تنوير المقباس من تفسير ابن عباس 007

عدد الزوار 255 التاريخ 15/08/2020

 
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)
{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} على الله {خَاطِئَةٍ} مُشركَة بِاللَّه
(1/515)
1
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)
{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} قومه وَأهل مَجْلِسه
(1/515)
1
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)
{سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة} يَعْنِي زَبَانِيَة النَّار
(1/515)
1
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
{كَلاَّ} حَقًا يَا مُحَمَّد {لاَ تُطِعْهُ} يَعْنِي أَبَا جهل فِيمَا يَأْمُرك أَن لَا تصلي لِرَبِّك {واسجد} لِرَبِّك {واقترب} إِلَيْهِ بِالسُّجُود
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْقدر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها خمس وكلماتها ثَلَاثُونَ وحروفها مائَة وَأحد وَعِشْرُونَ
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/515)
1
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} يَقُول أنزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ جملَة وَاحِدَة على كتبة مَلَائِكَة سَمَاء الدُّنْيَا {فِي لَيْلَةِ الْقدر} فِي لَيْلَة الحكم وَالْقَضَاء وَيُقَال فِي لَيْلَة مباركة بالمغفرة وَالرَّحْمَة ثمَّ نزل بعد ذَلِك على النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نجوما نجوما
(1/515)
1
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
{وَمَآ أَدْرَاكَ} يَا مُحَمَّد تَعْظِيمًا لَهَا {مَا لَيْلَةُ الْقدر} مَا فضل لَيْلَة الْقدر
(1/515)
1
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
ثمَّ بَين فَضلهَا فَقَالَ {لَيْلَةُ الْقدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} يَقُول الْعَمَل فِيهَا خير من الْعَمَل فِي ألف شهر لَيْسَ فِيهَا لَيْلَة الْقدر
(1/515)
1
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَة وَالروح} جِبْرِيل مَعَهم {فِيهَا} فِي أول لَيْلَة الْقدر {بِإِذْنِ رَبِّهِم} بِأَمْر رَبهم {مِّن كُلِّ أَمْرٍ}
(1/515)
1
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
{سَلاَمٌ} يَقُول يسلمُونَ على أهل الصَّوْم وَالصَّلَاة من أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ اللَّيْلَة وَيُقَال من كل أَمر سَلام يَقُول من كل آفَة سَلامَة تِلْكَ اللَّيْلَة {هِيَ} يَقُول فَضلهَا وبركتها {حَتَّى مَطْلَعِ الْفجْر} يعْنى إِلَى الصُّبْح
(1/515)
1
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْبَيِّنَة وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها تسع وكلماتها خمس وَثَلَاثُونَ وحروفها مائَة وَتِسْعَة وَأَرْبَعُونَ
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/516)
1
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب} يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى {وَالْمُشْرِكين} مُشْركي الْعَرَب {مُنفَكِّينَ} مقيمين على الْجُحُود بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَالْإِسْلَام {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَة} بَيَان مَا فِي كِتَابهمْ فِي كتاب الْيَهُود وَالنَّصَارَى
(1/516)
1
رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)
{رَسُول من الله} يعْنى مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلها وَجه آخر يَقُول لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب قبل مَجِيء مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه وَالْمُشْرِكين بِاللَّه قبل مجىء مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل أبي بكر وَأَصْحَابه منفكين منتهين عَن الْكفْر والشرك حَتَّى تأتيهم الْبَيِّنَة يَعْنِي جَاءَهُم الْبَينَات رَسُول من الله يعْنى مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {يَتْلُو صُحُفاً} يقْرَأ عَلَيْهِم كتبا {مُّطَهَّرَةً} من الشّرك
(1/516)
1
فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)
{فِيهَا} فى كتب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} دين وَطَرِيق مُسْتَقِيمَة عادلة لَا عوج فِيهَا
(1/516)
1
وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)
{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذين أُوتُواْ الْكتاب} مَا اخْتلف الَّذين أعْطوا الْكتاب التَّوْرَاة يَعْنِي كَعْب بن الْأَشْرَف وَأَصْحَابه فى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَالْإِسْلَام {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَة} بَيَان مَا فِي كتبهمْ من صفة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته
(1/516)
1
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)
{ومآ أمروا} فِي جملَة الْكتب {إِلَّا ليعبدوا الله} ليوحدوا الله {مُخْلِصِينَ لَهُ الدّين} بِالتَّوْحِيدِ {حُنَفَآءَ} مُسلمين {وَيُقِيمُواْ الصَّلَاة} يتموا الصَّلَوَات الْخمس بعد التَّوْحِيد {وَيُؤْتُواْ الزَّكَاة} يُعْطوا زَكَاة أَمْوَالهم بعد ذَلِك ثمَّ ذكر التَّوْحِيد أَيْضا فَقَالَ {وَذَلِكَ} يَعْنِي التَّوْحِيد {دِينُ الْقيمَة} دين الْحق الْمُسْتَقيم لَا عوج فِيهِ وَالْهَاء هَهُنَا قافية السُّورَة وَيُقَال ذَلِك يَعْنِي التَّوْحِيد دين الْقيمَة دين الْمَلَائِكَة وَيُقَال دين الحنيفية وَيُقَال مِلَّة إِبْرَاهِيم
(1/516)
1
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)
{إِنَّ الَّذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكتاب} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَالْمُشْرِكين} بِاللَّه يَعْنِي مُشْركي أهل مَكَّة {فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ} مقيمين فِي النَّار لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا {أُولَئِكَ} أهل هَذِه الصّفة {هُمْ شَرُّ الْبَريَّة} شَرّ الخليقة
(1/516)
1
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
{إِن الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن مثل عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه وَأبي بكر وَأَصْحَابه {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات} الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم {أُولَئِكَ} أهل هَذِه الصّفة {هُمْ خَيْرُ الْبَريَّة} خير الخليقة
(1/516)
1
جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)
{جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} ثوابهم عِنْد رَبهم {جَنَّاتُ عَدْنٍ} مَقْصُورَة الرَّحْمَن مَعْدن النَّبِيين والمقربين {تَجْرِى من تحتهَا} من تَحت شَجَرهَا ومساكنها وغرفها {الْأَنْهَار} أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن {خَالِدِينَ فِيهَا} مقيمين فِي الْجنَّة لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا {أبدا رَضِي الله عَنْهُم} بإيمَانهمْ وبأعمالهم {وَرَضُواْ عَنْهُ} بالثواب والكرامة {ذَلِك} الْجنان والرضوان {لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} لمن وحد ربه مثل أبي بكر الصّديق وَأَصْحَابه وَعبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الزلزلة وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها تسع وكلماتها خمس وَثَلَاثُونَ كلمة وحروفها مائَة حرف
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/516)
1
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْض زِلْزَالَهَا} يَقُول تزلزلت الأَرْض زَلْزَلَة واضطربت الأَرْض اضطرابة فانكسر مَا عَلَيْهَا من الشّجر وَالْجِبَال والبنيان
(1/516)
1
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)
{وَأَخْرَجَتِ الأَرْض أَثْقَالَهَا} أموالها وكنوزها
(1/516)
1
وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3)
{وَقَالَ الْإِنْسَان} يَعْنِي الْكَافِر {مَا لَهَا} تَعَجبا مِنْهَا مِمَّا يرى من الهول
(1/516)
1
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)
{يَوْمَئِذٍ} يَوْم تزلزلت الأَرْض {تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} تخبر الأَرْض بِمَا عمل عَلَيْهَا من الْخَيْر وَالشَّر
(1/516)
1
بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)
{بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا} أذن لَهَا فِي الْكَلَام
(1/516)
1
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)
{يَوْمَئِذٍ} يَوْم تَتَكَلَّم الأَرْض {يَصْدُرُ} يرجع {النَّاس أَشْتَاتاً} فرقا فرقا فريق إِلَى الْجنَّة وهم الْمُؤْمِنُونَ وفريق إِلَى النَّار وهم الْكَافِرُونَ {لِّيُرَوْاْ} لكَي يرَوا {أَعْمَالَهُمْ} مَا عمِلُوا عَلَيْهَا من الْخَيْر وَالشَّر
(1/517)
1
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)
ثمَّ نزل فِي قوم كَانُوا يرَوْنَ أَنهم لَا يؤجرون على قَلِيل من الْخَيْر وَلَا يأثمون على قَلِيل من الشَّرّ فحثهم على الْقَلِيل من الْخَيْر وحذرهم على الْقَلِيل من الشَّرّ فَقَالَ {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} وزن نملة صَغِيرَة أَصْغَر مَا يكون من النَّمْل {خَيْراً يَرَهُ} فِي كِتَابه فيسره وَيُقَال الْمُؤمن يرى عمله فِي الْآخِرَة وَالْكَافِر يرى عمله فى الدُّنْيَا
(1/517)
1
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)
{وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} وزن نملة صَغِيرَة {شَرّاً يَرَهُ} يجده فِي كِتَابه فيسوء وَيُقَال يرى الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا وَالْكَافِر فِي الْآخِرَة
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا العاديات وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها إِحْدَى عشرَة وكلماتها أَرْبَعُونَ وحروفها مائَة وَثَلَاثَة وَسِتُّونَ
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/517)
1
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {وَالْعَادِيات ضَبْحًا} وَذَلِكَ أَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة إِلَى بني كنَانَة فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ خبرهم فَاغْتَمَّ بذلك النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبر الله نبيه عَن ذَلِك على وَجه الْقسم فَقَالَ العاديات ضَبْحًا يَقُول أقسم الله بخيول الْغُزَاة ضبحت أنفاسهن من الْعَدو
(1/517)
1
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)
{فالموريات قَدْحاً} يورين النَّار بحوافرهن قدحاً كالقادح لَا ينْتَفع بنارها كَمَا لَا ينْتَفع بِنَار أبي حباحب وَكَانَ أَبُو حباحب رجلا من الْعَرَب أبخل النَّاس مِمَّن يكون فِي العساكر لَا يُوقد نَارا أبدا للخبز وَلَا لغيره حَتَّى ينَام كل ذِي عين ثمَّ يوقدها فَإِذا أيقظ أحد أطفأها لكَي لَا ينْتَفع بهَا
(1/517)
1
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)
{فالمغيرات صُبْحاً} فأغرن عِنْد الصَّباح
(1/517)
1
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)
{فأثرن بِهِ} هيجن بحوافرهن وَيُقَال بعدوهن {نفعا} غبارا تُرَابا
(1/517)
1
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)
{فَوَسَطْنَ بِهِ} بعدوهن {جَمْعاً} جمع الْعَدو وَلها وَجه آخر وَالْعَادِيات يَقُول أقسم الله بخيول الْحجَّاج وإبلهم وَإِذا رجعن من عَرَفَة إِلَى مُزْدَلِفَة ضَبْحًا ضبحت أنفاسهن فالموريات قدحاً يورين النَّار بِالْمُزْدَلِفَةِ فهن الموريات وَيُقَال فالموريات قدحاً فالمنجيات عملا وَهُوَ الْحَج فالمغيرات صبحاً إِذا رجعن من الْمزْدَلِفَة إِلَى منى غدْوَة فهن الْمُغيرَات فأثرن بِهِ بِالْمَكَانِ نقعا تُرَابا فوسطن بِهِ بعدوهن جمعا أقسم الله بهؤلاء الْأَشْيَاء
(1/517)
1
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)
{إِنَّ الْإِنْسَان} يَعْنِي الْكَافِر وَهُوَ قرط بن عبد الله بن عَمْرو وَيُقَال أَبُو حباحب {لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} يَقُول بِنِعْمَة ربه لكفور بِلِسَان كِنْدَة وَيُقَال بربه عَاص بِلِسَان حَضرمَوْت وَيُقَال بخيل بِلِسَان بني مَالك بن كنَانَة وَيُقَال الكنود الَّذِي يمْنَع رفده ويجيع عَبده وَيَأْكُل وَحده وَلَا يُعْطي النائية فِي قومه
(1/517)
1
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)
{وَإِنَّهُ على ذَلِك لَشَهِيدٌ} وَالله على صنعه لحافظ
(1/517)
1
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)
{وَإِنَّهُ} يَعْنِي قرطاً {لِحُبِّ الْخَيْر لَشَدِيدٌ} يَقُول يحب المَال الْكثير حبا شَدِيدا
(1/517)
1
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)
{أَفَلاَ يَعْلَمُ} قرط وَيُقَال أَبُو حباحب {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُور} أخرج مَا فِي الْقُبُور من الْأَمْوَات
(1/517)
1
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)
{وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور} بَين مَا فِي الْقُلُوب من الْخَيْر وَالشَّر وَالْبخل والسخاوة
(1/517)
1
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
{إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ} وبأعمالهم {يَوْمَئِذٍ} يَوْم الْقِيَامَة {لخبير} لعالم
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا القارعة وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَمَان وكلماتها سِتّ وَثَلَاثُونَ كلمة وحروفها مائَة وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/517)
1
الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {القارعة مَا القارعة} يَقُول السَّاعَة مَا السَّاعَة يُعجبهُ بذلك وَإِنَّمَا سميت القارعة لِأَنَّهَا تقرع الْقُلُوب
(1/517)
1
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)
{وَمَآ أَدْرَاكَ}
(1/517)
1
يَا مُحَمَّد {مَا القارعة} تَعْظِيمًا لَهَا
(1/518)
1
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)
ثمَّ بنيها فَقَالَ {يَوْمَ يَكُونُ النَّاس} يجول النَّاس بَعضهم فِي بعض {كالفراش المبثوث} الْمَبْسُوط يجول بعضه فِي بعض والفراش هُوَ شَيْء يطير بَين السَّمَاء وَالْأَرْض مثل الْجَرَاد
(1/518)
1
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)
{وَتَكُونُ} تصير {الْجبَال كالعهن المنفوش} كالصوف المندوف الملون
(1/518)
1
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)
{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} حَسَنَاته فِي مِيزَانه وَهُوَ الْمُؤمن
(1/518)
1
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)
{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} فِي جنَّة مرضية قد رضيها لنَفسِهِ
(1/518)
1
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} وَهُوَ الْكَافِر
(1/518)
1
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)
{فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} جعل أمه مَأْوَاه ومصيره الهاوية وَيُقَال يهوي فِي النَّار على هامته
(1/518)
1
وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)
{وَمَآ أَدْرَاكَ} يَا مُحَمَّد {مَا هِيَهْ} تَعْظِيمًا لَهَا
(1/518)
1
نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
ثمَّ بَينهَا فَقَالَ {نَارٌ حَامِيَةٌ} حارة قد انْتهى حرهَا
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا التكاثر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَمَان وكلماتها ثَمَان وَعِشْرُونَ وحروفها مائَة وَعِشْرُونَ
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/518)
1
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {أَلْهَاكُمُ التكاثر} يَقُول شغلكم التفاخر بالحسب وَالنّسب
(1/518)
1
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)
{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِر} وَذَلِكَ أَن بني سهم وَبني عبد منَاف تفاخروا أَيهمْ أَكثر عددا فكثرتهم بَنو عبد منَاف فَقَالَت بَنو سهم أهلكنا الْبَغي فِي الْجَاهِلِيَّة فعدوا أحياءنا وأحياءكم وأمواتنا وأمواتكم فَفَعَلُوا فكثرهم بَنو سهم فَنزلت فيهم أَلْهَاكُم التكاثر وشغلكم التفاخر فِي الْحسب وَالنّسب حَتَّى زرتم الْمَقَابِر حَتَّى ذكرْتُمْ الْأَمْوَات فِي الْعدَد وَيُقَال شغلكم التكاثر بِالْمَالِ وَالْولد حَتَّى تَمُوتُوا وتدفنوا فِي الْقُبُور
(1/518)
1
كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3)
{كَلاَّ} وَهُوَ رد عَلَيْهِم ووعيد لَهُم {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} مَاذَا يفعل بكم فِي الْقُبُور
(1/518)
1
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)
{ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} مَاذَا يفعل بكم عِنْد الْمَوْت
(1/518)
1
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)
{كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ} مَاذَا يفعل بكم يَوْم الْقِيَامَة {عِلْمَ الْيَقِين} علما يَقِينا مَا تفاخرتم فى الدُّنْيَا
(1/518)
1
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)
{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم} يَوْم الْقِيَامَة
(1/518)
1
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِين} عينا يَقِينا لَسْتُم عَنْهَا بغائبين يَوْم الْقِيَامَة
(1/518)
1
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
{ثمَّ لتسألن يَوْمَئِذٍ} يَوْم الْقِيَامَة {عَنِ النَّعيم} عَن شكر النَّعيم مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تشربون وَمَا تلبسُونَ وَغير ذَلِك
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْعَصْر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَلَاث وكلماتها أَربع عشرَة وحروفها ثَمَانِيَة وَسِتُّونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/518)
1
وَالْعَصْرِ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {وَالْعصر} أقسم الله بنواجذ الدَّهْر يَعْنِي شدائده وَيُقَال بِصَلَاة الْعَصْر
(1/518)
1
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
{إِنَّ الْإِنْسَان} يَعْنِي الْكَافِر {لَفِى خُسْرٍ} لفي غبن وَفِي عُقُوبَة عَن ذهَاب أَهله ومنزله فِي الْجنَّة وَيُقَال فِي نُقْصَان عمله بعد الْهَرم وَالْمَوْت
(1/518)
1
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
{إِلَّا الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات} الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم {وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ} تحاثوا بِالتَّوْحِيدِ وَيُقَال بِالْقُرْآنِ {وَتَوَاصَوْاْ بِالصبرِ} تحاثوا بِالصبرِ على أَدَاء فَرَائض الله وَاجْتنَاب مَعَاصيه وَالصَّبْر على المرازي والمصيبات فانهم لَيْسُوا كَذَلِك
(1/518)
1
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْهمزَة وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها تسع وكلماتها أَربع وَثَمَانُونَ وحروفها مائَة وَأحد وَسِتُّونَ
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/519)
1
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {ويْلٌ} شدَّة عَذَاب وَيُقَال ويل وَاد فِي جَهَنَّم من قيح وَدم وَيُقَال جب فِي النَّار {لِّكُلِّ هُمَزَةٍ} مغتاب للنَّاس من خَلفهم {لُّمَزَةٍ} طعان لعان فحاش فِي وُجُوههم نزلت هَذِه الْآيَة فى الأخاص بن شريق وَيُقَال فِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المخزومى وَكَانَ يغتاب النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خَلفه ويطعن فِي وَجهه
(1/519)
1
الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2)
{الذى جَمَعَ مَالاً} فِي الدُّنْيَا {وَعَدَّدَهُ} عدد مَاله وَيُقَال عدد جماله
(1/519)
1
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)
{يَحْسَبُ} يظنّ الْكَافِر {أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} يخلده فى الدُّنْيَا
(1/519)
1
كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)
{كَلاَّ} وَهُوَ رد عَلَيْهِ لَا يخلده {لَيُنبَذَنَّ} ليطرحن {فِي الحطمة}
(1/519)
1
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)
{وَمَآ أَدْرَاكَ} يَا مُحَمَّد {مَا الحطمة} تَعْظِيمًا لَهَا ثمَّ بَينهَا لَهُ فَقَالَ
(1/519)
1
نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)
{نَارُ الله الموقدة} المستعرة على الْكفَّار
(1/519)
1
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)
{الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة} تَأْكُل كل شَيْء حَتَّى تبلغ إِلَى الْقلب
(1/519)
1
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)
{إِنَّهَا} يَعْنِي النَّار {عَلَيْهِم} على الْكفَّار {مُّؤْصَدَةٌ} مطبقة
(1/519)
1
فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
{فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ} يَقُول طباقها ممدودة إِلَى الْعمد وَيُقَال قعرها بعيد
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْفِيل وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها خمس وكلماتها ثَلَاث وَعِشْرُونَ وحروفها سِتَّة وَسَبْعُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/519)
1
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {أَلَمْ تَرَ} يَعْنِي ألم تخبر فِي الْقُرْآن يَا مُحَمَّد {كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} كَيفَ عذب رَبك وَأهْلك رَبك {بِأَصْحَابِ الْفِيل} قوم النَّجَاشِيّ الَّذين أَرَادوا خراب بَيت الله
(1/519)
1
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)
{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ} صنيعهم {فِي تَضْلِيلٍ} فِي أباطيل وتخسير
(1/519)
1
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3)
{وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ} سلط عَلَيْهِم {طَيْراً أَبَابِيلَ} متتابعة
(1/519)
1
تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4)
{تَرْمِيهِم} ترمي عَلَيْهِم {بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ} من سبخ وَحل مطبوخ مثل الْآجر وَيُقَال سجيل من سَمَاء الدُّنْيَا
(1/519)
1
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} كورق الزَّرْع المدود إِذا أكله الدُّود
(1/519)
1
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا قُرَيْش وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها أَربع وكلماتها سبع عشرَة وحروفها ثَلَاثَة وَسَبْعُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/520)
1
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ} يَقُول مر قُريْشًا ليألفوا على التَّوْحِيد وَيُقَال اذكر نعمتي على قُرَيْش ليألفوا على التَّوْحِيد
(1/520)
1
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)
{إِيلاَفِهِمْ} كإيلافهم {رِحْلَةَ الشتآء والصيف} على رحْلَة الشتَاء إِلَى الْيمن والصيف إِلَى الشَّام وَيُقَال لَا يشق التَّوْحِيد على قُرَيْش كَمَا لَا يشق عَلَيْهِم رحْلَة الشتَاء والصيف
(1/520)
1
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3)
{فَلْيَعْبُدُواْ} فليوحد قُرَيْش {رَبَّ هَذَا الْبَيْت} رب هَذِه الْكَعْبَة
(1/520)
1
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
{الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ} أشبعهم من جوع سبع سِنِين وَيُقَال دفع عَنْهُم مُؤنَة الْجُوع وَمؤنَة الرحلتين الشتَاء والصيف وَكَانُوا يرتحلون فِي كل سنة رحلتين رحْلَة إِلَى الْيمن بالشتاء ورحلة إِلَى الشَّام بالصيف فَدفع عَنْهُم مُؤنَة ذَلِك {وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} من خوف الْعَدو بِأَن يدْخل عَلَيْهِم وَيُقَال من خوف النَّجَاشِيّ وَأَصْحَابه الَّذين أَرَادوا خراب الْبَيْت وَهَذِه معطوفة على السُّورَة الأولى
ومن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الماعون وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سبع وكلماتها خمس وَعِشْرُونَ وحروفها مائَة وَأحد عشر حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/520)
1
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدينِ} وَيُقَال يكذب بِحِسَاب يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ عَاص بن وَائِل السَّهْمِي
(1/520)
1
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)
{فَذَلِك الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيم} يَقُول يدْفع الْيَتِيم عَن حَقه وَيُقَال يمْنَع حَقه
(1/520)
1
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
{وَلاَ يَحُضُّ} لَا يحث وَلَا يحافظ {على طَعَامِ الْمِسْكِين} على صَدَقَة الْمَسَاكِين
(1/520)
1
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)
{فَوَيْلٌ} شدَّة عَذَاب فِي النَّار {لِّلْمُصَلِّينَ} لِلْمُنَافِقين ثمَّ بَينهم فَقَالَ
(1/520)
1
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)
{الَّذين هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} لاهون تاركون لَهَا
(1/520)
1
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)
{الَّذين هم يراؤون} بصلاتهم إِذا رَأَوْا النَّاس صلوا وَإِذا لم يرَوا لم يصلوا
(1/520)
1
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
{وَيَمْنَعُونَ الماعون} الْمَعْرُوف وَيُقَال الزَّكَاة وَيُقَال العواري بَين النَّاس مثل الْقدر والأواني مِمَّا ينْتَفع بِهِ النَّاس وَغير ذَلِك
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْكَوْثَر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَلَاث وكلماتها عشر وحروفها اثْنَان وَأَرْبَعُونَ
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/520)
1
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر} يَقُول أعطيناك يَا مُحَمَّد الْخَيْر الْكثير وَالْقُرْآن مِنْهُ وَيُقَال الْكَوْثَر نهر فى الْجنَّة أعطَاهُ الله مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(1/520)
1
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ} شكرا لذَلِك {وانحر} اسْتقْبل بنحرك إِلَى الْقبْلَة وَيُقَال ضع يَمِينك على شمالك فِي الصَّلَاة وَيُقَال استوف الرُّكُوع وَالسُّجُود حَتَّى يَبْدُو نحرك وَيُقَال فصل لِرَبِّك صَلَاة يَوْم النَّحْر وانحر الْبدن
(1/520)
1
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
{إِنَّ شَانِئَكَ} يَقُول مبغضك {هُوَ الأبتر} أَبتر عَن أَهله وَولده وَمَاله وَعَن كل خير لَا يذكر بعد مَوته بِخَير وَهُوَ الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي وَأَنت تذكر بِكُل خير كلما أذكر وَذَلِكَ أَنهم قَالُوا إِن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الأبتر بعد مَا مَاتَ ابْنه عبد الله
(1/520)
1
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْكَافِرُونَ وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سِتّ وكلماتها سِتّ وَعِشْرُونَ وحروفها أَرْبَعَة وَسَبْعُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/521)
1
قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} وَذَلِكَ أَن الْمُسْتَهْزِئِينَ هم الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي والوليد بن الْمُغيرَة وأصحابهما قَالُوا استسلم لِآلِهَتِنَا يَا مُحَمَّد حَتَّى نعْبد إلهك الَّذِي تعبد فَقَالَ الله قل يَا مُحَمَّد لهَؤُلَاء الْمُسْتَهْزِئِينَ يأيها الْكَافِرُونَ المستهزءون بِاللَّه وَالْقُرْآن
(1/521)
1
لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)
{لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} من دون الله من الْأَوْثَان
(1/521)
1
وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)
{وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ} تَعْبدُونَ {مَآ أَعْبُدُ} وَهَذَانِ فى الْمُسْتَقْبل
(1/521)
1
وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4)
{وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} من دون الله
(1/521)
1
وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)
{وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} وَهَذَانِ فِي الماضى وَيُقَال لَا أعبد لَا أوحد مَا تَعْبدُونَ مَا توحدون من دون الله وَلَا أَنْتُم عَابِدُونَ موحدون مَا أعبد مَا أوحد وَلَا أَنا عَابِد موحد مَا عَبدْتُمْ مَا وحدتم من دون الله وَلَا أَنْتُم عَابِدُونَ موحدون مَا أعبد مَا أوحد
(1/521)
1
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
{لَكُمْ دِينُكُمْ} عَلَيْكُم دينكُمْ الْكفْر والشرك بِاللَّه {وَلِيَ دِينِ} الْإِسْلَام وَالْإِيمَان بِاللَّه ثمَّ نسختها آيَة الْقِتَال وَقَاتلهمْ بعد ذَلِك
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا النَّصْر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَلَاث وكلماتها ثَلَاث وَعِشْرُونَ وحروفها سَبْعَة وَسَبْعُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/521)
1
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله} يَقُول إِذا جَاءَ نصر الله على أعدائه قُرَيْش وَغَيرهم {وَالْفَتْح} فتح مَكَّة
(1/521)
1
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)
{وَرَأَيْتَ النَّاس} أهل الْيمن وَغَيرهم {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله} الْإِسْلَام {أَفْوَاجاً} جماعات الْقَبِيلَة بأسرها فَاعْلَم أَنَّك ميت
(1/521)
1
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} فصل بِأَمْر رَبك شكرا لذَلِك {وَاسْتَغْفرهُ} من الذُّنُوب {إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا} متجاوزا رحِيما فنعى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى هَذِه السُّورَة بِالْمَوْتِ
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا أَبُو لَهب وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها خمس وكلماتها ثَلَاث وَعِشْرُونَ وحروفها سَبْعَة وَسَبْعُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/521)
1
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ} وَذَلِكَ أَنه لما قَالَ الله لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين فَقَالَ لَهُم بعد مَا دعاهم قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ لَهُ عَمه أَخُو أَبِيه من أمه واسْمه عبد الْعُزَّى كنيته أَبُو لَهب تَبًّا لَك يَا مُحَمَّد أَلِهَذَا دَعوتنَا فَأنْزل الله فِيهِ تبت يدا أبي لَهب يَقُول خسرت يدا أبي لَهب من كل خير {وَتَبَّ} خسر نَفسه عَن التَّوْحِيد
(1/521)
1
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
{مَآ أغْنى عَنْهُ} فِي الْآخِرَة {مَالُهُ} كَثْرَة مَاله فِي الدُّنْيَا {وَمَا كَسَبَ} يَعْنِي كَثْرَة الْأَوْلَاد
(1/521)
1
سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)
{سيصلى} سيدخل فِي الْآخِرَة {نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ} تشعل تغيظ
(1/521)
1
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
{وَامْرَأَته} مَعَه أم جميلَة بنت حَرْب بن أُميَّة {حَمَّالَةَ الْحَطب} نقالة النميمة كَانَت تمشي بالنميمة بَين الْمُسلمين والكافرين وَيُقَال كَانَت تَأتي بالشوك فتطرحه فى طَرِيق النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَسْجِد وَطَرِيق الْمُسلمين
(1/521)
1
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
{فِي جِيدِهَا} فِي عُنُقهَا فِي النَّار {حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} سلسلة من حَدِيد وَيُقَال فِي عُنُقهَا رسن من لِيف الَّذِي اختنقت بِهِ وَمَاتَتْ
(1/521)
1
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْإِخْلَاص وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها أَربع وكلماتها خمس عشرَة كلمة وحروفها سَبْعَة وَأَرْبَعُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/522)
1
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} وَذَلِكَ أَن قُريْشًا قَالُوا يَا مُحَمَّد صف لنا رَبك من أَي شَيْء هُوَ من ذهب أم من فضَّة فَأنْزل الله فِي بَيَان صفته ونعته فَقَالَ قل يَا مُحَمَّد لقريش هُوَ الله أحد لَا شريك لَهُ وَلَا ولد لَهُ
(1/522)
1
اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
{الله الصَّمد} السَّيِّد الَّذِي قد انْتهى سؤدده وَاحْتَاجَ إِلَيْهِ الْخَلَائق وَيُقَال الصَّمد الَّذِي لَا يَأْكُل وَلَا يشرب وَيُقَال الصَّمد الَّذِي لَيْسَ بأجوف وَيُقَال الصَّمد الصافي بِلَا عيب وَيُقَال الصَّمد الدَّائِم وَيُقَال الصَّمد الْبَاقِي وَيُقَال الصَّمد الْكَافِي وَيُقَال الصَّمد الَّذِي لَيْسَ لَهُ مدْخل وَلَا مخرج وَيُقَال الصَّمد الَّذِي
(1/522)
1
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} يَقُول لم يَرث وَلم يُورث وَيُقَال لم يلد لَيْسَ لَهُ ولد فيرث ملكه وَلم يُولد وَلَيْسَ لَهُ وَالِد فورث عَنهُ الْملك
(1/522)
1
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
{وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} يَقُول لم يكن لَهُ كفوا أحد لَيْسَ لَهُ صد وَلَا ند وَلَا شبه وَلَا عدل وَلَا أحد يشاكله وَيُقَال لم يكن لَهُ كفوا أحد فيعاذه فى الْملك وَالسُّلْطَان
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الفلق وهى كلهَا مَكِّيَّة وَقيل مَدَنِيَّة آياتها خمس وكلماتها ثَلَاث وَعِشْرُونَ وحروفها تِسْعَة وَسِتُّونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/522)
1
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق} يَقُول قل يَا مُحَمَّد امْتنع وَيُقَال أستعيذ بِرَبّ الفلق بِرَبّ الْخلق وَيُقَال الفلق هُوَ الصُّبْح وَيُقَال جب فِي النَّار وَيُقَال هُوَ وَاد فِي النَّار
(1/522)
1
مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)
{مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} من شَرّ كل ذِي شَرّ خلق
(1/522)
1
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} من شَرّ اللَّيْل إِذا دخل وَأدبر
(1/522)
1
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
{وَمِن شَرِّ النفاثات} المهيجات الآخذات الساحرات النافخات {فِي العقد}
(1/522)
1
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} لبيد بن الأعصم اليهودى إِذْ حسد النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسحره وَأَخذه عَن عَائِشَة
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا النَّاس وهى كلهَا مَدَنِيَّة آياتها سِتّ وكلماتها عشرُون وحروفها تِسْعَة وَسَبْعُونَ
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
(1/522)
1
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {قُلْ أَعُوذُ} يَقُول قل يَا مُحَمَّد امْتنع وَيُقَال أستعيذ {بِرَبِّ النَّاس} بِسَيِّد الْجِنّ وَالْإِنْس
(1/522)
1
مَلِكِ النَّاسِ (2)
{مَلِكِ النَّاس} مَالك الْجِنّ وَالْإِنْس
(1/522)
1
إِلَهِ النَّاسِ (3)
{إِلَه النَّاس} خَالق الْجِنّ وَالْإِنْس
(1/522)
1
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)
{مِن شَرِّ الوسواس} يَعْنِي الشَّيْطَان {الخناس}
(1/522)
1
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)
{الذى} إِذا ذكر الله خنس نَفسه وسترها وَإِذا لم يذكر {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاس} فِي صُدُور الْخلق
(1/522)
1
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
{مِنَ الْجنَّة وَالنَّاس} يَقُول يوسوس فِي صُدُور الْجِنّ كَمَا يوسوس فِي صُدُور النَّاس نزلت هَاتَانِ السورتان فِي شَأْن لبيد بن الأعصم اليهودى الذى سحر النَّبِي فَقَرَأَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سحره فَفرج الله عَنهُ فَكَأَنَّمَا نشط من عقال
(1/522)
1