فَضْلُ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ

المَوضُوعُ: فَضْلُ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ.

الخطبة الأولى:

الحَمْدُ للهِ القَائِلِ: (الرَّحْمَٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)، وَالقَائِلِ: (وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ: "فإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - ﷺ -، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ".

عِبَادَ اللهِ: نَعِيشُ هَذِهِ الدَّقَائِقَ مَعَ فَضْلِ عُبُودِيَّةٍ يَرَى كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهَا أَفْضَلُ العِبَادَاتِ التَّطَوُّعِيَّةِ وَأَجَلُّهَا، أَلَا وَهِيَ العِلْمُ وَتَعَلُّمُهُ وَتَعْلِيمُهُ.

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: (مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حَجَّتُهُ). قَالَ المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِإِسْنَادٍ لَا بَأْسَ بِهِ.

وَمِنَ العِلْمِ مَا هُوَ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَهُوَ العِلْمُ الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ التَّوْحِيدُ وَلَا تَسْلَمُ العَقِيدَةُ وَلَا تَصِحُّ العِبَادَةُ إِلَّا بِهِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (مَا مِنْ رَجُلٍ تَعَلَّمَ كَلِمَةً أَوْ كَلِمَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا مِمَّا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَتَعَلَّمُهُنَّ وَيُعَلِّمُهُنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، لَوْ صَحَّ سَمَاعُ الْحَسَنِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الجُمْلَةِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ عِلْمًا ثُمَّ يُعَلِّمُهُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ). قَالَ المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَلَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِالعِلْمِ أَوَّلًا، وَبَدَأَ بِهِ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ، قَالَ تَعَالَى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ).

وَقَالَ تَعَالَى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ ...) إِلَى قَوْلِهِ: (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ...). الآيَةَ.

وَقَدْ خَصَّ اللهُ أَهْلَ العِلْمِ بِالشَّرَفِ العَظِيمِ، فَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَعْظَمِ وَأَجَلِّ مَشْهُودٍ بِهِ، قَالَ تَعَالَى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ)، فَقَرَنَ اللهُ شَهَادَةَ العُلَمَاءِ بِشَهَادَتِهِ وَشَهَادَةِ مَلَائِكَتِهِ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى تَوْحِيدِهِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَلَقَ الجِنَّ وَالإِنْسَ.

وَقَدْ وَرَدَتِ الآيَاتُ القُرْآنِيَّةُ وَالأَحَادِيثُ النَّبَوِيَّةُ الكَثِيرَةُ الدَّالَّةُ عَلَى فَضْلِ العِلْمِ، وَطَلَبِهِ، وَتَعَلُّمِهِ، وَتَعْلِيمِهِ، وَشَرَفِ أَهْلِهِ، وَهُمُ العُلَمَاءُ، وَالمُعَلِّمُونَ، وَالمُتَعَلِّمُونَ، وَالمُبَلِّغُونَ لَهُ، قَالَ تَعَالَى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)، فَالجَوَابُ لَا يَسْتَوُونَ؛ بَلْ أَهْلُ العِلْمِ أَرْفَعُ دَرَجَاتٍ، وَأَشْرَفُ مَقَامَاتٍ، قَالَ تَعَالَى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ). قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: "يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ عَلَى المُؤْمِنِينَ، الَّذِينَ لَمْ يُؤْتُوا العِلْمَ بِفَضْلِ عِلْمِهِمْ دَرَجَاتٍ، إِذَا عَمِلُوا بِمَا أُمِرُوا بِهِ".

وَقَالَ تَعَالَى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، فَقَدْ أَمَرَ اللهُ أَعْلَمَ أَنْبِيَائِهِ وَأَكْمَلَهُمْ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَزِيدَهُ عِلْمًا عَلَى مَا عَلَّمَهُ.

وَالآيَةُ دَلِيلٌ قَاطِعٌ عَلَى مَكَانَةِ العِلْمِ، إِذْ لَمْ يَأْمُرْهُ رَبُّهُ أَنْ يَسْأَلَهُ المَزِيدَ إِلَّا مِنَ العِلْمِ، وَهُوَ دَلِيلٌ أَيْضًا عَلَى أَنَّ العَالِمَ لَا يَتَوَقَّفُ عَنْ طَلَبِ العِلْمِ، إِذْ لَا حَدَّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ التَّحْصِيلُ العِلْمِيُّ؛ بَلْ طَلَبُ العِلْمِ كَمَا قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ مِنَ المَحْبَرَةِ إِلَى المَقْبَرَةِ. فَالمَنْهُومُ فِي الْعِلْمِ لَا يَشْبَعُ مِنْهُ.

وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: (فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمْ الْوَرَعُ). أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ، وَصَحَّحَ مَتْنَهُ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: عَلَى شَرْطِهِمَا، وَقَالَ المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ، وَالبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

وَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (مَا اكْتَسَبَ مُكْتَسِبٌ مِثْلَ فَضْلِ عِلْمٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى، أَوْ يَرُدُّهُ عَنْ رَدًى). رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ المُنْذِرِيُّ: وَإِسْنَادُهُ مُتَقَارِبٌ.

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -: "العِلْمُ لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ لِمَنْ صَحَّتْ نِيَّتُهُ".

 

وَقَالَ تَعَالَى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ).

قَالَ مُجَاهِدٌ: لَيْسَتْ بِالنُّبُوَّةِ، وَلَكِنَّهُ القُرْآنُ وَالعِلْمُ وَالفِقْهُ.

وَقَالَ تَعَالَى لِزَوْجَاتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)؛ أَيِ: القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، فَهُمَا المَصْدَرَانِ لِلْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ، وَمَعْرِفَةِ الأَحْكَامِ وَالحَلَالِ وَالحَرَامِ.

وَعَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَفِي رِوَايَةٍ: "يُفَهِّمْهُ". وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ عُمَرَ مَرْفُوعًا، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

وَرَوَى ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَيْضًا بِلَفْظِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تَعَلَّمُوا، إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ". قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، إِلَّا أَنَّ فِيهِ مُبْهَمًا اعْتُضِدَ بِمَجِيئِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. وَالْمَعْنَى: لَيْسَ الْعِلْمُ الْمُعْتَبَرُ إِلَّا الْمَأْخُوذَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَوَرَثَتِهِمْ عَلَى سَبِيلِ التَّعَلُّمِ.

قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَمَفْهُومُ الْحَدِيثِ: أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ؛ أَيْ يَتَعَلَّمْ قَوَاعِدَ الْإِسْلَامِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا مِنَ الْفُرُوعِ؛ فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ. وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى حَدِيثَ مُعَاوِيَةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: "وَمَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ لَمْ يُبَالِ اللَّهُ بِهِ"، وَالْمَعْنَى صَحِيحٌ؛ لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أُمُورَ دِينِهِ لَا يَكُونُ فَقِيهًا وَلَا طَالِبَ فِقْهٍ، فَيَصِحُّ أَنْ يُوصَفَ بِأَنَّهُ مَا أُرِيدَ بِهِ الْخَيْرُ، وَفِي ذَلِكَ بَيَانٌ ظَاهِرٌ لِفَضْلِ الْعُلَمَاءِ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ، وَلِفَضْلِ التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ عَلَى سَائِرِ الْعُلُومِ. انتهى.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْحَاكِمُ، وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا.

وَالطَّرِيقُ يَشْمَلُ الطَّرِيقَ الحِسِّيَّ، مِثْلَ الذَّهَابِ إِلَى حَلْقَةِ عِلْمٍ بِمَسْجِدٍ، أَوْ مُتَابَعَةِ دَرْسٍ عَنْ بُعْدٍ عَبْرَ مِنَصَّةٍ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ. وَأَيْضًا الطَّرِيقَ المَعْنَوِيَّ، مِثْلَ مُدَارَسَةِ العِلْمِ وَالبَحْثِ وَالتَّحْقِيقِ.

وَرُوِيَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُمَا قَالَا: "لَبَابٌ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعًا.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "لَأَنْ أَجْلِسَ سَاعَةً فَأَفْقَهُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحْيِي لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ". رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَالْبَيْهَقِيُّ.

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ"، ثُمَّ قَالَ رسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعلِّمِي النَّاسِ الخَيْرَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي المَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِياءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَقَالَ حَمْزَةُ: هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

وَلِشَرَفِ هَذَا الحَدِيثِ وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ جُمَلٍ هِيَ غَايَةٌ فِي فَضْلِ العِلْمِ وَالعُلَمَاءِ قَامَ بِشَرْحِهِ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وَقَدْ أَفْرَدَهُ بِالشَّرْحِ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا أَهْلَ السُّوقِ، مَا أَعْجَزَكُمْ! قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذَاك مِيرَاثُ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقْسَمُ وَأَنْتُمْ هَا هُنَا؟! أَلَا تَذْهَبُونَ فَتَأْخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ، وَكَانَ فِيهِ قَوْمٌ يَتَذَاكَرُونَ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يَحْمِلُ هَذَا العِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ؛ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ؛ وَانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الجَاهِلِينَ). رَوَاهُ الحَاكِمُ وَغَيْرُهُ، وَصَحَّحَهُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى أَنَّ العُلَمَاءَ العَامِلِينَ هُمْ أَعْدَلُ النَّاسِ. قَالَ البَيْهَقِيُّ: وَالْأَخْبَارُ فِي فَضْلِ الْعِلْمِ، وَتَفْضِيلِ أَهْلِهِ كَثِيرَةٌ.

وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَعَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ، قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لِي: "يَا قَبِيصَةُ، مَا جَاءَ بِكَ؟"، قُلْتُ: كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، فَأَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مَا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ. قَالَ: "يَا قَبِيصَةُ، مَا مَرَرْتَ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ وَلَا مَدَرٍ إِلَّا اسْتَغْفَرَ لَكَ". قَالَ المُنْذِرِيُّ وَالهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

فَفَضْلُ العِلْمِ لَيْسَ حَصْرِيًّا عَلَى الشَّبَابِ، فَالمُسِنُّ الَّذِي يَطْلُبُ العِلْمَ يُصِيبُ فَضْلَهُ وَأَجْرَهُ.

وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ؛ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ خَشْيَةٌ، وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ، وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ، وَتَعْلِيمَهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وَبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ؛ لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَمَنَارُ سُبُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَهُوَ الْأُنْسُ فِي الْوَحْشَةِ، وَالصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ، وَالْمُحَدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَالسِّلَاحُ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَالزَّيْنُ عِنْدَ الْأَخِلَّاءِ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَامًا فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً وَأَئِمَّةً، يُقْتَصُّ آثَارُهُمْ، وَيُقْتَدَى بِأَفْعَالِهِمْ، وَيُنْتَهَى إِلَى رَأْيِهِمْ، تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خُلَّتِهِمْ، وَبِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ، يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَحِيتَانُ الْبَحْرِ وَهَوَامُّهُ، وَسِبَاعُ الْبَرِّ وَأَنْعَامُهُ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْجَهْلِ، وَمَصَابِيحُ الْأَبْصَارِ مِنَ الظُّلَمِ، يَبْلُغُ الْعَبْدُ بِالْعِلْمِ مَنَازِلَ الْأَخْيَارِ، وَالَدَّرَجَاتِ الْعُلَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ يَعْدِلُ الصِّيَامَ، وَمُدَارَسَتُهُ تَعْدِلُ الْقِيَامَ، بِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ، وَبِهِ يُعْرَفُ الْحَلَالُ مِنَ الْحَرَامِ، وَهُوَ إِمَامٌ وَالْعَمَلُ تَابِعُهُ، يُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ وَيُحْرَمُهُ الْأَشْقِيَاءُ». قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ- وَقَدْ رَوَاهُ مَرْفُوعًا -: هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ جِدًّا، وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ قَوِيٌّ، وَرُوِّينَاهُ مِنْ طُرُقٍ شَتَّى مَوْقُوفًا.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ، يُهْتَدَى بِهِمْ فِي ظُلُمَاتِ الجَهْلِ وَالشُّكُوكِ وَالشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ.

وَعَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ، لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَالحَسَدُ هُنَا هُوَ الغِبْطَةُ، وَهِيَ أَنْ تَتَمَنَّى مِثْلَ نِعْمَةِ المَغْبُوطِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَمَنَّى زَوَالَهَا عَنْهُ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ). قَالَ المُنْذِرِيُّ: "رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ". وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَأَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ.

 

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يَا أَبَا ذَرٍّ، لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ، وَلَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ، عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ بِهِ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ). قَالَ المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ. وَضَعَّفَ إِسْنَادَهُ البُوصِيرِيُّ، وَأَشَارَ إِلَى شَوَاهِدِهِ.

وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ). رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ.

اللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا، وَعَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَزِدْنَا عِلْمًا، الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ حَالِ أَهْلِ النَّارِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، نَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الأَرْبَعِ.

اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلَا تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمْنَا، وَآثِرْنَا وَلَا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وَأَرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.