افْتِتَاحُ خُطْبَةِ الْجُمُعَة

افْتِتَاحُ خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ.
يُسْتَحَبُّ لِلْخَطِيبِ أَنْ يَفْتَتِحَ خُطْبَةَ الْجُمُعَةِ بِخُطْبَةِ الْحَاجَةِ الْمَشْهُورَةِ، فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ، وَالتَّشَهُّدَ فِي الْحَاجَةِ، قَالَ: التَّشَهُّدُ فِي الصَّلَاةِ: «وَسَاقَ الْحَدِيثَ»، وَالتَّشَهُّدُ فِي الْحَاجَةِ: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، فَمَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، وَيَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ. قَالَ عَبْثَرُ: فَفَسَّرَهُ لَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، وَقَالَ: وَفِي الْبَابِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، «حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ». رَوَاهُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحٌ؛ لِأَنَّ إِسْرَائِيلَ جَمَعَهُمَا، فَقَالَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَلِأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "عَلَّمَنَا خُطْبَةَ الْحَاجَةِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ ... الْحَدِيثَ. وَلِلْحَدِيثِ طُرُقٌ، وَشَوَاهِدُ، وَأَلْفَاظٌ.
وَخَرَّجَ مُسْلِمٌ صَدْرَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قِصَّةِ ضِمَادٍ.
وَلِلشَّيْخِ الْأَلْبَانِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - رِسَالَةٌ فِي خُطْبَةِ الْحَاجَةِ فَرَاجِعْهَا.
قَوْلُهُ: (وَالتَّشَهُّدَ فِي الْحَاجَةِ)، فَسَّرَهَا بَعْضُهُمْ فِي كُلِّ حَاجَةٍ، وَمِنْهَا: الْخُطْبَةُ فِي النِّكَاحِ وَالْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ إِنَّ الْأَوْلَى أَنْ لَا يَلْتَزِمَهَا الْخَطِيبُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. 
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.