الأزياء وفوضوية الأخلاق

عدد الزوار 255 التاريخ 15/08/2020

• العَجَبُ أن بعض الآباء راجت عليهم بعض الأفكار السيئة؛ مثل قولهم: دع الفتاة تلبس ما شاءت حتى لا تتعقَّد، أو حتى تتركه هي من نفسها، أو دعها تلبسه صغيرة؛ لئلا تلبسه كبيرة... ونحو هذا، ويظنون - لجَهلِهم - أن هذا مُقتضى الحكمة والسياسة والحُنكة في التربية، وما علم هؤلاء أن هذا المبدأ يعني الدمار الشامل وفوضوية الأخلاق، وأن الحالات النفسية إنما هي في طاعة الشيطان لا في طاعة الرحمن، وأن الحكمة وفنَّ التربية في الأخذ على أيديهنَّ وإنقاذهن من تلك الورطة الشيطانية الماسونية العلمانية التغريبية، وأن التربية على الأب والصلاح من الله، وأن الأسلوب الصحيح والأمثل في التربية هو في امتثال أمر الله وأمر رسوله صلى الله وعليه وسلم.

• وإن تعجب فعجب زعم بعض الأمهات أن الملابس الجميلة الساترة لا تتوفر في الأسواق، وتجعل هذا مبررًا أن تُلبِس ابنتها الملابس العارية.

والجواب: إنَّ هذا الزعم وإن كان له حظ من الواقعية، إلا أنه لا يُعتبر عذرًا ألبتة، ثم إن الأسواق ومعارض الأزياء يوجد بها ثياب ساترة وأنيقة، غير أنها قد تحتاج إلى بحث أكثر من غيرها.

كما أنه يمكن إجراء التعديل والتطوير على كثير من الملابس العارية؛ لتُصبح ساترة، وبالإمكان أيضًا أن يُعطى المشغل النسائي قماشًا لخياطته حسب المواصفات المطلوبة.

والحقيقة المؤلمة أننا نحن الذين شجَّعنا الباعة على عرض مثل هذه الأزياء المحرَّمة، فلو لم يكن الطلب عليها كثيرًا لعزَفوا عنها؛ لأن أصحاب المحلات التجارية إنما همُّهم بالدرجة الأولى الربح.

فتأمل أيها الأب وأنت أيتها الأم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقُص ذلك مِن آثامهم شيئًا))[1].

فيُستفاد من الحديث: أن ولي الصغيرة إذا رباها على الثياب الساترة، كان له مثل أجرِها وأجْر مَن اقتدى بها وتربى على يدها، وإذا ربَّاها على الثياب المَحظورة كالقصيرة والشفافة والضيِّقة كان عليه إثمُها وإثْم مَن اقتدى بها وتربَّى على يدها.

بقلم فضيلة الشيخ المحدث: علي بن عبد الله النمي حفظه الله

 


[1] مسلم (2674).