوْلُهُ: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23] يَقُولُ: إِنَّ صَاحِبَكِ وَزَوْجَكِ سَيِّدِي
(13/78)
 
 
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، " {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي} [يوسف: 23] قَالَ: سَيِّدِي "
(13/78)
 
 
قَالَ: ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، " {إِنَّهُ رَبِّي} [يوسف: 23] قَالَ: سَيِّدِي " حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي [ص:79] نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ. حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
(13/78)
 
 
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23] قَالَ: سَيِّدِي. يَعْنِي: زَوْجَ الْمَرْأَةِ "
(13/79)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، " {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي} [يوسف: 23] يَعْنِي: إِطْفِيرَ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَيِّدِي "
(13/79)
 
 
وَقَوْلُهُ: {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23] يَقُولُ: أَحْسَنَ مَنْزِلَتِي، وَأَكْرَمَنِي وَائْتَمَنَنِي، فَلَا أَخُونُهُ
(13/79)
 
 
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23] أَمَّنَنِي عَلَى بَيْتِهِ وَأَهْلِهِ "
(13/79)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، " {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23] فَلَا أَخُونُهُ فِي أَهْلِهِ "
(13/79)
 
 
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23] قَالَ: يُرِيدُ يُوسُفُ سَيِّدَهُ زَوْجَ الْمَرْأَةِ "
(13/80)
 
 
وَقَوْلُهُ: {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: 21] يَقُولُ: إِنَّهُ لَا يُدْرِكُ الْبَقَاءَ، وَلَا يَنْجَحُ مَنْ ظَلَمَ فَفَعَلَ مَا لَيْسَ لَهُ فِعْلُهُ، وَهَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ مِنَ الْفُجُورِ ظُلْمٌ وَخِيَانَةٌ لِسَيِّدِي الَّذِي ائْتَمَنَنِي عَلَى مَنْزِلِهِ
(13/80)
 
 
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، " {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: 21] قَالَ: هَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ ظُلْمٌ، وَلَا يُفْلِحُ مَنْ عَمِلَ بِهِ "
(13/80)
 
 
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24] ذُكِرَ أَنَّ امْرَأَةَ الْعَزِيزِ لَمَّا هَمَّتْ بِيُوسُفَ، وَأَرَادَتْ مُرَاوَدَتَهُ، جَعَلَتْ تَذْكُرُ لَهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ، وَتُشَوِّقُهُ إِلَى نَفْسِهَا
(13/80)
 
 
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: قَالَتْ لَهُ: يَا يُوسُفُ مَا أَحْسَنَ شَعْرَكَ قَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَنْتَثِرُ مِنْ جَسَدِي. قَالَتْ: يَا يُوسُفُ مَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ قَالَ: هُوَ لِلْتُرَابِ يَأْكُلُهُ. فَلَمْ تَزَلْ حَتَّى أَطْمَعَتْهُ فَهَمَّتْ [ص:81] بِهِ وَهَمَّ بِهَا. فَدَخَلَا الْبَيْتَ، وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ، وَذَهَبَ لِيَحِلَّ سَرَاوِيلَهُ، فَإِذَا هُوَ بِصُورَةِ يَعْقُوبَ قَائِمًا فِي الْبَيْتِ قَدْ عَضَّ عَلَى إِصْبَعِهِ يَقُولُ: يَا يُوسُفُ تُوَاقِعُهَا فَإِنَّمَا مِثْلُكَ مَا لَمْ تُوَاقِعْهَا مِثْلُ الطَّيْرِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ لَا يُطَاقُ، وَمِثْلُكَ إِذَا وَاقَعْتَهَا مِثْلُهُ إِذَا مَاتَ وَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ؛ وَمَثَلُكَ مَا لَمْ تُوَاقِعْهَا مِثْلُ الثَّوْرِ الصَّعْبِ الَّذِي لَا يُعْمَلُ عَلَيْهِ، وَمَثَلُكَ إِنْ وَاقَعْتَهَا مِثْلُ الثَّوْرِ حِينَ يَمُوتُ فَيَدْخُلُ النَّمْلُ فِي أَصْلِ قَرْنَيْهِ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ. فَرَبَطَ سَرَاوِيلَهُ، وَذَهَبَ لِيَخْرُجَ يَشْتَدُّ، فَأَدْرَكَتْهُ، فَأَخَذَتْ بِمُؤَخِّرِ قَمِيصِهِ مِنْ خَلْفِهِ، فَخَرَقَتْهُ حَتَّى أَخْرَجَتْهُ مِنْهُ، وَسَقَطَ، وَطَرَحَهُ يُوسُفُ، وَاشْتَدَّ نَحْوَ الْبَابِ "
(13/80)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «أَكَبَّتْ عَلَيْهِ يَعْنِي الْمَرْأَةَ تُطَمِّعْهُ مَرَّةً وَتُخِيفُهُ أُخْرَى، وَتَدْعُوهُ إِلَى لَذَّةٍ مِنْ حَاجَةِ الرِّجَالِ فِي جَمَالِهَا وَحُسْنِهَا وَمُلْكِهَا، وَهُوَ شَابٌّ مُسْتَقْبِلٌ يَجِدُ مِنْ شَبَقِ الرِّجَالِ مَا يَجِدُ الرَّجُلُ؛ حَتَّى رَقَّ لَهَا مِمَّا يَرَى مِنْ كُلْفِهَا بِهِ، وَلَمْ يَتَخَوَّفْ مِنْهَا حَتَّى هَمَّ بِهَا وَهَمَّتْ بِهِ، حَتَّى خَلَوَا فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ» وَمَعْنَى الْهَمِّ بِالشَّيْءِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: حَدِيثُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ بِمُوَاقَعَتِهِ، مَا لَمْ يُوَاقِعْ. [ص:82] فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ بِالْمَرْأَةِ وَهَمِّهَا بِهِ، فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ قَالُوا فِي ذَلِكَ مَا أَنَا ذَاكِرُهُ
(13/81)
 
 
وَذَلِكَ مَا: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَسَهْلُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، قَالُوا: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " سُئِلَ عَنْ هَمِّ يُوسُفَ مَا بَلَغَ؟ قَالَ: حَلَّ الْهِمْيَانَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ «لَفْظُ الْحَدِيثِ لِأَبِي كُرَيْبٍ»
(13/82)
 
 
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ، وَحَلَّ الْهِمْيَانَ "
(13/82)
 
 
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَّانَيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ: " مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: حَلَّ الْهِمْيَانَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ "
(13/82)
 
 
حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: «[ص:83] اسْتَلْقَتْ لَهُ، وَجَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا»
(13/82)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: اسْتَلْقَتْ لَهُ، وَحَلَّ ثِيَابَهُ "
(13/83)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] مَا بَلَغَ؟ قَالَ: اسْتَلْقَتْ لَهُ وَجَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، وَحَلَّ ثِيَابَهُ، أَوْ ثِيَابَهَا "
(13/83)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: اسْتَلْقَتْ عَلَى قَفَاهَا، وَقَعَدَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا لِيَنْزِعَ ثِيَابَهُ "
(13/83)
 
 
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: حَلَّ الْهِمْيَانَ " يَعْنِي السَّرَاوِيلَ
(13/83)
 
 
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: حَلَّ السَّرَاوِيلَ حَتَّى التُّبَانِ، [ص:84] وَاسْتَلْقَتْ لَهُ "
(13/83)
 
 
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَّانَيُّ، قَالَ: ثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: حَلَّ سَرَاوِيلَهُ، حَتَّى وَقَعَ عَلَى التُّبَانِ "
(13/84)
 
 
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ "
(13/84)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، قَالَ: ثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ: " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: أَمَّا هَمُّهَا بِهِ، فَاسْتَلْقَتْ لَهُ، وَأَمَّا هَمُّهُ بِهَا: فَإِنَّهُ قَعَدَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا وَنَزَعَ ثِيَابَهُ "
(13/84)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنِي حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ؟ قَالَ: اسْتَلْقَتْ لَهُ، وَجَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا يَنْزِعُ ثِيَابَهُ "
(13/84)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، قَالَا: «حَلَّ السَّرَاوِيلَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ»
(13/85)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: اسْتَلْقَتْ، وَحَلَّ ثِيَابَهُ حَتَّى بَلَغَ التُّبَّانَ "
(13/85)
 
 
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: أَطْلَقَ تِكَّةَ سَرَاوِيلِهِ "
(13/85)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " شَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ هَمِّ يُوسُفَ مَا بَلَغَ؟ قَالَ: حَلَّ الْهِمْيَانَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتنِ " فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ يُوسُفُ بِمِثْلِ هَذَا وَهُوَ لِلَّهِ نَبِيُّ؟ قِيلَ: إِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ مِمَّنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بِخَطِيئَةٍ، فَإِنَّمَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِهَا لِيَكُونَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى وَجَلٍ إِذَا ذَكَرَهَا، فَيَجِدُ فِي طَاعَتِهِ إِشْفَاقًا مِنْهَا، وَلَا يَتَّكِلُ عَلَى سَعَةِ عَفُوِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ. [ص:86] وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ لِيُعَرِّفَهُمْ مَوْضِعَ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ، بِصَفْحِهِ عَنْهُمْ وَتَرْكِهِ عُقُوبَتَهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ ابْتَلَاهُمْ بِذَلِكَ لِيَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً لِأَهْلِ الذُّنُوبِ فِي رَجَاءِ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَتَرْكِ الْإِيَاسِ مِنْ عَفْوِهِ عَنْهُمْ إِذَا تَابُوا. وَأَمَّا آخَرُونَ مِمَّنْ خَالَفَ أَقْوَالَ السَّلَفِ وَتَأَوَّلُوا الْقُرْآنَ بِآرَائِهِمْ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا فِي ذَلِكَ أَقْوَالًا مُخْتَلِفَةً، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: وَلَقَدْ هَمَّتِ الْمَرْأَةُ بِيُوسُفَ، وَهَمَّ بِهَا يُوسُفُ أَنْ يَضْرِبَهَا أَوْ يَنَالَهَا بِمَكْرُوهٍ لِهَمِّهَا بِهِ مَا أَرَادَتُهُ مِنَ الْمَكْرُوهِ، لَوْلَا أَنَّ يُوسُفَ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، وَكَفَّهُ ذَلِكَ عَمَّا هَمَّ بِهِ مِنْ أَذَاهَا، لَا أَنَّهَا ارْتَدَعَتْ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهَا. قَالُوا: وَالشَّاهِدُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُهُ: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} [يوسف: 24] قَالُوا: فَالسُّوءُ: هُوَ مَا كَانَ هَمَّ بِهِ مِنْ أَذَاهَا، وَهُوَ غَيْرُ الْفَحْشَاءِ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: مَعْنَى الْكَلَامِ: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ. فَتَنَاهَى الْخَبَرُ عَنْهَا، ثُمَّ أَبْتُدِئَ الْخَبَرُ عَنْ يُوسُفَ، فَقِيلَ: وَهَمَّ بِهَا يُوسُفُ، لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ. كَأَنَّهُمْ وَجَّهُوا مَعْنَى الْكَلَامِ إِلَى أَنَّ يُوسُفَ لَمْ يَهِمِّ بِهَا، وَأَنَّ اللَّهَ إِنَّمَا أَخْبَرَ أَنَّ يُوسُفَ لَوْلَا رُؤْيَتُهُ بُرْهَانَ رَبِّهِ لَهَمَّ بِهَا، وَلَكِنَّهُ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ فَلَمْ يَهِمَّ بِهَا، كَمَا قِيلَ: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83] وَيُفْسِدُ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ أَنَّ الْعَرَبَ لَا تُقَدِّمُ جَوَابَ «لَوْلَا» قَبْلَهَا، لَا تَقُولُ: لَقَدْ قُمْتُ لَوْلَا زَيْدٌ، وَهِيَ تُرِيدُ: لَوْلَا زَيْدٌ لَقَدْ قُمْتُ، هَذَا مَعَ خِلَافِهِمَا جَمِيعَ أَهْلِ [ص:87] الْعِلْمِ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ عَنْهُمْ يُؤْخَذُ تَأْوِيلُهُ وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ قَدْ هَمَّتِ الْمَرْأَةُ بِيُوسُفَ وَهَمَّ يُوسُفُ بِالْمَرْأَةِ، غَيْرَ أَنَّ هَمِّهَمَا كَانَ تَمْثِيلًا مِنْهُمَا بَيْنَ الْفِعْلِ وَالْتَرْكِ، لَا عَزْمًا وَلَا إِرَادَةً؛ قَالُوا: وَلَا حَرَجَ فِي حَدِيثِ النَّفْسِ، وَلَا فِي ذِكْرِ الْقَلْبِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُمَا عَزْمٌ وَلَا فِعْلٌ. وَأَمَّا الْبُرْهَانُ الَّذِي رَآهُ يُوسُفُ فَتَرَكَ مِنْ أَجْلِهِ مُوَاقَعَةِ الْخَطِيئَةِ، فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ مُخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُودِيَ بِالنَّهْيِ عَنْ مُوَاقَعَةِ الْخَطِيئَةِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/85)
 
 
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: نُودِيَ: يَا يُوسُفُ أَتَزْنِي، فَتَكُونُ كَالطَّيْرِ وَقَعَ رِيشُهُ فَذَهَبَ يَطِيرُ فَلَا رِيشَ لَهُ "
(13/87)
 
 
قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ حَتَّى رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، قَالَ: تِمْثَالٌ صُورَةُ وَجْهِ أَبِيهِ. قَالَ سُفْيَانُ: عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ فَقَالَ: يَا يُوسُفُ تَزْنِي، فَتَكُونُ كَالطَّيْرِ ذَهَبَ [ص:88] رِيشُهُ؟ "
(13/87)
 
 
حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَّانِيُّ، قَالَ: ثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ لَا تَكُنُ كَالطَّائِرِ لَهُ رِيشٌ، فَإِذَا زَنَى ذَهَبَ رِيشُهُ أَوْ قَعَدَ لَا رِيشَ لَهُ قَالَ: فَلَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّهُ رَأَى أَبَاهُ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ "
(13/88)
 
 
حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: نُودِيَ فَلَمْ يَسْمَعْ، فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ تُرِيدُ أَنْ تَزْنِيَ فَتَكُونَ كَالطَّيْرِ نُتِفَ فَلَا رِيشَ لَهُ؟ "
(13/88)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ،. قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنْ يُوسُفَ، لَمَّا جَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيِّ الْمَرْأَةِ فَهُوَ يَحِلُّ هِمْيَانَهُ، نُودِيَ: يَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ لَا تَزْنِ، فَإِنَّ الطَّيْرَ إِذَا زَنَى تَنَاثَرَ رِيشُهُ فَأَعْرَضَ. ثُمَّ [ص:89] نُودِيَ فَأَعْرَضَ. فَتَمَثَّلَ لَهُ يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ، فَقَامَ "
(13/88)
 
 
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ لَا تَكُنْ كَالطَّيْرِ إِذَا زَنَى ذَهَبَ رِيشُهُ وَبَقِيَ لَا رِيشَ لَهُ فَلَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ، فَفَزِعَ "
(13/89)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ لَا تَكُونَنَّ كَالطَّائِرِ لَهُ رِيشٌ، فَإِذَا زَنَى ذَهَبَ رِيشُهُ قَالَ: أَوْ قَعَدَ لَا رِيشَ لَهُ فَلَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ شَيْئًا، حَتَّى رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، فَفَرِقَ فَفَرَّ "
(13/89)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " نُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ أَتَزْنِي فَتَكُونُ كَالطَّيْرِ وَقَعَ رِيشُهُ فَذَهَبَ يَطِيرُ فَلَا رِيشَ لَهُ؟ "
(13/89)
 
 
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " نُودِيَ يُوسُفُ فَقِيلَ: أَنْتَ مَكْتُوبٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ تَعْمَلُ [ص:90] عَمَلَ السُّفَهَاءِ "
(13/89)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: نُودِيَ: «يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ تَزْنِي، فَتَكُونُ كَالطَّيْرِ نُتِفَ فَلَا رِيشَ لَهُ؟» وَقَالَ آخَرُونَ: الْبُرْهَانُ الَّذِي رَأَى يُوسُفُ فَكَفَّ عَنْ مُوَاقَعَةِ الْخَطِيئَةِ مِنْ أَجْلِهِ صُورَةُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَتَوَعَّدُهُ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
(13/90)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: رَأَى صُورَةَ أَوْ تِمْثَالَ وَجْهِ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ "
(13/90)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَنْقَزِيِّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ "
(13/90)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: رَأَى تِمْثَالَ وَجْهِ أَبِيهِ قَائِلًا بِكَفِّهِ هَكَذَا، وَبَسَطَ كَفَّهُ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ "
(13/90)
 
 
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ، فَضَرَبَ صَدْرَهُ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ "
(13/91)
 
 
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ وَاضِعًا أُنْمُلَتَهُ عَلَى فِيهِ يَتَوَعَّدُهُ، فَفَرَّ "
(13/91)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24] قَالَ: حِينَ رَأَى يَعْقُوبُ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ، قَالَ: فَنُزِعَتْ شَهْوَتُهُ الَّتِي كَانَ يَجِدُهَا حَتَّى خَرَجَ يَسْعَى إِلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَتَبِعَتْهُ الْمَرْأَةُ "
(13/91)
 
 
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ السَّدُوسِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «زَعَمُوا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ سَقْفَ الْبَيْتِ انْفَرَجَ، فَرَأَى يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ»
(13/91)
 
 
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: رَأَى تِمْثَالَ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعِهِ يَقُولُ: [ص:92] يُوسُفَ، يُوسُفَ " حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، نَحْوَهُ
(13/91)
 
 
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: " {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: رَأَى تِمْثَالَ وَجْهِ يَعْقُوبَ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ "
(13/92)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «رَأَى صُورَةً فِيهَا وَجْهُ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ. فَكُلُّ وَلَدِ يَعْقُوبَ، وُلِدَ لَهُ اثَنَا عَشَرَ رَجُلًا إِلَّا يُوسُفُ، فَإِنَّهُ نُقِصَ بِتِلْكَ الشَّهْوَةِ، وَلَمْ يُولَدْ لَهُ غَيْرُ أَحَدَ عَشَرَ»
(13/92)
 
 
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ: «أَنَّ الْبُرْهَانَ الَّذِي رَأَى يُوسُفُ يَعْقُوبَ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثَنَا أَيْوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِثْلَهُ
(13/92)
 
 
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {لَوْلَا أَنْ رَأَى [ص:93] بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] قَالَ: مُثِّلَ لَهُ يَعْقُوبُ " حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْ