لا يَنعقِدُ النَّذرُ بمُجرَّدِ النِّيَّةِ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ: الحنفيَّةِ [196] ((المحيط البرهاني)) لابن مازَةَ (6/87)، ((البحر الرائق)) لابن نُجَيم (2/328)، ((حاشية ابن عابدين)) (2/451). ، والمالكيَّةِ [197] ((مواهب الجليل)) للحَطَّاب (4/491)، ((شرح الزُّرْقاني على مختصر خليل)) (2/397). ويُنظر: ((التهذيب في اختصار المدونة)) لابن البراذِعي (1/311). ، والشَّافعيَّةِ [198] ((المجموع)) للنووي (8/451)، ((روضة الطالبين)) للنووي (3/293). ، والحنابِلةِ [199] ((الفروع)) لابن مفلح (11/66)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/274). .وذلك للآتي:أوَّلًا: لأنَّه الْتِزامٌ، فلمْ يَنعقِدْ بالنِّيَّةِ فقط؛ كالنِّكاحِ والطَّلاقِ [200] ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/274). .ثانيًا: لأنَّه إزالةُ مِلكٍ على وَجهِ القُربةِ، فلمْ يَصِحَّ بدُونِ القَولِ مع القُدرةِ عليه؛ كالوَقفِ والعِتقِ [201] ((كفاية النبيه)) لابن الرِّفْعة (8/292). .ثالثًا: قياسًا على سائرِ العُقودِ [202] ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهَيْتَمي (10/68)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/355). . انظر أيضا: المطلبُ الثَّاني: النَّذرُ بالكتابةِ.

يَصِحُّ النَّذرُ بالكِتابةِ في الجُملةِ، نَصَّ عليه الشَّافِعيَّةُ [203] اشتَرَطَ الشَّافعيَّةُ النِّيَّةَ. ((تحفة المحتاج)) للهَيْتَمي (10/68)، ((نهاية المحتاج)) للرَّمْلي (8/219). ، وهو الظَّاهرُ مِن مَذهَبِ الحَنفيَّةِ [204] ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (6/218). ، والمالِكيَّةِ [205] ((الشرح الكبير)) للدردير (2/146). ويُنظر: ((الإشراف على مسائل الخلاف)) للقاضي عبد الوهاب (2/746)، ((الذخيرة)) للقَرافي (9/274). ، والحَنابِلةِ [206] ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (5/248). ويُنظر: ((المغني)) لابن قُدامة (9/615) و(7/486). .وذلك للآتي: أوَّلًا: لأنَّ الكِتابةَ جُعِلَت مَقامَ العِبارةِ في حَقِّ الغائِبِ؛ للعَجزِ عن النُّطقِ باللِّسانِ [207] ((البناية)) للعَيْني (13/539). ، فالكِتابةُ مِمَّن نأَى، بمَنزِلةِ الِخطابِ مِمَّن دَنَا [208] ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (6/218). .ثانيًا: لأنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بلَّغَ الرِّسالةَ إلى الغُيَّبِ بالكِتابةِ؛ فيكونُ ذلك حُجَّةً عليهم كما إذا بلَّغَهم بالعِبارةِ، والبَلاغُ أَوكَدُ مِن اليَمينِ؛ فيَكونُ انعِقادُ اليَمينِ بالكِتابةِ مِمَّن قام به مانِعٌ مِن بابِ أَولى [209] يُنظر: ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (6/218). .ثالثًا: لأنَّ الكِتابةَ أحَدُ الخِطابَينِ كالكَلامِ، والإنسانُ يُعَبِّرُ عمَّا في نفْسِه بالكِتابةِ، كما يُعَبِّرُ بالعِبارةِ [210] ((العزيز شرح الوجيز)) للرافعي (8/537). ؛ فكلُّ ما يدُلُّ على ما في نفْسِ الإنسانِ مِن غَيرِ النُّطقِ فإنَّه يَقومُ مَقامَ النُّطقِ [211] ((إيضاح المسالك)) للوَنْشَرِيسي (ص: 161). . وقياسًا على سائرِ العُقودِ [212] ((تحفة المحتاج)) للهيتمي (10/68). . انظر أيضا: المطلبُ الأوَّل: إنْعِقَادُ النَّذر بنِيَّةٍ مُجرَّدةٍ.