الجامع لعلوم الإمام أحمد التفسير وعلوم القرآن

عدد الزوار 255 التاريخ 15/08/2020

 
 
باب معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل وما نزل منه بمكة وما نزل بالمدينة
3155 - أول ما نزل وآخر ما نزل
قال المروذي: قال أحمد: أول شيء نزل من القرآن {اقْرَأْ} وآخر شيء نزل من القرآن المائدة.
"طبقات الحنابلة" 1/ 141، "بدائع الفوائد" 3/ 99
 
3156 - ما جاء فيما نزل بمكة نزل بالمدينة من القرآن
قال المروذي: قال أحمد: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} بالمدينة {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} بمكة نزلت، وقال: أربع سور نزلت بالمدينة: (البقرة) و (آل عمران) و (النساء) و (المائدة) وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} [الحج: 52] أربع آيات آخرها {تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: 55] هذِه نزلت بمكة، والباقي بالمدينة.
"طبقات الحنابلة" 1/ 149
 
قال المروذي: وقال: أربع سور أنزلت بالمدينة: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، قال: بالمدينة، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} قال: بمكة.
(13/403)
1
وقال المروذي: قال أحمد: وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} بالمدينة صحيح، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} بمكة فمنه ما هو بالمدينة ومنه ما هو بمكة، فالبقرة مدنية وفيها {يَاأَيُّهَا النَّاسُ}.
"بدائع الفوائد" 3/ 99
(13/404)
1
باب وجوب تعلم القرآن وحفظه وفضل حمله
3157 - وجوب تعلم القرآن إذا لم يوجد من يقوم به
قال صالح بن زياد السوسي: سألت أبا عبد اللَّه عن الإمام يخاف أن يُمتحن على الإمامة؟ قال: يتركها.
قلت: فالمؤذن يخاف أن يمتحن على الأذان؟ قال: يتركه.
قلت: فالمقرئ يخاف أن يمتحن على القراءة؟ قال: لا يتركها؛ ليس كل الناس يحفظ القرآن.
"طبقات الحنابلة" 1/ 468 - 469
 
3158 - ما جاء في أن أول ما يقرأه ويتعلمه القرآن
قال عبد اللَّه: قال أبي: حدثنا ابن علية قال: إنما كرهوا الكتاب؛ لأن من كان قبلكم اتخذوا الكتب فأعجبوا بها، فكانوا يكرهون أن يشتغلوا بها عن القرآن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2731)
 
قال الخلال: قال أحمد بن بشر بن سعيد الكندي: سألت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل قلت: رجل قرأ القرآن وحفظه، وهو يكتب الحديث، يختلف إلى المسجد، ويقرأ ويُقرئ ويفوته الحديث أن يطلبه، فإن طلب الحديث فاته المسجد، وإن قصد المسجد فاته طلبُ الحديث، فما تأمره؟
قال: بذا وبذا، فأعدت عليه القول مرارًا، كل ذلك يُجيبني جوابًا واحدًا: بذا وبذا.
"الطبقات" 1/ 50 - 51
(13/405)
1
قال الميموني: سألت أحمد: أيما أحب إليك أبدأ ابني بالقرآن أو بالحديث؟ قال: بالقرآن.
قلت: أعلمه كله؟
قال: إلا أن يعسر عليه فتعلمه منه، ثم قال لي: إذا قرأ أولًا تعود القراءة ولزمها.
"طبقات الحنابلة" 2/ 595، "الآداب الشرعية" 2/ 33، "الفروع" 1/ 551، "معونة أولي النهى" 2/ 305
 
3159 - فضل حمل القرآن وتلاوته
قال ابن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه: قلت لأبي عبد اللَّه: ما معني: "لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار" (1)؟
قال: هذا يرجى لمن القرآن في قلبه، ألا تمسّه النار. "في إهاب" يعني: في جلد، يعني: في قلب رجل. وقال في موضع آخر: "في إهاب" في جلد.
"مسائل بن هانئ" (2019)
__________
(1) رواه الإمام أحمد 4/ 151، والدارمي 4/ 2086 (3353)، وأبو يعلى 3/ 284 (1745)، والطبراني 17/ 308 (850) من طريق ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر. . الحديث.
قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 158: رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وفيه خلاف.
وقال الألباني في "الصحيحة" (3562): وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات؛ على ضعف في مشرح بن هاعان ردًا على قول الحافظ فيه: مقبول، وقد قال ابن عدي: صدوق، لا بأس به.
(13/406)
1
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "إنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ عز وجل بشئ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ" (1) يعني القرآن.
وقال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا جرير، عن منصور، عن هلال، عن فروة بن نوفل الأشجعي قال: كنت جارًا لخباب، فخرجت يومًا من المسجد، وهو آخذ بيدي، فقال: يا هنتاه، تقرب إلى اللَّه عز وجل بما استطعت، فإنك لن تقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
"الزهد" ص 46
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: إن اللَّه تبارك وتعالى يقول: أريد عذاب عبادي، فإذا نظرت إلى جلساء القرآن، وعمار المساجد، وولدان الإسلام سكن غضبي يقول: صرفت عذابي.
"الزهد"، رواية عبد اللَّه صـ 122
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن المعلى -رجل من كندة- عن (فلان بن عبد الرحمن بن يزيد) (2) قال: قال عبد اللَّه: إن هذا القرآن شافع مشفع وما حل
__________
(1) رواه الترمذي (2912). وقال البخاري في "خلق أفعال العباد" (404): هذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه. وقال الألباني في "الضعيفة" (1957) وهذا مع إرساله فيه العلاء بن الحارث، وكان قد اختلط، وهذا وقد كنت غفلت عن هذِه العلة فأوردت الحديث في "الصحيحة" (961) وخرجته هناك بنحو مما هنا دون أن أتنبه لها. أهـ بتصرف.
(2) هو محمد بن عبد الرحمن بن يزيد أبو جعفر الكوفي، روى عن: عمه الأسود بن =
(13/407)
1
مصدق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 194
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا هارون، -يعني: ابن عنبرة- عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد اللَّه قال: إن هذِه القلوب أوعية فأشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 201
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثني محمد بن بشر، حدثنا مسعر قال: سمعت معنًا قال: قال عبد اللَّه: إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب اللَّه القرآن.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 203
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا حجاج، أنبأنا جرير، عن سليمان بن شرحبيل، عن أبي أمامة أنه قال: اقرءوا القرآن، ولا يغرنكم المصاحف المعلقة؛ فإن اللَّه عز وجل لا يعذب قلبًا وعاءً للقرآن.
"الزهد" رواية عبد اللَّه 253
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، أنبأنا يونس، أخبرني مولى الأحنف بن قيس قال: كان الأحنف قلما خلا إلا دعا بالمصحف.
"الزهد" رواية عبد اللَّه 286
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا أبو معاوية الغلابي، حدثني رجل من قوم عامر أن عامرًا أتى امرأة من بلعنبر يعزيها على أخ لها كان آخر من بقى
__________
= يزيد وأبيه عبد الرحمن بن يزيد وعلقمة بن قيس. وروى عنه الحكم بن عتيبة ومسلمة ابن كهيل.
انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 25/ 648.
(13/408)
1
من أهلها، فقال لها: تعزي بالقرآن؛ فإنه من لم يتعز بالقرآن تقطعت نفسه على الدنيا.
"الزهد" رواية عبد اللَّه 287
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد اللَّه، حدثنا وهب قال: قيل لرجل ألا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن أذهبت نومي.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 315
 
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص، وأبي البختري أن ابن مسعود، قال: تعلموا القرآن واتلوه؛ فإنكم تؤجرون بكل اسم فيه عشرا، أما إني لا أقول بألف لام ميم عشرا ولكن بالألف عشرا وباللام عشرا وبالميم عشرا.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 377
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثني سيار، حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار، يقول: يا حملة القرآن ما زرع القرآن في قلوبكم، فإن القرآن ربيع المؤمنين كما أن الغيث ربيع الأرض، فقد ينزل الغيث من السماء فيصيب الحش فيه الحبة ولا يمنعه نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن فيه، حيلة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ أين أصحاب سورة؟ أين أصحاب سورتين؟ ما علمتم فيها؟
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 386
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يحيى بن آدم، حدثني عبد الرحمن بن حميد قال: سمعت أبا إسحاق يقول: أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة.
(13/409)
1
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر وبهز قالا: حدثنا شعبة، وحجاج، حدثني شعبة قال: سمعت علقمة بن مرثد يحدث: عن سعيد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان بن عفان، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (1).
قال بهز في حديثه: خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
قال محمد بن جعفر وحجاج في حديثهما: قال أبو عبد الرحمن السلمي: فذلك الذي أقعدني هذا المقعد.
"الزهد" رواية عبد اللَّه 438
 
قال الخلال: كتب إليّ يوسف بن عبد اللَّه الإسكافي: حدثنا الحسن ابن علي بن الحسن أنه سأل أبا عبد اللَّه عن الرجل يشرع له وجه بر فيحمل نفسه على الكراهة، وآخر يشرع له فيسر بذلك، فأيهما أفضل؟
قال: ألم تسمع قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من تعلم القرآن وهو كبير يشق عليه فله أجران" (2).
"تقرير القواعد" 1/ 136
__________
(1) رواه الإمام أحمد 1/ 58، والبخاري (5027).
(2) رواه الإمام أحمد 6/ 48، والبخاري (4937)، ومسلم (798) من حديث عائشة - رضي اللَّه عنها- بنحوه.
(13/410)
1
فصل ما جاء في فضل قراءة سور من القرآن
 
3160 - ما جاء في فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن" (1).
فلم يقم لي على أمر بين.
قال إسحاق: إنما معنى ذلك أن اللَّه عز وجل جعل لكلامه فضلًا على سائر الكلام، ثم فضل بعض كلامه على بعضٍ، فجعل لبعضه ثوابًا أضعاف ما جعل لغيره من كلامه، فـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إنما تعدل بثلث القرآن أي: لتحريض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمته على تعليمه وكثرة قراءته، وليس معناه: أن لو قرأ القرآن من أوله إلى آخره أن قراءة ثلاث مرات: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ذلك. لا، ولو قرأ أكثر من مائتي مرة، وكذلك قراءة سائر السور إذ فضل بعضها على بعض، وجعل ثواب بعضها أكثر من ثواب بعض، ولكن فيما وصف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيان أن كل قراءة قدر هذِه السور التي فضلت وبين ثوابها لا يعدلها شيء من القرآن إذا كان كقدره.
"مسائل الكوسج" (3235)
__________
(1) رواه الإمام أحمد 3/ 23، والبخاري (5013) من حديث أبي سعيد الخدري، ومسلم (811) من حديث أبي الدرداء.
(13/411)
1
باب آداب الناس مع القرآن
3161 - حكم نقش القرآن على الجدر وفي الثياب وغيرها
قال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد بن حنبل: يُكتب في الخاتم ذكر اللَّه عز وجل، أو شيء من القرآن؟
قال: لا يكتب فيه ذكر اللَّه عز وجل.
قال إسحاق: كما قال؛ لما يدخل فيه الخلاء.
"مسائل الكوسج" (3481)
 
قال المروذي: سألت أبا عبد اللَّه عن الستر يكتب عليه القرآن، فكره ذلك، وقال: لا يكتب القرآن على شيء منصوب، لا ستر ولا غيره.
"الورع" (455)
 
3162 - تزيين المصاحف بالذهب وتعشيره
قال إسحاق بن منصور: قلت: يكره أن يزين المصحف بالذهب أو يعشر؟
قال: أما يعشعر فليس به بأس، وأما النقط ما أنفعه، والتزين بالذهب والفضة مكروه.
قال إسحاق: كل هذا مكروه؛ لأنه محدث.
"مسائل الكوسج" (3498)
(13/412)
1
3163 - حكم تقسيم المصحف لحمله
قال أبو الفضل صالح: سألت أبي عن رجل عنده مصحف جامع، يريد أن ينقضه، ويجعله أثلاثًا؛ ليكون أخف عليه، فأيش ترى في ذلك؟
قال: لا أعلم به بأسًا.
"مسائل صالح" (138)
 
3164 - حكم تسمية السور بأسمائها
قال إسحاق: يكره أن يقال: سورة كذا وكذا؛ لما سنَّ ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- ذلك؟
قال: لا أدري ما هو.
قال إسحاق: لا، بل السنة أن يقال: سورة كذا وكذا؛ لما سن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- (1) ذلك.
"مسائل الكوسج" (3326)
 
3165 - حرق المصحف أو الصحف التي فيها الذكر ومحو اللوح بالقدم
قال إسحاق بن منصور: قلت: يحرق المصحف إذا كان فيه ذكر اللَّه عز وجل؟
قال أحمد: الدفن عندي كان أحسن.
__________
(1) رواه الإمام أحمد 1/ 374، والبخاري (1747)، ومسلم (1296).
(13/413)
1
قال إسحاق: كما قال، إلا أن يمحى الاسم ثم يحرق إن شاء.
"مسائل الكوسج" (3225)
 
قال إسحاق بن منصور: قلت: الصحف تجتمع عند الرجل فيها اسم اللَّه عز وجل أيحرقها؟ قال: يمحوها أعجب إليّ.
قال إسحاق: يمحو ذكر اللَّه تعالى منه، ثم يحرق إن شاء أو يدفن.
"مسائل الكوسج" (3522)
 
قال ابن هانئ: ومحوت قدام أبي عبد اللَّه لوحًا بشيء، فقال: لا تملأ ثيابك سوادًا، أمح لوحك برجلك.
"مسائل ابن هانئ" (2003)
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا صاحب لنا عن مغيرة عن إبراهيم أنه كان يقول في الصحف إذا بلي، قال يدفن ولا يحرق.
سمعت أبي يقول هذا من حديث شيخ كتبنا عنه يقال له: إبراهيم بن عطية.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2245)
(13/414)
1
باب آداب معلم القرآن ومتعلمه
3166 - 1 - أن يقصد بذلك رضا اللَّه عز وجل لا لغرض من أغراض الدنيا
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الوهاب، أنبأنا الحريري، عن أبي الورد، عن وهب بن منبه قال: ظهرت في بني إسرائيل قراء فسقة، وسيكثرون فيكم.
"الزهد" رواية عبد اللَّه 128
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبيد اللَّه بن محمد قال: سمعت ابن عامر يقول: كانت لغزوان أم، وكانت ترى شغله بالقرآن فتقول: يا هذا الذي قد شغلك ما ترى فيه؟ قال: فيقول: أرى فيه موعودًا حسنًا ووعيدًا شديدًا.
قال: فتقول له: هل ترى فيه أنيقًا أضللناها عام كذا وكذا؟ قال: فيقول: أرى فيه موعودًا حسنًا ووعيدًا شديدًا.
"الزهد" رواية عبد اللَّه 256
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا هاشم، حدثنا المبارك، عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: اقرءوا كتاب اللَّه عز وجل، وسلوا اللَّه عز وجل به قبل أن يقرأه أقوام يسألون به الناس.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 477
(13/415)
1
3167 - هل للمسلم أن يُعلم غير المسلمين القرآن؟
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل، عن المسلم يعلم ولد المجوسي واليهودي والنصراني القرآن؟ قال: لا يعجبني.
"مسائل أبي داود" (1837)
 
قال مهنا: سألت أحمد: هل ترى للرجل المسلم أن يعلم غلامًا مجوسيًا شيئًا من القرآن؟ قال: إن أسلم فنعم، وإلا فأكره أن يضع القرآن في غير موضعه.
قلنا: فيعلمه أن يصلي على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: نعم.
"أحكام أهل الملل" 1/ 121 (131)، "معونة أولي النهى" 4/ 483.
 
3168 - 2 - التخلق بالخلق الحسن والخصال الحميدة
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، حدثنا مالك بن مغول، حدثنا أبو يعفور، عن المسيب بن إبراهيم، عن عبد اللَّه بن مسعود قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخطئون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًا محزونًا حليمًا سكينًا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا ولا غافلًا ولا صخابًا ولا ضاحكًا ولا حديدًا.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 201 - 202
 
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي هذا الحديث: حدثنا محمد بن مصعب قال: سمعت مخلد بن حسين ذكر: عن هشام أن عجوزًا كانت مولاة
(13/416)
1
لعامر، وكانت تكون معه في بيته، قالت: ما كان يخلو بأحد دوني إلا أنه دخل عليه قوم مرة، فكلموه بشيء لم أدر ما قالوا، غير أني سمعت عامرًا وهو يقول لهم: أذكركم اللَّه، أنشدكم اللَّه أن تكونوا عارًا على أهل القرآن.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 278
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا حجاج، حدثنا حمزة الزيات، عن منصور السلمي عن الحسن قال: اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه، رب حامل فقه غير فقيه، ومن لم ينفعه علمه ضره جهله.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 347
 
3169 - 3 - تعهد القرآن والإكثار من تلاوته
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ما أشد ما جاء فيمن حفظ القرآن، ثم نسيه.
قيل لأحمد: يعني ينسى من حفظه؟ قال: نعم، ينام عنه حتى ينسى.
"مسائل أبي داود" (493)
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو خلدة، عن أبي العالية قال: كنا نعد من أعظم الذنب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام لا يقرأ منه شيئًا.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا زيد بن الحباب، أنبأنا خالد بن دينار قال: سمعت أبا العالية قال: كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 368
(13/417)
1
3170 - في كم يختم القرآن؟
قال إسحاق بن منصور: قلت: في كم يقرأ الرجل القرآن؟
قال: أقل ما سمعنا أربعون، وأكره له دون ثلاث.
قال إسحاق: كما قال، أجاد.
"مسائل الكوسج" (379)
 
قال إسحاق: وأمَّا قارئ القرآن حفظًا أو نظرًا فإِنَّه يُستحب له أن لا يجاوزَ أربعين يومًا حتَّى يكون خاتمًا فيه مرة؛ لما أمرَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما- أن يقرأه في أربعين حين سأله: إنِّي جمعتُ القرآنَ ففي كم أقرؤه؟
فبدأ: "اقرأه في أربعين" (1).
فالرخصة لمن جمعَ القرآن هذا الوقت أكثره، مع أن أكثر الرواية أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث سأله قال له: "اقرأه في شهر" (2)، ونرجو الأربعين؛ لما ذكر في الحديث.
وأما الذي يُستحب لمن حمل القرآن حتى حفظ أن يقرأ في السبع أو الثمان، وإن كان في ثلاث فهو أفضل، ولا يقرؤه في دون ثلاث، إلا أن يحب في الأحايين ختم القرآن ليدعو دعوةً يطمع في الإجابة، كنحو دخوله الكعبة، أو ليلة القدر، أو ما أشبه ذلك، فأما الإمام ففي ثلاث.
"مسائل الكوسج" (3447)
__________
(1) رواه أبو داود (1395)، والترمذي (2947) وقال: حديث حسن غريب. وقال الألباني في "الصحيحة" (1512): وظاهر إسناده الصحة.
(2) رواه الإمام أحمد 2/ 158 مطولًا، والبخاري (5054)، ومسلم (1159) من حديث عبد اللَّه بن عمرو.
(13/418)
1
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: أكثر ما سمعنا أن يختم القرآن في أربعين.
"مسائل أبي داود" (494)
 
قال ابن هانئ: وسئل: في كم يقرأ الرجل القرآن؟
قال: أقل ما يقرأ في سبع.
"مسائل ابن هانئ" (506)
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 443
 
قال عبد اللَّه: كان أبي يختم القرآن في النهار في كل سبعة، يقرأ في كل يوم سُبعًا.
وقال حنبل: كان أبو عبد اللَّه يختم من الجمعة إلى الجمعة.
"المغني" 2/ 611
 
نقل بكر بن محمد عن أبيه وقد سأله عن الرجل يختم القرآن في أقل من سبع؟
قال: ما يعجبني، ولا أعلم فيه رخصة، ثم ذكر أبو عبد اللَّه بعد أن نظر في حديث عبد اللَّه بن عمرو: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" (1).
فهذِه رخصة.
"الآداب الشرعية" 2/ 280
__________
(1) رواه الإمام أحمد 2/ 165، وأبو داود (1395)، والترمذي (2949)، وابن ماجه (1347). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني في "صفة صلاة النبي" ص 119: رواه الإمام أحمد بسند صحيح. وانظر: "صحيح أبي داود". (1257).
(13/419)
1
قال المروذي: كنت مع أبي عبد اللَّه نحوًا من أربعة أشهر بالعسكر، ولا يدع قيام الليل، وقراءة النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يُسرُّ بذلك.
"الآداب الشرعية" 2/ 282
(13/420)
1
باب ما جاء في آداب تلاوة القرآن
1 - القراءة في مكان طاهر
 
3171 - حكم القراءة في الطريق
قال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد -رضي اللَّه عنه-: يقرأ في الطريق؟
قال: لا بأس.
"مسائل الكوسج" (411)
 
قال ابن هانئ: وخرجت مع أبي عبد اللَّه إلى مسجد الجامع، فسمعته يقرأ سورة الكهف، ففهمت من قراءته: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}.
"مسائل ابن هانئ" (1964)
 
3172 - حكم قراءة القرآن في الحمام
قال إسحاق بن منصور: قلت: هل يقرأ في الحمام؟ قال: ما هو ببيت قراءة. قال إسحاق: كما قال.
"مسائل الكوسج" (62)
 
3173 - 2 - قراءة بسم اللَّه الرحمن الرحيم عند كل سورة سوى براءة
قال صالح: وسألته عن سورة الأنفال وسورة التوبة: هل يجوز للرجل أن يفصل بينهما بـ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟
قال أبي: يُنتهى في القرآن إلى ما أجمعوا عليه أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-
(13/421)
1
لا يزاد فيه ولا ينقص.
"مسائل صالح" (168)
 
3174 - تحسين الصوت بالقرآن والجهر به
قال صالح: قلت: قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" (1) ما معناه؟
قال أبي: التزيين: أن يحسنه.
"مسائل صالح" (287)
 
قال صالح: قلت: قوله: "ما أذن اللَّه لشيء كإذنه لنبي يتغني بالقرآن يجهر به" (2) ما معناه؟
قال أبي: إذا رفع صوته فقد تغني به.
"مسائل صالح" (288)
 
قال ابن هانئ: وقال أبو عبد اللَّه يومًا، وكنت سألته عنه: تدري ما معنى: "من لم يتغن بالقرآن" (3).
__________
(1) رواه الإمام أحمد 4/ 83، وأبو داود (1468)، وابن ماجه (1342) والنسائي 2/ 179، وصححه ابن حبان 3/ 25 (749)، والحاكم 1/ 571. وعلقه البخاري قبل حديث (7544) كلهم من حديث البراء بن عازب وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1320) وقال: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عوسجة وهو ثقة. .
(2) رواه الإمام أحمد 2/ 271، والبخاري (5023)، ومسلم (792) من حديث أبي هريرة.
(3) رواه الإمام أحمد 1/ 172، وأبو داود (1469)، والدارمي 4/ 2187 (3531)، وصححه ابن حبان 1/ 326 (120)، والحاكم 1/ 569 قال الألباني في "صحيح أبي داود" (1321): إسناده صحيح.
(13/422)
1
قلت: لا.
قال: هو الرجل يرفع صوته، هذا معناه، إذا رفع صوته فقد استغنى به.
"مسائل ابن هانئ" (2021)
 
3175 - حكم القراءة بالنظر دون النطق
قال عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن الحسين، حدثنا ربيع بن منذر، عن أبيه قال: رأيت الربيع بن خثيم يقرأ في المصحف ولا يحرك شفتيه.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 410
 
3176 - حكم القراءة بالألحان
قال صالح: قال أبي: كنا عند وهب بن جرير سنة مائتين، وكان محمد بن سعيد الترمذي قد نزل قريبًا من منزل أبي داود، فاجتمعنا عند وهب بن جرير، فقال لي إنسان: قل لمحمد يقرأ.
فقلت: ما سمعت قراءته قط، أو كلامًا نحو هذا.
فقلت لأبي: إنه يحكى عنك أنك قلت: ما سمعت قراءته، وإني لأشتهي أن أسمعها.
فقال: قد كان مني ما أخبرتك، وما علمت إلَّا خيرًا، إلَّا هذِه القراءة.
"مسائل صالح" (347)
 
قال ابن هانئ: رأيت أبا عبد اللَّه يضرب ابنته على اللحن وينتهرها.
"مسائل ابن هانئ" (508)
 
قال ابن هانئ: ورأيت أبا عبد اللَّه، وكنت أقرأ عليه شيئًا في الحديث، فأشكل عليه حرف من {الر كِتَابٌ} فلحنه.
(13/423)
1
ثم قال أبو عبد اللَّه: كان أبو النضر إذا أشكل عليه شيء من هذا لحنه.
"مسائل ابن هانئ" (1965)
 
قال عبد اللَّه: سمعت أبي وقد سئل عن القراءة بالألحان فقال: محدث، إلَّا أن يكون طباع ذلك، يعني طبع الرجل كما كان أبو موسى الأشعري.
"مسائل عبد اللَّه" (1598)
 
قال عبد اللَّه: فال أبي: كنا عند وهب بن جرير، وكان محمد بن سعيد الترمذي، فسألوه أن يقرأ. فقال: لا أقرأ أو يأمرني أحمد. قال: فلم أفعل.
قال أبو عبد الرحمن: فقلت لمحمد بن سعيد: لم لم تقرأ؟ قال: خفت ألا تعجبه قراءتي فتكون عليّ وصمة.
"والعلل" رواية عبد اللَّه (2563)
 
قال عبد اللَّه: سألت أبي عن القراءة بالألحان فكرهها، وقال: لا إلا أن يكون طبع الرجل مثل قراءة أبي موسى حدرًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2564)
 
قال الخلال: وأخبرني يوسف بن موسى أن أبا عبد اللَّه سئل عن القراءة بالألحان؟ فقال: لا يعجبني، إلّا أن يكون جرمه.
قيل له: فيقرأ بحزن يتكلف ذلك؟
قال: لا يتعلمه، إلَّا أن يكون جرمه (1).
وقال: وأخبرني محمد بن علي السمسار أن يعقوب بن بختان حدثهم أنه قال لأبي عبد اللَّه: فالقرآن بالألحان؟
__________
(1) الجرم: الحلق، والصوت، أو جهارة الصوت جمعه أجرام، وجروم، وجرم بضمتين (القاموس المحيط 4/ 89).
(13/424)
1
فقال: لا، إلَّا أن يكون جرمه -أو قال: صوته مثل صوت أبي موسى، فأما أن يتعلمه فلا.
وقال: وأخبرني محمد بن الحسن، أن الفضل حدثهم قال: سمعت أبا عبد اللَّه سئل عن الألحان، فكرهه وقال: يحسَّنه بصوته، من غير تكلف.
"الأمر بالمعروف" للخلال (200 - 202)
 
وقال الخلال: أخبرني منصور بن الوليد قال: حدثنا علي بن سعيد قال: سألت أبا عبد اللَّه عن القراءة بالألحان؟ فقال: ما يعجبني هو محدث.
وقال: أخبرني الحسين بن الحسن قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث قال: سئل أبو عبد اللَّه عن القراءة بالألحان؟
وأنا محمد بن علي قال حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سألت أبا عبد اللَّه عن القراءة بالألحان؟ فقال: كل شيءٍ محدث فإنه لا يعجبني، إلَّا أن يكون صوت الرجل، لا يتكلفه.
قلت: ما لم يكن شيئًا بعينه لا يعدوه؟
قال: نعم.
وقال: أخبرني محمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم أن أبا عبد اللَّه قيل له: القراءة بالألحان والترنُّم عليه؟
قال: بدعة.
قيل له: إنهم يجتمعون عليه ويسمعونه.
قال: اللَّه المستعان.
وقال: وأنا أبو بكر المروذي، قال: سئل أبو عبد اللَّه عن القراءة بالألحان فقال: بدعة، لا يُسمع.
(13/425)
1
وقال: أخبرني الحسن بن صالح العطار قال: حدثنا يعقوب الهاشمي قال: سمعت أبي أنه سأل أبا عبد اللَّه عن القراءة بالألحان؟
فقال: هو بدعة ومحدث.
قلت: تكرهه يا أبا عبد اللَّه.
قال: نعم، إلا ما كان من طبع، كما كان أبو موسى، أما من يتعلمه بالألحان فمكروه.
قلت: إن محمد بن سعيد الترمذي ذكر أنه قرأ ليحيى بن سعيد.
فقال: صدقت، كان قرأ له، وقال: قراءة القرآن بالألحان مكروهة.
"الأمر بالمعروف" للخلال (205 - 209).
 
قال الخلال: أخبرني أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: إنهم قالوا عنك: إنك كنت عند وهب بن جرير، فسألت ابن سعيد أن يقرأ، فقال: ما سمعت منها شيئًا قط، وقال: لا يعجبني إلَّا أن يكون جرم الرجل مثل جرم أبي موسى الأشعري حين قال له عمر: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فقرأه عنده.
وذكر عن أنس وعن التابعين فيه كراهية (1).
قلت: أليس يروى عن معاوية بن قرة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رجع عام الفتح وقال: لو شئت أن أحكي لكم اللحن (2).
فأنكر أبو عبد اللَّه أن يكون هذا على معنى الألحان.
__________
(1) رواه ابن أبي شيبة 6/ 120 (29940)، والدارمي 4/ 2194 (3545).
(2) رواه الإمام أحمد 4/ 86، والبخاري (4281)، ومسلم (794) عن معاوية بن قرة عن عبد اللَّه بن مغفل -رضي اللَّه عنه- به. وليس فيه لفظ اللحن. بل القراءة والترجيع.
(13/426)
1
وما روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لنَّبِيٍّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآن" (1). وقوله: "لَيْسَ مِنَّا مَن لَم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآن" (2).
فقال: كان ابن عيينة يقول: فيستغني بالقرآن، يعني: الصوت.
وقال وكيع: يستغني به.
وقال الشافعي: يرفع صوته.
وأنكر أبو عبد اللَّه الأحاديث التي يحتج بها في الرخصة في الألحان.
"الأمر بالمعروف" للخلال (213)
 
قال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: إن رجلًا له جارية تقرأ بالألحان، وقد خرج أحاديث يحتج بها.
فأنكر أن يكون على معنى الألحان.
قلت: قد روى ابن جُريج عن عطاء أنه لم ير بقراءة الألحان بأسًا.
فقال: قد روي عن ابن جريج شيء ليس أدرى كيف هو.
قال الخلال: قال المروذي: وقرئ على أبي عبد اللَّه: محمد بن إدريس قال: شهدت الأعمش وقرأ عند عورك بن الحضرمي، فقرأ هذِه القراءة بالألحان فقال الأعمش: قرأ رجل عند أنس نحو هذِه القراءة فكره ذلك أنس.
وقرئ على أبي عبد اللَّه: إسماعيل، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين: سُئل عن هذِه الأصوات التي يقرأ بها، فقال: هو محدث.
"الأمر بالمعروف" للخلال (216 - 218)
__________
(1) رواه الإمام أحمد 2/ 271، والبخاري (5023)، ومسلم (792) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(2) رواه الإمام أحمد 1/ 172 البخاري (7527) من حديث أبي هريرة.
(13/427)
1
قال الخلال: وأنا أبو بكر قال: قرئ على أبي عبد اللَّه: بهز قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا عمران: عبد اللَّه بن طلحة الخزاعي، أن رجلًا كان يقرأ لهم بالمدينة في مسجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فطرب ذات ليلة فأنكر ذلك القاسم بن محمد وقرأ هذِه الآية {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
وقال: أخبرنا الحسن بن جحدر قال: حدثنا عبد اللَّه بن يزيد العكبريُّ قال: سمعت رجلًا سأل أحمد بن حنبل فقال: ما تقول في القراءة بالألحان؟
فقال له أبو عبد اللَّه: ما اسمك؟ قال: محمد.
قال: فيسرك أن يقال: يا موحاماد، ممدودًا.
وقال: وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعت عبد الرحمن المتطبِّب يقول: قلت لأبي عبد اللَّه في قراءة الألحان؟ فقال: يا أبا الفضل، اتخذوه أغاني، اتخذوه أغاني، لا يسمع من هؤلاء.
"الأمر بالمعروف" للخلال (220 - 222)
 
وقال الخلال: أخبرني محمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: يعجبني من قراءة القرآن السهلة، فأما هذِه الألحان فلا تعجبني.
وقال: أخبرني أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد اللَّه ونحن راجعون من العسكر يقول لرجل: لو قرأ؟ وجعل أبو عبد اللَّه ربما تغرغرت عيناه.
وقال: وكنت أرى أبا بكر المروذي إذا جاء من يقرأ القراءة السهلة الحزينة يأمره فيقرأ.
(13/428)
1
وكان أكثر ما أراه يقول له: اقرأ: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)} [الواقعة: 49 - 50].
وقال الخلال: أخبرني إسماعيل بن الفضل بطرسوس قال: سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم قال: سألت أبا عبد اللَّه عن القوم يجتمعون ويقرأ لهم القارئ قراءة حزينة، فيكون ربما أطفئوا السُّرج؟
فقال لي أحمد: إن كان يقرأ قراءة أبي موسى فلا بأس.
"الأمر بالمعروف" (225 - 228)
 
3177 - ما جاء في قراءات القرآن وما يستحب منها وما يكره
قال صالح: وسمعت أبي يقول: قال شعبة: لو كلمت أبا حصين لطم عيني.
سمعت أبي يقول: قال أبو حصين: كنت ولا يصطلى بناري.
قال أبي: كان الأعمش يقرئ في المسجد، وكان قارئ يقرأ على الأعمش، فقال للقارئ: إِذا قرأت الحوت فاهمزها.
قال: وكان أبو حصين يسمع قراءتهم، وكان أبو حصين يؤمهم، قال: فصلى بهم، فقرأ الحوت فهمزها، فلما انصرفوا قال الأعمش: لقد أصبح صلب الحوت مكسورًا.
قال: فقام أبو حصين بالنعل فلطمه، فشجه.
قال: وكان أبو حصين رجلًا من العرب.
قال: فلم يقل له الأعمش شيئا.
قال: فتحول الأعمش من بني أسد.
(13/429)
1
قال أبي: قال شعبةٍ: قال أبو مريم لأبي حصين: حدثك يحيى بن وثاب، أن مسروقًا حدثه، أن عبد اللَّه حدثه؟ -قال: واجترأ عليه- قال أبو حصين: نعم.
"مسائل صالح" (423)
 
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن توبة الهلالي قال -وكان يقرأ قراءة عبد اللَّه- {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ} [النمل: 66].
"مسائل صالح" (502)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن: (عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) أحبُّ إليك أو {عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: الآية 46]. قال: (عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ).
"مسائل أبي داود" (1838)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل: {مُلْكُ} أو {مَالِكِ} [الفاتحة: 4]؟
قال: {مَالِكِ} أكثر ما جاء في الحديث.
"مسائل أبي داود" (1839)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4].
"مسائل أبي داود" (1840)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: قراءة أهل المدينة أعجب إليّ.
"مسائل أبي داود" (1841)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: اقرأ ما في المصحف.
"مسائل أبي داود" (1842)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد قيل له: إن روحا المقري زعم أن أسماء هي أم سلمة.
(13/430)
1
أراد بذلك أن حديث شهر عن أسماء. وعن شهر، عن أم سلمة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ: {عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} (1) أنهما واحد؟ فأنكر أحمد ذلك وقال: اختلف حماد وهارون في هذا الحديث.
"مسائل أبي داود" (2020)
 
قال ابن هانئ: سألت أبا عبد اللَّه: أيهما أعجب إليك من القراءات؟
قال: قراءة نافع، أو كما قرأ نافع، ثم قال: كما قرأ عاصم.
"مسائل ابن هانئ" (510)
__________
(1) رواه الإمام أحمد 6/ 294، وأبو داود (3983)، والترمذي (2932) من طريق هارون النحوي عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب عن أم سلمة. الحديث.
ورواه الإمام أحمد 6/ 454، وأبو داود (3982) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد. الحديث.
قال الترمذي: هذا حديث قد رواه غير واحد عن ثابت البناني نحو هذا، وهو حديث ثابت البناني، وقد روي هذا الحديث أيضا عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد، وسمعت عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أم سلمة الأنصارية، قال أبو عيسى: كلا الحديثين عندي واحد، وقد روى شهر بن حوشب غير حديث عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء بنت يزيد. أهـ.
وقال الطبري في "تفسيره" 7/ 53: لا نعلم هذِه القراءة قرأ بها أحد إلا بعض المتأخرين، واعتلَّ في ذلك بخبر روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قرأ ذلك كذلك غير صحيح السند؛ وذلك حديث روي عن شهر بن حوشب فمرة يقول: عن أم سلمة، ومرة يقول: عن أسماء بنت يزيد. ولانعلم أبنت يزيد يريد؛ ولا نعلم الشهر سماعا يصح عن أم سلمة، والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراءة الأمصار، وذلك رفع {عَمَلٌ}.
وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 6/ 6: وشهر بن حوشب قد تكلم فيه غير واحد، ووثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين.
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/ 378: فهذا ما استنكر من حديث شهر في سعة روايته، وما ذاك بالمنكر جدا.
(13/431)
1
قال ابن هانئ: سألت أبا عبد اللَّه قلت: نصلي خلف من يقرأ قراءة حمزة (1)؟ قال: إن كان رجلًا يقبل منك فانهه.
"مسائل ابن هانئ" (1953)
 
قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: لو صليت خلف من يقرأ قراءة حمزة أعدت الصلاة.
أرى أني سمعته يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول ذلك.
"مسائل ابن هانئ" (1954)
 
قال عبد اللَّه: قيل لأبي: فأي القراءة أحب إليك؟
قال: قراءة أهل المدينة. فإن لم يكن فعاصم.
قيل: فالأعمش مثل حمزة؟
قال: فالأعمش أحب إليّ في القراءة منه.
"مسائل عبد اللَّه" (292)
 
قال عبد اللَّه: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟
قال: قراءة المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم. قال: وأكره من قراءة حمزة الكسر الشديد والاضجاع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4507)
 
وقال أبو الحارث: ذكر لأبي عبد اللَّه قراءة حمزة، فقال: أنا أكرهها.
قيل له وما تكرهه منها؟
__________
(1) قراءة حمزة من القراءات المتواترة التي أجاز العلماء باتفاق جواز الصلاة والتعبد بها ولا تبطل الصلاة بالقراءة بها واللَّه أعلم. انظر مجموع الفتاوى 12/ 570 حيث قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه: وأما من قرأ بقراءة أبي جعفر ويعقوب ونحوها فلا تبطل الصلاة بها باتفاق الأئمة. أهـ.
(13/432)
1
قال: هذا الإدغام والإضجاع الشديد مثل جآب وطآب وحآق.
"طبقات الحنابلة" 1/ 178
 
قال أحمد بن يزيد الوراق: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن الهمز الشديد؟ فقال: لا يعجبني الهمز الشديد. وقال: تعجبني القراءة السهلة.
"طبقات الحنابلة" 1/ 213
 
قال حرب: سألت أحمد عن الإدغام فكرهه.
وقال حرب: سألت أحمد عن قراءة حمزة، فقال: لا تعجبني. وكرهها كراهية شديدة، والكسائي.
وقال حرب: سمعت أحمد يكره الإمالة مثل: {وَالضُّحَى} و {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وقال: أكرهُ الخَفْضَ الشديد والإدغام.
"طبقات الحنابلة" 1/ 390
 
وقال حبيش بن سندي: سئل أبو عبد اللَّه عن قراءة حمزة، فقال: نعم أكرهها أشد الكراهية. قيل له: ما تكره منها؟
قال: هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد إنما هي إيه وآه.
"طبقات الحنابلة" 1/ 391 - 392
 
قال أبو حمدون المقرئ: قلت له: ما تكره من قراءة حمزة؟
قال: الكسر والإدغام.
فقلت له: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أين الألف واللام؟ فقال: إن كان هكذا فلا بأس.
"طبقات الحنابلة" 1/ 475
 
قال عبد الرحمن المتطبب: قلت لأحمد: إني صليتُ اليوم خلف من يقرأ قراءة حمزة، فأعدت الصلاة؟
(13/433)
1
قال: فقال لي: ما عليك مأثم.
"طبقات الحنابلة" 2/ 80
 
قال عبد الوهاب بن الحكم: قال أحمد بن حنبل: أحب القراءات إليَّ نافع، فإن لم، فعاصم.
"الطبقات" 2/ 92
 
قال محمد بن الهيثم المقرئ: سألت أحمد: ما تكره من قراءة حمزة، قال: الكسر والإدغام. فقلت له: حدثنا خلف بن تميم قال: كنت أقرأ على حمزة، فمر به سفيان الثوري فجلس إليه، وسأله عن مسألة، فقال له: يا أبا عمارة أما القرآن والفرائض فقد سلمناهما لك.
قال أحمد: أنتم أهل القرآن، وأنتم أعلم به.
"طبقات الحنابلة" 2/ 273 - 274
 
قال محمد بن عبيد اللَّه: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يقول: أجمع أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على هذا المصحف.
"الطبقات" 2/ 320
 
قال ابن الجوزي: أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن حمد الدوني، قال: أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار قال: أنا الحسين بن محمد بن حبش، قال: أنا موسى بن جرير الرقي، قال: حدثني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، قال: قلت لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل: أي القراءات تختار لي فأقرأ بها؟
فقال: قراءة أبي عمرو بن العلاء، لغة قريش والفصحاء من الصحابة.
"المناقب" لابن الجوزي ص 264
(13/434)
1
قال المروذي: كان أبو عبد اللَّه يقرأ {السِّجْنُ} {السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} [يوسف: 33].
"بدائع الفوائد" 3/ 95
 
قال المروذي: قال أبو عبد اللَّه: قال ابن إدريس: وددت أني قرأت قراءة أهل المدينة.
"بدائع الفوائد" 3/ 103
 
قال الحسن بن محمد بن الحارث: قلت: أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة؟
قال: أكرهه أشد كراهة، إنما هي قراءة محدثه وكرهها شديدًا حتى غضب.
"إغاثة اللهفان" ص 119
 
قال الفضيل بن زياد: إن رجلًا قال لأبي عبد اللَّه: فما أترك من قراءته؟
قال: الإدغام، والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب.
ونقل جعفر بن محمد عنه: أنه سئل عنها فكرهها، وقال: كرهها ابن إدريس. وأراه قال: وعبد الرحمن بن مهدي، وقال: ما أدري، أيش هذِه القراءة؟ ! ثم قال: وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب.
"إغاثة اللهفان" ص 169
 
3178 - 4 - الفهم والتدبر لما يقرأ
قال ابن هانئ: سمعت أبي يقول: قال أبو عبد اللَّه: يا أبا إسحاق، ترك الناس فهم القرآن.
"مسائل ابن هانئ" (513)
(13/435)
1
3179 - ذكر البكاء والرجل يسقط عند القراءة
قال صالح: سمعت أبي يقول: عبد اللَّه بن شداد لم يسمع من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا، سمع من علي ومن عمر، سمعت نشيج عمر.
"مسائل صالح" (705)
 
قال الخلال: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: سمعت محمد بن سعيد الترمذي يقول: قرأت على يحيى فسقط حتى ذهب عقله.
قال أبو عبد اللَّه: لو قدر أن يدفع هذا أحد لدفعه يحيى، في كثرة علمه.
قال الخلال: قلت: سمعت أبا خيثمة يقول: قرأ محمد بن سعيد الترمذي على يحيى، فسقط حتى حُمِلَ في كساءٍ، فكان عبد الرحمن ينكر سقوط يحيى.
وكان محمد بن سعيد يقرأ عند عبد الرحمن فبكى.
قال أبو عبد اللَّه: كان القارئ يقرأ فيخرج الفضيل بن عياض وهو يبكي، فيبكي الناس، ثم قال: بلغني عن محمد بن سعيد أنه قرأ على يحيى، فكان يذهب عقله، أو كان يغمى عليه، ثم قال: لو كان يحيى يقدر أن يدفعه لدفعه.
"الأمر بالمعروف" للخلال (229 - 230)
 
قال عبد اللَّه: ما رأيت أبي يبكي قط إلا في حديث توبة كعب.
"الآداب الشرعية" 2/ 105
(13/436)
1
3180 - حكم الحدر في القراءة
قال حرب: سألت أحمد عن السرعة في القراءة، فكرهه، إلا أن يكون لسان الرجل كذلك، أو لا يقدر أن يترسل.
قيل: فيه إثم؟ قال: أما الإثم، فلا أجترئ عليه.
"الآداب الشرعية" 2/ 297
 
قال جعفر بن أحمد: وقد سئل: إذا قام الرجل من الليل أيما أحب إليك: الترسل أم السرعة، فقال: أليس قد جاء بكل حرف كذا وكذا حسنة.
قالوا له: في السرعة؟ قال: إذا صور الحرف بلسانه ولم يسقط من الهجاء.
"الآداب الشرعية" 2/ 297
 
3181 - الشك عند القراءة في الياء والتاء
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد المؤمن قال: حدثنا داود، عن الشعبي، عن علقمة بن قيس النخعي قال: كان عبد اللَّه يقول: إذا شككتم في الياء والتاء فاجعلوها ياء فإن القرآن ذكر فذكروه.
"مسائل صالح" (846)
 
3182 - هل يجوز التفسير عند القراءة؟
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول لرجل: اقعد اقرأ، فجئته أنا بالمصحف فقعد، فقرأ عليه، فكان يمر بالآية فيقف أبو عبد اللَّه، فيقول له:
(13/437)
1
ما تفسيرها؟ فيقول: لا أدري، فيفسرها لنا، فربما خنقته العبرة فيردها، وكان إذا مر بالسجدة سجد الذي يقرأ وسجدنا معه، فقرأ مرة فلم يسجد، فقلت لأبي عبد اللَّه: لأي شيء لم تسجد؟
قال: لو سجد سجدنا معه، قد قال ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- للذي قرأ: أنت إمامنا إن سجدت سجدنا (1)، وكان يعجبه أن يسلم فيها.
"بدائع الفوائد" 3/ 95
 
3183 - هل يفسر القرآن بالشعر؟
قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه وقد سئل عن القرآن يتمثل له الرجل بالشعر؟ قال: لا يعجبني هذا أن يتأول الشعر على كتاب اللَّه، وقد روي عن ابن عباس -يعني: الرخصة في ذلك (2).
"تهذيب الأجوبة" (815)، "العدة في أصول الفقه" 3/ 719، "المسودة" 1/ 383
 
3184 - تفسير القرآن على مقتضى اللغة هل يجوز أم لا؟
قال في رواية المروذي في قوله تعالي: {إِنَّنِي مَعَكُمَا}: هو جائز في اللغة يقول الرجل: سأجري عليك رزقا، أي: افعل بك خيرا.
وقال أيضًا: تفسير روح اللَّه إنما معناها: أنها روح خلقها اللَّه تعالى، كما يقال: عبد اللَّه، وسماء اللَّه، وأرض اللَّه.
"العدة في أصول الفقه" 3/ 714
__________
(1) رواه البيهقي 2/ 324.
(2) رواه الطبري في "تفسيره" 9/ 192 (25393).
(13/438)
1
3185 - هل يجوز التفسير بإعراب القرآن؟
قال حرب بن إسماعيل: قلت: الرجل يفسر إعراب القرآن فيقول {الْحَمْدُ لِلَّهِ} رفع لأنه ابتداء و {قُل} جزم لأنه أمر و {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1] و {وَالنَّازِعَاتِ} [النازعات: 1] قسم ونحو هذا؟ قال: إذا كان شيئًا قد
تكلم فيه رجوت.
"تهذيب الأجوبة" 1/ 308 - 311
 
روى صالح عن أبيه فقال: قال اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ} [المائدة: 95] فلما حكم أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الظبي بشاة (1)، وفي النعامة ببدنة (2)، وفي الضبع بكبش (3)، دل على أنه أراد السنة.
وقال: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} فلما استدل أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذبحوا البقرة عن سبعة دل على أن ذلك أيسر، وقال: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 196] قال: من قال من أصحاب رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يكون آخر ذلك يوم عرفة، استقر حكم الآية على ذلك.
__________
(1) حكم في الظبي بشاة عمر بن الخطاب، رواه مالك في "الموطأ" ص 267 (239)، وعبد الرزاق 4/ 401، 403 (8214)، (8224)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1206 (6804).
(2) حكم في النعامة ببدنة: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وزيد بن ثابت، رواه عبد الرزاق 4/ 398 (8205)، والبيهقي 5/ 182 وزاد فيه: ابن عباس ومعاوية. .
(3) حكم في الضبع بكبش: عمر بن الخطاب، رواه مالك في "الموطأ" ص 267 (239)، وعبد الرزاق 4/ 403 (8224). وقاله علي بن أبي طالب رواه عد الرزاق 4/ 403 (8223)، وابن أبي شيبة 3/ 245 (13958)، (13960). وابن عباس رواه ابن أبي شيبة 3/ 245 (13961).
(13/439)
1
وقال: لما كان أكثر قول أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن الكلالة من لا ولد له ولا والد (1)، استقر حكم الآية على ذلك.
"العدة" 3/ 721 - 724
 
3186 - لا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، حدثني يونس، عن ابن شهاب، أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قال: إن هذا كلام اللَّه عز وجل، فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 46
 
قال الميموني: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد يقول: ثلاث ليس لهن أصل: المغازي، والملاحم، والتفسير.
"المسودة" 1/ 382
 
3187 - ما جاء فيمن اشتهروا بالتفسير من العلماء
قال المروذي: قال أحمد: ذهبت إلى ابن سواء، فكان يقرأ بنسخة لعبد الوهاب، فكان يقرأ ويفسر، قال ابن سواء: كان سعيد يقرأ ويفسر، قال: وكان قتادة يقرأ ويفسر.
__________
(1) قاله أكثر الصحابة منهم أبو بكر وعمر، رواه عبد الرزاق 10/ 303 (19190)، وابن أبي شيبة 6/ 301 (31591)، والدارمي 4/ 1944 (3015)، والبيهقي 6/ 224.
(13/440)
1
وقال لرجل: لو قرأت فسمعنا ونحن نسير من العسكر، فكان الرجل يقرأ وأبو عبد اللَّه يسمع، وربما زاد أبو عبد اللَّه الحرف والآية فتفيض عيناه، وسمعته يفسر القرآن، وقال: قال مجاهد: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات (1)، وقال: أعيتني الفرائض فما أحسنها.
"بدائع الفوائد" 3/ 95
 
قال المروذي: قال أحمد: وقال ابن عيينة: قال لي ابن جريج: اقرأ عليَّ حتى أفسر لك، قال: وكان ابن جريج قد كتب التفسير عن ابن عباس وعن مجاهد.
"بدائع الفوائد" 3/ 103
 
3188 - موقف سعيد بن جبير من تفسير الحجاج للقرآن
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا سيار بن حاتم أبو سلمة العنزي قال: حدثنا جعفر، قال: حدثنا مالك بن دينار قال: سألت سعيد بن جبير وهو في المسجد الحرام: يا أبا عبد اللَّه ما أميركم هذا؟ قال: يفسر القرآن تفسير زرقي في طاعة شامية -يعني: الحجاج.
"مسائل صالح" (689)
 
3189 - رأي الإمام أحمد في تفسير الحلبي
قال عبد الصمد بن الفضل: سُئل أحمد بن حنبل عن "تفسير الكلبي"؟
فقال أحمد: من أوله إلى آخره كذب.
__________
(1) رواه ابن أبي شيبة 6/ 153 (30278)، والدارمي 1/ 725 (1160).
(13/441)
1
فقيل له: فيحل النظر فيه؟ فقال: لا.
"طبقات الحنابلة" 2/ 105
(13/442)
1
باب ما جاء في تفسير سور القرآن (1)
3190 - ما جاء في سورة الفاتحة
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل: {مَالِكِ} أو {مَالِكِ} [الفاتحة: 4]؟
قال: {مَالِكِ} أكثر ما جاء في الحديث.
"مسائل أبي داود" (1839)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4].
"مسائل أبي داود" (1840)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: قراءة أهل المدينة أعجب إليّ.
"مسائل أبي داود" (1841)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: اقرأ ما في المصحف.
"مسائل أبي داود" (1842)
 
3191 - ما جاء في سورة البقرة
وقال عبد اللَّه: سألته عن قوله جل وعز {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}؛ فقال: قال قتادة: ما كان بعد الموت عن الحساب والجنة والنار.
سألته عن قوله: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}؛ فقال: قال قتادة: جعله اللَّه هدى وضياء لمن صدق به -يعني: القرآن.
__________
(1) راعينا في هذا الباب الترتيب على ترتيب سور القرآن، ومراعاة ترتيب ورود الآيات في السورة كما في المصحف ولم يكن الترتيب على حسب تاريخ وفاة الراوي.
(13/443)
1
سألته عن اليقين قال: يعلم أن الصلاة حق يؤمن هذِه الأشياء -يعني: مثل الصلاة والصوم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1320).
 
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا إسحاق قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن ابن سابط، عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللَّه {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} قال: حجارة من كبريت، خلقها اللَّه عنده كيف شاء.
"صفة النار" 145 (232)
 
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي: حدثنا إبراهيم بن خالد قال: حدثنا رباح قال: حُدثت عن شُعيب الجبائي قال: كانت الشجرة التي نهى اللَّه عنها آدم -صلى اللَّه عليه وسلم- وزوجه شبه البر تسمى الدعة، وكان لباسهما النور.
"الزهد" صـ 62، "العلل" رواية عبد اللَّه (430، 3793)
 
قال المروذي: وقرئ على أبي عبد اللَّه: {لَّا شِيَةَ فِيهَا} قال: لا سواد فيها.
{عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68]، قال: لا كبيرة ولا صغيرة.
"بدائع الفوائد" 3/ 95
 
قال المروذي: قرئ عليه: {اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} [البقرة: 86]، قال: باعوها.
"بدائع الفوائد" 3/ 96
 
قال المروذي: وسئل عن قوله تعالى: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [البقرة: 88] قال: أوعية.
"بدائع الفوائد" 3/ 103
(13/444)
1
قال صالح: وسألت أبي عن قوله: كانوا لا يختلفون في الأهلة حتى قتل عثمان (1) ما معناه؟ قال: لا أدري، دعه.
"مسائل صالح" (224)
 
قال المروذي: وسئل عن صيام {ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} [البقرة: 196]، قال: كملت للهدي {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، فأما أهل مكة فليس عليهم هدي ولا لمن كان بأطراف ما تقصر فيه الصلاة.
"بدائع الفوائد" 3/ 103 - 104
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234]، قال: والعشر: ليال أو أيام، ثم قال: لو كانت ليالي كان يكون نقصان يوم؛ لكنها أيام وليال عشرة.
"بدائع الفوائد" 3/ 100
 
قال المروذي: قال أحمد {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ. . .} إلى قوله: {وَمَتِّعُوهُنَّ} [البقرة: 236] قال: هذِه لها نصف الصداق، وإن متعت فحسن، وإن لم تمتع فحسن، قال ابن عباس: تمتع بخادم (2) ونحو ذا ابن عمر. تمتع بدرع وإزار (3)، ونحو هذا {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236]
"بدائع الفوائد" 3/ 101 - 102
__________
(1) رواه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" 1/ 573 (764)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 39/ 493.
(2) رواه ابن أبي شيبة 4/ 146 (18708) والطبري في "تفسيره" 2/ 544، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 2/ 442 (2349)، والبيهقي 7/ 244.
(3) رواه ابن أبي شيبة 4/ 146 (18707)، والبيهقي 7/ 244.
(13/445)
1
قال المروذي: قال أحمد: {الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} هو: الزوج، وقد قال قوم: هو الولي، فإذا عفا الرجل أعطاها المهر كاملًا.
{أَنْ يَعْفُونَ} [البقرة: 237]، قال: تكون المرأة تترك للزوج ما عليه فتكون قد عفت.
"بدائع الفوائد" 3/ 102
 
قال المروذي: قال أحمد {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} [البقرة: 255]: لا تأخذه نعسة.
"بدائع الفوائد" 3/ 97
 
قال المروذي: وقال: قرأ زيد بن ثابت: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} [البقرة: 259] وهو أشبه: {إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ}.
"بدائع الفوائد" 3/ 100
 
قال عبد اللَّه: قال أبي: أخبرت عن فضيل، عن ليث، عن مجاهد في قول اللَّه عز وجل {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} قال: الفقه والعلم.
"السنة" رواية عبد اللَّه 1/ 377
 
3192 - ما جاء في سورة آل عمران
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: في القرآن المحراب {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} [آل عمران: 37] هو محراب مثل محاريبنا هذِه؟
قال: لا أدري أي محراب هو. وفي بعض التفسير ذكر محراب داود.
"بدائع الفوائد" 3/ 103
(13/446)
1
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد -يعني: الأنصاري- عن سعيد بن المسيب قال: سمعت ابن العاص يقول: ما أحد لقي اللَّه عز وجل إلا بذنب، إلا يحيى بن زكريا، ثم قرأ سعيد: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: 39] فرفع من الأرض شيئا، فقال: الحصور ذكره مثل هذا، وأشار يحيى بطرف إصبعه.
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا حجاج، حدثنا شريك، عن أبي روق، عن الضحاك قال: السيد: الحسن الخلق، والحصور: الذي حصر عن النساء.
"الزهد" ص 114
 
[قال عبد اللَّه قال أبي، وقال عباب، عن ابن المبارك: السيد: الذي يطيع ربه ولا يعصيه.] (*)
 
قال المروذي: قال أحمد: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} [آل عمران: 92]: الجنة.
"بدائع الفوائد" 3/ 96
 
قال المروذي: قال أحمد: {فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران: 117]: برد.
"بدائع الفوائد" 3/ 97.
 
3193 - ما جاء في سورة النساء
قال صالح: سئل أبي عن الآية إذا جاءت تحتمل أن تكون عامة، وتحتمل أن تكون خاصة؟
فقال: إذا كان للآية ظهر ينظر فأعلمت السنة، فهو الدليل على ظاهرها، ومنه قول اللَّه تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11]، فلو كانت على ظاهرها لزم من قال بالظاهر أن يورث كل من وقع عليه اسم ولد، وإن كان قاتلًا أو يهوديًّا أو نصرانيًّا أو مجوسيًّا أو عبدًا، قال
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: أضفنا المسألة هنا لأنه ورد في ملحق التصويبات بآخر الكتاب ما نصه:
رواية عبد اللَّه في سورة مريم تنقل إلى سورة آل عمران صـ 447.
(13/447)
1
رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ وَلا الكَافِرُ المُسَلِمَ" (1). كان ذلك معنى الآية.
فإذا لم يكن عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شيء مشروح يخبر فيه عن خصوص ينظر إلى ما عمل أصحابه به، فيكون ذلك معنى الآية، فإذا اختلفوا ينظر إلى أي القولين أشبه بقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ فيكون العمل عليه.
"مسائل صالح" (519)
 
قال صالح: سألت أبي عن الآية إذا كان يحتمل أن تكون عامة، ويحتمل أن تكون خاصة، ما السبيل فيها؟
فقال: إذا كان لآية ظاهر، ينظر ما عملت به السنة، فهي الدليل على ظاهرها، ومنه قوله تعالى {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11] فلما كانت على ظاهرها لزم من قال بالظاهر أن يورث كل من وقع اسم الولد عليه، وإن كان قاتلًا، أو يهوديًّا، أو نصرانيًّا، أو عبدًا.
فلما قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ وَلَا الكَافِرُ المُسْلِمَ" قال: ذلك معنى الآية.
"مسائل صالح" (1600)
 
قال إسحاق بن منصور: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن حماد، عن إبراهيم، عن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- في قوله: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] قال: نزلت في المسلمين والمشركين، وقال علي -رضي اللَّه عنه-: في المشركين.
__________
(1) رواه الإمام أحمد 5/ 200، والبخاري (4283) ومسلم (1614) من حديث أسامة ابن زيد.
(13/448)
1
قال أحمد -رضي اللَّه عنه-: نزلت في سبايا أوطاس (1).
قال إسحاق: كما قال.
"مسائل الكوسج" (3264)
 
قال ابن هانئ: قرأت على أبي عبد اللَّه: محمد بن جعفر وحجاج قالا: حدثنا شعبة عن منصور، عن سعيد، قال: أمرني عبد الرحمن بن أبزى: أن أسأل ابن عباس، عن هاتين الآيتين: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} وسألته، فقال: لم ينسخها شيء.
وعن هذِه الآية: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}. قال: نزلت في أهل الشرك.
قال حجاج: الشرك: الجاهلية.
قال لي أبو عبد اللَّه: وهم شعبة؛ إنما هو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى.
وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: نزلت التي في الفرقان بمكة إلى قوله: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}.
قال أبو عبد اللَّه: هي مثقلة.
"مسائل ابن هانئ" (1536)
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع وابن بشر قال: نا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] وأنا قدرتها عليك (2).
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 427 (940).
__________
(1) يعني ما رواه الإمام أحمد 3/ 72، ومسلم (1456) من حديث أبي سعيد الخدري.
(2) رواه سعيد بن منصور في "سننه" 4/ 1312 (662)، وابن جرير في "تفسيره" 4/ 179
(13/449)
1
قال الخلال: أخبرني عصمة بن عصام، قال: ثنا حنبل قال: قلت لأبي عبد اللَّه: إن قوما يحتجون بهذِه الآية: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]، فقال أبو عبد اللَّه: ما أصابك من حسنة فمن اللَّه، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، واللَّه قضاها.
"السنة" للخلال 1/ 431 (909).
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا ابن مهدي، عن أبي الأشهب، عن الحسن قال: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142] قال: إنما قل؛ لأنه لغير اللَّه عز وجل.
"الزهد" صـ 332
 
3194 - ما جاء في سورة المائدة
نقل عبد اللَّه عنه في قوله تعالى {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، قال: العهود.
"الفروع" 6/ 349
 
نقل عنه المروني في قوله تعالي: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} [المائدة: 1] قال: كان ابن عباس يأخذ بذنب الجنين، ويقول: هذا من بهيمة الأنعام (1).
"بدائع الفوائد" 3/ 99
__________
= (9983)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 1011 (5661)، واللالكائي في "شرح أصول أعتقاد أهل السنة" 3/ 554 (978). وذكره السيوطي في "الدر" 2/ 331 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(1) رواه الطبري في "تفسيره" 4/ 389 (10927)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" 2/ 448 لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
(13/450)
1
قال المروذي: وقال: في المائدة ثمان عشرة فريضة حلال وحرام يعمل بها، وليس فيها شيء لا يعمل به إلا آية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} [المائدة: 2] قال: هذِه منسوخة.
"بدائع الفوائد" 3/ 99
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: 3]، قال: على الأصنام، قال: وكل شيء ذبح على الأصنام لا يؤكل، {تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ}، قال: كعاب فارس يقال لها: النرد وأشباه ذلك.
"بدائع الفوائد" 3/ 101
 
قال صالح: سألت أبي عن قول إبراهيم: كان يعجبهم حديث جرير؛ لأن إسلامه كان بعد نزول المائدة؟ (1) فقال: لقول اللَّه تبارك وتعالى {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6] وكانت الآية قبلُ.
"مسائل صالح" (202)
 
وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: وكيع عن سفيان، عن منصور، عن الحكم {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} [المائدة: 20] قال: الدار والمرأة والخادم.
قال سفيان: قال منصور: عن الحكم: أو ثنتين من هذِه الثلاثة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3765)، (3766)
 
وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: عبد اللَّه بن الوليد قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش أو منصور، عن ابن عباس في هذِه الآية {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} قال: من كان له -يعني: خادمًا وامرأة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3767)
__________
(1) رواه الإمام أحمد 4/ 358، والبخاري (387)، ومسلم (272) من حديث جرير، في باب المسح على الخفين.
(13/451)
1
وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: مؤمل قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن ابن عباس {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} قال: البيت والخادم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3768)
 
وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش قال: قال ابن عباس: {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} هو قال: البيت والخادم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3769)
 
وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: قال: وكتبنا من كتاب الأشجعي مما أعطاهم ابنه في حديث سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} [المائدة: 20] قال: من كان له امرأة وخادم فهو من الملوك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3771)
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا عبد الرزاق، قثنا معمر، عن قتادة في قوله عز وجل: {الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} قال: هي الشام.
"فضائل الصحابة" 2/ 1138 (1713)
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا حسين في تفسير شيبان، عن قتادة قوله عز وجل: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} قال: أمر القوم بها كما أمروا بالصلاة والزكاة والحج والعمرة. {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} [المائدة: 22] قال: وذكر لنا أن قومًا جبارين كانوا بالأرض المقدسة لهم أجسام وخلق منكر.
"فضائل الصحابة" 2/ 1138 - 1139 (1714)
(13/452)
1
قال عبد اللَّه: سألته عن قوله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]؛ فقال: تقى الأشياء، لا يقع فيما لا يحل له.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1320).
 
قال عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35]، قال: القربة في الأعمال.
"الزهد" 428
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: 97]، قال: كان ابن عباس يقول: لو ترك الناس الحج سنة واحدة ماتوا طرًّا (1).
"بدائع الفوائد" 3/ 99
 
قال صالح: قال أبي: رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} [المائدة: 106] من أهل الكتاب (2).
"مسائل صالح" (625)
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} [المائدة: 106] قال: من أهل الكتاب.
"مسائل عبد اللَّه" (1574)
__________
(1) رواه عبد الرزاق 5/ 13 (8827) بلفظ: لو ترك الناس زيارة هذا البيت عامًا واحدًا ما مطروا. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" 2/ 101 لسعيد بن منصور، ولفظه: لو ترك الناس الحج عامًا واحدًا لا يحج أحد ما نوظروا.
(2) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1229 (6934).
(13/453)
1
قال الخلال: أخبرنا المروذي قال: قلت لأبي عبد اللَّه: فإن قوما يحتجون بقول اللَّه تعالى: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ}، قال أبو عبد اللَّه: قد اختلفوا في هذا، قال قوم: هم غير أهل العشائر. [المائدة: 106].
"أحكام أهل الملل" 1/ 218 (390)
 
قال عبد اللَّه، حدثنا أبي، أخبرنا محمد بن الحسن بن آتش أخبرنا منذر، عن وهب بن منبه: إن المائدة أنزلت وعليها قرصة من شعير وأحوات.
"الزهد" رواية عبد اللَّه ص 117
 
3195 - ما جاء في سورة الأنعام
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: 89] قال: أهل المدينة.
ونقل عنه المروذي في قوله تعالى {قِنوَانٌ} [الأنعام: 99]، قال: نضيج.
"بدائع الفوائد" 3/ 98
 
قال ابن هانئ: قال أبو عبد اللَّه: تدري ما الدم المسفوح؟
قلت: لا.
قال: الدم الذي لا تخالطه صفرة ولا شيء.
"مسائل ابن هانئ" (2029)
 
قال صالح: سألت أبي عن رجل ذبح بسكين، فمسح السكين بخرقة، ثم قطع بها جبنا رطبا، هل يؤكل الجبن أم لا؟
قال: إذا كانت السكين ليس عليها أثر دم، وقطع الجبن، وليس عليه أثر دم لا بأس به.
(13/454)
1
قلت: وكيف القول إن أصاب السكين بول، فمسحه؟
قال: البول لا يشبه الدم، قد يصلي الرجل وفي ثوبه من الدم القليل، ولا يعيد لذاك، والبول يعيد من القليل والكثير. قال اللَّه عز وتعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [الأنعام: 145].
قال أبي: فسمعت سفيان يقول: المسفوح: العبيط.
"مسائل صالح" (265)
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [الأنعام: 145]: هو العبيط، ولا يكاد أن يكون.
قال أحمد: في اللحم الصفرة فيغسل.
"بدائع الفوائد" 3/ 101
 
3196 - ما جاء في سورة الأعراف
قال أبو رجاء محمد بن حمدويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبا معاذ النحوي يقول: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182] قال: أظهر لهم النعم، وأنسيهم الشكر.
"القضاء والقدر" للبيهقي ص 243 (323).
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: قال: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف: 204]: في الصلاة والخطبة.
"بدائع الفوائد" 3/ 101
(13/455)
1
3197 - ما جاء في سورة الأنفال
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازي، عن سعيد بن جبير {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] قال: يحول بين المؤمن والكفر وبين الكافر والإيمان (1).
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 405 (880).
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا ابن فضيل، حدثنا الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} قال: يحول بين المؤمن والكفر ومعاصي اللَّه، ويحول بين الكافر وبين الإيمان وطاعة اللَّه عز وجل.
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 408 (888).
 
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن حجر بن عنبس في قوله جل وعز: {مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35] قال: المكاء: التصفيق، التصدية: الصفير.
حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا موسى بن قيس، عن حجر بن عنبس قال: المكاء: الصفير، والتصدية: وضع يده على فيه.
حدثني أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا موسى بن قيس، عن حجر بن عنبس، وقد شهد مع علي الجمل، قال: المكاء: الصفير.
قال أبي: أخطأ فيه وكيع، وأصاب يحيى بن آدم وأبو نعيم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1599)، (1600)، (1601)
__________
(1) رواه ابن جرير في "تفسيره" 6/ 213 (15890) من طريق سفيان عن الأعمش، به.
(13/456)
1
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن سلمة، عن الضحاك قال: المكاء: التصفيق، والتصدية: الصفير.
حدثنا أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سلمة بن نبيط، عن أبيه وقد رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: المكاء: الصفير، قال أبي: أخطأ وكيع، وأصاب أبو نعيم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1602)، (1603)
 
قال عبد اللَّه: قال أبي: قال اللَّه تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [سورة الأنفال: 41]
قال عبد اللَّه: قلت لأبي: ابن السبيل من هو؟ قال: منقطع به.
"مسائل عبد اللَّه" (915)
 
قال حنبل: حدثني أبو عبد اللَّه، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن شعبة بن دينار، عن عكرمة في قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] قال: الحصون، {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} قال: الإناث.
"المؤتلف والمختلف" للدارقطني 3/ 1379 - 1380
 
3198 - ما جاء في سورة التوبة
قال الخلال: أخبرني حمزة بن القاسم، وعبد اللَّه بن حنبل، وعصمة ابن عصام في آخرين قالوا: حدثنا حنبل قال: قال أبو عبد اللَّه: وكانوا يحدون في أيديهم، ويحمون في أعناقهم إذا لم يؤدوا.
قيل له: فترى ذلك؟ قال: نعم، وهو الصغار الذي قال اللَّه عز وجل: {وَهُمْ صَاغِرُونَ} لا يؤخذ إلا من يده، كما قال اللَّه عز وجل: {عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
"أحكام أهل الملل" (164 - 165)
(13/457)
1
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} [التوبة: 40]، قال: على أبي بكر، وكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أنزلت عليه السكينة.
"بدائع الفوائد" 3/ 99
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت -يعني: البناني، عن أنس أن أبا طلحة الأنصاري قرأ سورة براءة، فلما أتى على هذه الآية {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] قال: أرى ربنا عز وجل سيستنفرنا شيوخًا وُشَّبانًا، جهزوني- أي بَنِيّ، فقال بنوه: يرحمك اللَّه قد غزوت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر -رضي اللَّه عنهما-، فنحن نغزو عنك، فأبى، فجهزوه فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير، فدفنوه فيها.
"الزهد" 306 - 307
 
قال صالح: سألت أبي عن هذِه الآية: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [التوبة: 60]؟
قال أبي: {الصَّدَقَاتُ}: زكاة الإبل، والبقر، والغنم، والمال، وكل شيء. وبعض الناس يقول: {الْفُقَرَاءِ}: فقراء المهاجرين. وبعض الناس يقول: الفقراء: الذين لا يسألون. {وَالْمَسَاكِينِ}: مساكين الناس. {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}: السلطان. {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}: قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يتألف قريشًا على الإسلام، ألا تراه أعطى الأقرع بن حابس وغيره (1)،
__________
(1) رواه البخاري (3150)، ومسلم (1062) من حديث ابن مسعود.
(13/458)
1
يتألفهم على الإسلام. {وَفِي الرِّقَابِ}: يعتق منها. {وَالْغَارِمِينَ}: المديونون. {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ}: يحمل منها في سبيل اللَّه. {وَابْنِ السَّبِيلِ}: المنقطع بهم.
"مسائل صالح" (26)
 
3199 - ما جاء في سورة هود
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يونس بن محمد، أخبرنا صالح يعني المري عن الحسن، أن نوحًا عليه السلام لم يدع على قومه حتى نزلت هذِه الآية: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)} [هود: 36]، فانقطع رجاؤه عند ذلك منهم قال: فدعا عليهم عند ذلك.
"الزهد" 67
 
قال عبد اللَّه وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا إبراهيم بن خالد المؤذن الصنعاني قال: حدثني رباح قال: حدثني النعمان بن عبيد عن وهب بن سليمان، عن شعيب الجبائي قال: لو أن ماء الأرض لم يسبق ماء السماء بأربعين يومًا لأخرب ماء السماء حين أقبل من السماء مثل الجبال بغضب اللَّه لشدخ الجبال وخد الأرض خدودًا لا تعمر أبدًا، ولكنه فتحت أبواب السماء وأقبل ماء السماء، والأرض بكر فمكث نوح عليه السلام في السفينة من حيث ركب فيها إلى أن قيل: {يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي} [هود: 44] ستة أشهر وأيامًا، ثم جعلت تُغرر أربعين يومًا، ثم نزل نوح على الجودي، وكانت السفينة قد حجت بنوح فوقفت به موقف عرفة، ثم دفعت به كما يدفع الحاج، ثم باتت بالمزدلفة، ثم
(13/459)
1
دفعت، ثم جعلت تقف به على الجمار، ثم أفاضت به إلى البيت فطافت به سبعًا، وطافت بين الصفا والمروة سبعًا؛ وعلا الماء فوق أطول جبل في الأرض مسيرة خمسة أشهر صعدًا. وزعم معمر: أن الماء على فوق كل شيء خمسة عشر ذراعًا، أو قال: باعًا. قال رباح: بلغني أن الشجرة التي عمل منها نوح السفينة نبتت حين ولد نوح، فكان طولها ثلاثمائة ذراع، وعرضها ثمانون أو ستون ذراعًا. قال معمر: الجودي بالجزيرة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (422، 3789)
 
قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن: (عَمِلَ غيرَ صالحٍ)، أحب إليك أو {عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46]، قال: (عَمِلَ غيرَ صالحٍ).
"مسائل أبي داود" (1838)
 
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا وهيب بن الورد الحضرمي المكي قال: لما عاتب اللَّه عز وجل نوحًا في ابنه، فأنزل عليه: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود: 46] قال: فبكى ثلاثمائة عام، حتى صار تحت عينيه مثل الجدول من البكاء.
"الزهد" 66
 
قال المروذي: قال أحمد: {فَضَحِكَتْ} [هود: 71]: حاضت.
"بدائع الفوائد" 3/ 97
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، أخبرنا جعفر، أخبرنا أبو عمران، عن عبد اللَّه بن رباح، عن كعب، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: 75] قال: كان إذا ذكر النار قال: أواه أواه من النار.
"الزهد" 100
(13/460)
1
قال حرب: سألت إسحاق، قول اللَّه عز وجل {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: 107]، قال: أتت هذه الآية على كل وعيد في القرآن.
"مسائل حرب" 429
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا شعيب بن حرب، أخبرني رجل من أهل الكوفة، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [هود: 113] قال: لا ترضوا أعمالهم.
"الزهد" 444
 
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: أيش تفسير: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [هود: 113]، قال: لا ترضوا أعمالهم.
"بدائع الفوائد" 3/ 103
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا إسماعيل، أنا منصور بن عبد الرحمن قال: سألت الحسن عن قوله: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 118، 119] فقال: الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم لربك، ومن رحم غير مختلف، قلت: ولذلك خلقهم؟ قال: نعم، خلق هؤلاء لجنته، وخلق هؤلاء لناره، وخلق هؤلاء لرحمته، وخلق هؤلاء لعذابه (1).
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 430 (950)، "العلل" رواية عبد اللَّه (5836)
__________
(1) رواه الطبري في "تفسيره" 7/ 138 (18719)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 2093، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 645، وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(13/461)
1
3200 - ما جاء في سورة يوسف
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: 18]: لا جزع فيه.
"بدائع الفوائد" 3/ 101
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: 20]، قال: بعشرين درهمًا.
"بدائع الفوائد" 3/ 97
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26]، قال: قد قال قوم: حكيم من أهلها، وقال قوم: القميص الشاهد، وقال قوم: الصبر.
"بدائع الفوائد" 3/ 101
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل، أنبأنا يونس، عن الحسن قال: قال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رحم اللَّه يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث" قوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] ثم يبكي الحسن ويقول: ونحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس (1).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل، أخبرنا يونس، عن الحسن قال: قال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رحم اللَّه يوسف لو أنا جاءني الرسول بعد طول السجن لأسرعت للإجابة" (2).
__________
(1) رواه الطبري في "تفسيره" 7/ 221 (19320)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 7/ 2148 (11635) من طريق ابن علية، عن يونس به. وعزاه السيوطي في "الدر" 4/ 37: للإمام أحمد في "الزهد"، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ. .
(2) أورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 42 وعزاه للإمام أحمد في "الزهد"، وابن المنذر.
(13/462)
1
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل، عن يونس قال: قال الحسن: أُلقي يوسف في الجب، وهو ابن سبع عشرة سنة، فكان في العبودية، وفي السجن، وفي الملك ثمانين سنة، ثم جمع له شمله، فعاش ثلاثا وخمسين سنة.
"الزهد" 103
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49]، قال: يحلبون.
"بدائع الفوائد" 3/ 100
 
قال المروذي: قال أبو عبد اللَّه: استعمل عمر -رضي اللَّه عنه- رجلًا فأبى أن يدخل له في عمل، فقال -يعني: عمر: يوسف قد سُأل العمل فاستعمل على خزائن الأرض (1).
"بدائع الفوائد" 3/ 99
 
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ} [يوسف: 70]، قال: حمر تحمل الطعام.
"بدائع الفوائد" 3/ 95
 
قال المروذي: قال يُقرأ: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} [يوسف: 72] وصاع، وصواع أصوب، قال: وكان من ذهب.
"بدائع الفوائد" 3/ 98
 
قال المروذي: قال أحمد {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} [يوسف: 92]: لا تعيير.
"بدائع الفوائد" 3/ 101
__________
(1) رواه عبد الرزاق 11/ 323، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 380.
(13/463)
1
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي} [يوسف: 93]، قال: شم ريحه من مسيرة سبعة أيام.
"بدائع الفوائد" 3/ 100
 
قال المروذي: قال أحمد: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98]: أخر دعاءه إلى السحر.
"بدائع الفوائد" 3/ 97
 
قال المروذي: قال أحمد: وأهل مصر يقولون: الشام باديتهم. قال يوسف: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} [يوسف: 100].
قال المروذي: وقال أحمد: ليس أحد من الأنبياء تمنى الموت غير يوسف، قال: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [يوسف: 101] الآية.
"بدائع الفوائد" 3/ 98
 
3201 - ما جاء في سورة الرعد
نقل عنه المروذي في قوله تعالى: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: 2]، قال: كان ابن عباس يقول: ترون السموات ولا ترون العمد (1).
"بدائع الفوائد" 3/ 96
 
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت عكرمة يقول: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} [الرعد: الآية 13] قال: الرعد: ملك يزجر السحاب بصوته.
"مسائل صالح" (459)
__________
(1) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 288 (1348)، وابن أبي حاتم 7/ 2216 (12089)، والطبري 7/ 328 (20052 - 20053، 20058 - 20059).
(13/464)
1
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، ومحمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد قال: الرعد: ملك يزجر السحاب بصوته.
"مسائل صالح" (460)
 
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، عن المسعودي، عن سلمة بن كهيل، عن رجل، عن علي قال: سئل عن الرعد فقال: ملك. وسئل عن البرق فقال: مخاريق بأيدي الملائكة.
"مسائل صالح" (461)
 
قال صالح: حدثني أبي: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن أشوع، عن ربيعة بن الأبيض، عن علي قال: البرق: مخاريق الملائكة.
"مسائل صالح" (462)
 
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي محمد الهاشمي، عن أبيه، عن علي قال: الرعد: ملك والبرق: مخراق من حديد.
"مسائل صالح" (463)
 
قال صالح: حدثني أبي قال؛ حدثنا عفان قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا موسى البزاز، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس قال: الرعد: ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه.
"مسائل صالح" (464)
 
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن الزبير قال: حدثنا عتاب بن زياد التميمي، قال: سمعت عكرمة يقول: الرعد: ملك في
(13/465)
1
السماء يجمع السحاب كما يجمع الراعي الإبل.
"مسائل صالح" (465)
 
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا إسماعيل بن سالم، عن أبي صالح في قوله: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} [الرعد: الآية 13] قال: الرعد: ملك من الملائكة يسبح.
"مسائل صالح" (466)
 
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن محمد في تفسير شيبان، عن قتادة في قوله: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13] قال: الرعد: خلق من خلق اللَّه سامع مطيع له، وذكر لنا أن رجلا أنكر القرآن وكذب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: فأرسل اللَّه عليه صاعقة فأهلكته، وأنزل اللَّه فيه: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13]، قال: شديد القوة.
"مسائل صالح" (467)
 
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا معتمر، عن أبيه، عن أبي عمران الجوني قال: إن من فوقكم بحرًا من نار، فمنها تكون الصواعق.
"مسائل صالح" (468)
قال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا أبان بن يزيد، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الرحمن بن صحار العبدي: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث إلى جبار يدعوه إلى اللَّه، فقال: أرأيتم ربكم؟ ذهب هو؟ أو فضة هو؟ ألؤلؤ هو؟ أسرقة هو؟ قال: فبينما هو كذلك يجادله، إذ بعث اللَّه سحابة، فرعدت وبرقت، فأرسلت عليه صاعقة، فقتلته، فأنزل اللَّه: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ
(13/466)
1
يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: الآية 13] (1).
"مسائل صالح" (469)
 
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا وكيع، نا ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39] قال: إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت (2).
"السنة" لعبد اللَّه 2/ 411 (897).
 
3202 - ما جاء في سورة إبراهيم
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يونس، حدثنا شيبان، عن قتادة قوله عز وجل: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5]، قال: كان مطرف يقول: نعم العبد الصبار الشكور الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر.
"الزهد" 295
 
نقل عنه المروذي: وقال: في القرآن اثنان وثمانون موضعًا الصبر محمود، وموضعان مذموم، قال: المذموم {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا}
__________
(1) رواه الطبري 7/ 360 (20266). ولفظه: عن عبد الرحمن بن صحار العبدي: أنه بلغه أن نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث إلى جبار. .، ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 332 (1021) عن صالح كما هنا سندًا ومت