الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

المَوْضُوعُ: الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

الخُطْبَةُ الأُولَى:

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، المَبْعُوثُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَالقُدْوَةُ لِلْعَامِلِينَ، وَالحُجَّةُ عَلَى العِبَادِ أجْمَعِينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

عِبَادَ اللهِ، تَأَمَّلُوا قَوْلَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

فَإِذَا كَانَ اللهُ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَكَيْفَ لَا نَحْظَى نَحْنُ بِشَرَفِ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، وَنَفُوزُ بِصَلَاةِ اللهِ وَسَلَامِهِ عَلَيْنَا؟!

فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ جِبْرِيلَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَانِي فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا". قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وَرَوَاهُ الحَاكِمُ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.

وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مَسْرُورٌ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمَلَكَ جَاءَنِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: أَمَا تَرْضَى أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي صَلَاةً إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ تَسْلِيمَةً إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا؟ قُلْتُ: بَلَى أَيْ رَبِّ». رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

 

وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَالحَاكِمُ، وَالذَّهَبِيُّ، وَقَوَّاهُ ابْنُ القَيِّمِ.

وَيُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأنْصَارِيِّ يَرْفَعُهُ، قَالَ: أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ – فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا. رَوَاهُ أَحْمَدُ.

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلَاةً. قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ حِينَ يُصْبِحُ عَشْرًا وَحِينَ يُمْسِي عَشْرًا، أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ». قَالَ الهَيْثَمِيُّ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ، وَإِسْنَادُ أَحَدِهِمَا جَيِّدٌ، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا.

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَوْلَى النَّاسِ بِي يوْمَ الْقِيامةِ أَكْثَرُهُم عَلَيَّ صَلَاةً. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ بِنَا وَجُودِهِ عَلَيْنَا سَهَّلَ أَمْرَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى شَدِّ رحَالٍ؛ فَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ: "أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو، فَنَهَاهُ، وَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَ كُنْتُمْ". رَوَاهُ الضِّيَاءُ فِي المُخْتَارَةِ مِنَ الأَحَادِيثِ الجِيَادِ.

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّ للهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ ابْنُ القَيِّمِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلُّوا عَلَيَّ، فَإنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ - قَالَ النَّوَوِيُّ: بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ - وَحَسَّنَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ.

وَعَنْهُ، أنَّ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ يُسلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ". قَالَ النَّوَوِيُّ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَعَزَاهُ ابْنُ القَيِّمِ لِأَحْمَدَ، وَقَالَ: قَدْ صُحِّحَ إِسْنَادُ هَذَا الحَدِيثِ.

وَالصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُجُورُهَا كَبِيرَةٌ، وَفَوَائِدُهَا كَثِيرَةٌ؛ فَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ - وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ - وَحَسَّنَهُ المُنْذِرِيُّ، وَابْنُ حَجَرٍ.

قَالَ الشَّوْكَانِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "قَوْلُهُ: (إِذَنْ تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ): فِي هَاتَيْنِ الخَصْلَتَيْنِ جِمَاعُ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ فَإِنَّ مَنْ كَفَاهُ اللهُ هَمَّهُ سَلِمَ مِنْ مِحَنِ الدُّنْيَا وَعَوَارِضِهَا؛ لِأَنَّ كُلَّ مِحْنَةٍ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ تَأْثِيرِ الهَمِّ وَإِنْ كَانَتْ يَسِيرَةً. وَمَنْ غَفَرَ اللهُ ذَنْبَهُ سَلِمَ مِنْ مِحَنِ الآخِرَةِ؛ لِأَنَّهُ لَا يُوبِقُ العَبْدَ فِيهَا إِلَّا ذُنُوبُهُ". انْتَهَى.

وَمَعْنَى: "أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي"؛ أَيْ: مَا خَصَّصْتُهُ مِنْ وَقْتٍ لِلدُّعَاءِ لِنَفْسِي أَجْعَلُهُ كُلَّهُ صَلَاةً عَلَيْكَ، وَيُطْلَقُ عَلَى الدُّعَاءِ صَلَاة.

وَقَوْلُهُ: (تُكْفَى هَمَّكَ)؛ أَيْ: إِذَا صَرَفْتَ جَمِيعَ الوَقْتِ الَّذِي اقْتَطَعْتَهُ مِنْ يَوْمِكَ لِلدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ عَلَيَّ؛ كَفَاكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ، فَكَثْرَةُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَسْبَابِ إِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ، وَتَفْرِيجِ الكُرُبَاتِ، وَكَشْفِ المُلِمَّاتِ، وَإِغَاثَةِ اللَّهَفَاتِ.

وَلَا يَعْنِي هَذَا أَنَّ الدَّاعِيَ يَجْعَلُ كُلَّ وَقْتِهِ صَلَاةً عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا يَدْعُو لِنَفْسِهِ وَلَا يَذْكُرُ أَذْكَارَهُ، وَإِنَّمَا يُكْثِرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ مِنَ الدَّعَوَاتِ الصَّالِحَةِ وَالأَذْكَارِ وَالأَوْرَادِ الوَارِدَةِ.

قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).

قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: (أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي) قَالَ: "هَذَا كَانَ لَهُ دُعَاءٌ يَدْعُو بِهِ، فَإِذَا جَعَلَ مَكَانَ دُعَائِهِ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَفَاهُ اللهُ مَا أَهَمَّهُ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ؛ فَإِنَّهُ كُلَّمَا صَلَّى عَلَيْهِ مَرَّةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَهُوَ لَوْ دَعَا لِآحَادِ المُؤْمِنِينَ لَقَالَتِ المَلَائِكَةُ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلِهِ. فَدُعَاؤُهُ لِلنَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْلَى بِذَلِكَ" انْتَهَى.

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَض عَلَيْهِ". رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.

وَمِنْ أَحْسَنِ وَأَكْمَلِ الصِّيَغِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّلَاةُ الإِبْرَاهِيمِيَّةُ، كَحَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْنَا أَحْسَنَ كُتُبِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا أَفْضَلَ رُسُلِهِ، وَجَعَلَ أُمَّتَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، أَمَّا بَعْدُ: فَيَا عِبَادَ اللهِ، أَتَدْرُونَ مَنْ هُوَ البَخِيلُ؟ قَالَ رسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْبخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَم يُصَلِّ علَيَّ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ -، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَ إِسْنَادَهُ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِنَّ جِبْرِيلَ عَرَضَ لِي، فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِيَن). رَوَاهُ الْحَاكِمُ، وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ». رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَقَدْ دَلَّتْ هَذِهِ الأَحَادِيثُ عَلَى وُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ ذِكْرِهِ.

وَمِنْ مَوَاطِنِ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّلَاةُ عَلَيْهِ دَاخِلَ الصَّلَاةِ؛ فَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرفْنَاهُ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا فِي صَلَاتِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: إِذَا أَنْتُمْ صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ... الحَدِيثَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالحَاكِمُ، وَغَيْرُهُمْ.

وَأَمَّا خَارِجَ الصَّلَاةِ؛ فَمِنْهَا: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا جَلَسَ قَومٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ تَعَالَى فِيهِ ولَم يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ - وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ - وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ، قَالَ ابْنُ القَيِّمِ: وَهُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

وَلِابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: (إِلَّا كَانَ عَلَيْهِم حَسْرَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ).  قَالَ ابْنُ القَيِّمِ: وَهَذَا الْإِسْنَادُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

 

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَجِلَ هَذَا"، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لهُ - أوْ لِغَيْرِهِ -: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وَقَالَ النَّوَوِيُّ: رُوِّينَا عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُم لْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ"، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ وَغَيْرُهُمْ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ، وَلَيْسَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: "فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"، وَهُوَ فِي رِوَايَةِ البَاقِينَ.

زَادَ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي رِوَايَتِهِ: "وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَعِذْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"، وَرَوَى هَذِهِ الزِّيَادَةَ ابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ فِي "صَحِيحَيْهِمَا".

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ فِي خَصَائِصِ يَوْمِ الجُمُعَةِ: الْخَاصَّةُ الثَّانِيَةُ: اسْتِحْبَابُ كَثْرَةِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِ وَفِي لَيْلَتِهِ، لِقَوْلِهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ).

وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ فِي كِتَابِهِ: "جَلَاءُ الأَفْهَامِ فِي فَضَائِلِ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى رَسُولِ اللهِ خَيْرِ الأَنَامِ": الْبَابُ الرَّابِعُ: فِي مَوَاطِنِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّتِي يَتَأَكَّدُ طَلَبُهَا؛ إِمَّا وُجُوبًا، وَإِمَّا اسْتِحْبَابًا مُؤَكَّدًا، ثُمَّ سَرَدَ أَرْبَعِينَ مَوْطِنًا تَقْرِيبًا.

ثُمَّ قَالَ: الْبَابُ الْخَامِسُ: فِي الْفَوَائِدِ وَالثَّمَرَاتِ الْحَاصِلَةِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَذَكَرَ أَرْبَعِينَ فَائِدَةً تَقْرِيبًا.

عِبَادَ اللهِ، جَاءَ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا السَّلَامَ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صِلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ.

اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْنَا مَعَهُمْ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْنَا مَعَهُمْ، صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ الْمُؤمِنِينَ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.