ما يقال في الجلسة بين الخطبتين

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَقْعُدُ بَيْنَهُمَا). رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ دُعَاءً أَوْ ذِكْرًا أَوِ اسْتِغْفَارًا.
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ قِعْدَةً لَا يَتَكَلَّمُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ خُطْبَةً أُخْرَى»، فَمَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَخْطُبُ قَاعِدًا فَقَدْ كَذَبَ. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَقَدْ حُسِّنَ.
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: (كَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خُطْبَتَانِ، يَجْلِسُ بَيْنَهُمَا، يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيُذَكِّرُ النَّاسَ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ: "يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيُذَكِّرُ النَّاسَ"؛ أَيْ فِي الخُطْبَتَيْنِ.
وَقَدِ اسْتَحَبَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنْ يَسْتَغِلَّ الْخَطِيبُ وَالْمَأْمُومُ هَذَا الْوَقْتَ فِي الدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ الْفَرْدِيِّ لَا الْجَمَاعِيِّ؛ لِأَنَّهَا سَاعَةُ اسْتِجَابَةٍ، فَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ - يَعْنِي فِي سَاعَةِ الْجُمُعَةِ -: (هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاَةُ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.